كابول تنفي التفاوض مع طالبان بوساطة سعودية

اعلنت القوات الافغانية والدولية (بقيادة اميركية) امس انها قتلت حوالى 60 مسلحا في معارك في الايام الاخيرة في افغانستان التي نفت حكومتها امس إجراء أي محادثات سلام مع مسلحي '' طالبان'' بوساطة سعودية على الرغم من اجتماع استضافته المملكة الشهر الماضي بين مسؤولين من الحكومة الافغانية وزعمـــاء سابقين بـ ''طالبان'' · وفي الاثناء رفض وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس الحديث عن اي ''انهزامية'' في افغانستان بعد صدور تصريحات بريطانية سلبية حول هذه المهمة ، ولم يستبعد فكرة التفاوض مع المسلحين المستعدين للمصالحة مع الحكومة الافغانية· وقال التحالف الدولي في بيان ان حوالى 43 ناشطا قتلوا في معارك دارت الاحد في ولاية زابل (جنوب) من دون ان يوضح ما اذا كان المسلحون من ''طالبان'' · وافاد البيان ان دورية مشتركة للجيش الافغاني والقوات الدولية تعرضت لإطلاق نار من اسلحة آلية وثقيلة من عدة اتجاهات· واوضح البيان ان ''الجيش الافغاني وقوات التحالف قتلت 43 ناشطا في منطقة قلعة في ولاية زابل في الخامس من اكتوبر''·من جهة اخرى ، قالت الشرطة ان 15 مقاتلا من طالبان قتلوا في ولاية هلمند الجنوبية الليلة قبل الماضية في اقليم ناد علي بعد ان تعرضت القوات الافغانية والدولية لهجوم· وكان الرئيس الافغاني حامد كرزاي قد وجه نداء مباشرا للسلام لزعيم طالبان الملا محمد عمر قبل أسبوع وطلب من السعودية المساعدة في التوسط في المحادثات· وقال المتحدث باسم كرزاي إن المفاوضات لم تجر بعد· وقال المتحدث الرئاسي همايون حميد زاده أمام مؤتمر صحفي إن '' أفغانستان لم تتحدث مع احد بمساعدة السعوديين وأشقائنا في السعودية''· وأضاف ان كرزاي ''طلب من العاهل السعودي الاضطلاع بدور·· في إحلال سلام في أفغانستان وسيرحب بأي مسعى من الجانب السعودي· وذكر مبعوث سابق بطالبان إنه هو وأعضاء سابقون بطالبان سافروا إلى السعودية الشهر الماضي والتقوا الملك عبد الله ومسؤولين بالحكومة الافغانية لكن ليس هناك أي مفاوضات· وقال مبعوث طالبان السابق إلى باكستان الملا عبد السلام ضعيف لرويترز ''كان هناك ما يتراوح ما بين 15 و16 شخصا وكنا سبعة أو 8 مسؤولين سابقين بطالبان وبعض المسؤولين الحكوميين وعقدنا اجتماعا مع الملك عبد الله· في هذا الاجتماع لم نتحدث ولم نناقش أي قضية سياسية تشمل أفغانستان''· وكان قائد القوات البريطانية في أفغانستان البريجادير مارك كارلتون- سميث قد قال يوم الاحد الماضي لصحيفة صنداي تايمز إنه لا يمكن تحقيق النصر في الحرب ضد حركة طالبان الافغانية· ورأى السفير البريطاني في كابول شيرارد كوبر-كولز أن ''دكتاتورا مقبولا'' هو الحل الافضل حيث أن زيادة القوات لن يؤدي إلا إلى زيادة الاهداف أمام طالبان وذلك طبقا لمقتطفات من برقية دبلوماسية نشرت في صحيفة فرنسية· وردا على ذلك قال وزير الدفاع الاميركي إن تصريحات قائد القوات البريطانية والسفير البريطاني في أفغانستان ''انهزامية'' باعتقادهما أن الحرب لا يمكن كسبها · وقال جيتس أمس الاول وهو في طريقه لأوروبا للقاء وزراء دفاع ''بينما نواجه تحديات كبيرة في أفغانستان فمن المؤكد أنه ليس هناك سبب للانهزامية أو التقليل من فرص إحراز نجاح على المدى الطويل''· وردا على سؤال حول احتمال اجراء مفاوضات سلام مع حركة طالبان وافق جيتس ضمنا على هذه الفكرة· وقال ''المهم هو الفصل بين اولئك الذين يرغبون بالمصالحة والذين يرفضونها· جزء من الحل يقوم على اساس جعل قوات الامن الافغانية اقوى والقسم الآخر من الحل هو المصالحة مع الاشخاص المستعدين للعمل مع الحكومة الافغانية''· من جهة اخرى اقترحت فرنسا استضافة اجتماع للدول المجاورة لافغانستان بما فيها ايران وباكستان لتعزيز فرص عملية السلام في البلاد، على ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امس· وصرح كوشنير في جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية ان فرنسا طلبت من تلك الدول ''الحضور الى باريس لان الكثيرين يعتقدون أن البيئة يمكن ان يكون لها تاثير في اي عملية سلام''، بدون تحديد اي موعد· وقال كوشنير ''سيعقد اجتماع، آمل ان يكون في باريس، لدول الجوار'' بما فيها ايران وباكستان· وكرر كوشنير التاكيد على ان باريس تؤيد مبادرة كرزاي لفتح حوار مع حركة طالبان، شرط استبعاد العناصر الاكثر تطرفا منه· بالتالي اعتبر الوزير انه ''يستحسن'' فتح محادثات مع طالبان ''القوميين'' الذين ''يرفضون الجهاد الشامل''· كما اكد كوشنير ان السعودية التي توجه اليها كرزاي بطلب المساعدة على بدء حوار مع طالبان سبق ان اجرت ''وساطة'' لكنها ''لم تصل الى نتائج تذكر''· واضاف ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اقر بنفسه انه ''لا يمكن'' احراز تقدم في حوار كهذا