الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع القروض الاستهلاكية الأميركية يهدد بتفاقم المصاعب الاقتصادية

تراجع القروض الاستهلاكية الأميركية يهدد بتفاقم المصاعب الاقتصادية
8 أكتوبر 2008 22:36
تلعب القروض دوراً حيوياً في الاقتصاد الأميركي إذ تساهم أكثر منها في أي بلد آخر في تحريك العجلة الاقتصادية مما يجعل من تقلص حجم مستحقات القروض الاستهلاكية المسجل في أغسطس الماضي مؤشراً على صعوبات قادمة في هذا البلد· وتراجعت القروض الاستهلاكية الممنوحة للأسر الأميركية في أغسطس بنسبة 3,7% كوتيرة سنوية مسجلة أكبر انخفاض منذ يناير 1998 بحسب أرقام نشرها الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي) أمس الأول· وهذا التراجع يضيف عنصرا سلبيا جديدا الى وضع اقتصادي قاتم ويكتسب بعداً خاصاً في الاقتصاد الاول في العالم· وشدد وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون ومسؤولو الاحتياطي الفدرالي في الآونة الاخيرة على أهمية القروض فشبهوها بـ''الشريان الحيوي للاقتصاد'' الذي يسمح للمؤسسات بمواصلة أعمالها ويغذي استهلاك الاسر· وكما في جميع الاقتصادات الرأسمالية، فإن سوق التسليف التي تشكل نقطة التقاء بين الطلب والعرض على التمويل، تعتبر جوهرية بالنسبة للنشاط الاقتصادي الاميركي حيث انها تسمح بتوفير الاموال الضرورية لقيام المؤسسات وتشغيلها وتوسيعها· غير أن الولايات المتحدة تتميز عن سواها من الدول بأن العيش بالدين فيها يلقى تشجيعاً كبيراً، وأوضح العالم الاجتماعي بول جوريون بهذا الصدد: أن ''الاقتراض يثمن في النظام الاميركي، فهو يثبت انكم تساهمون في الاقتصاد''· وبهذه الطريقة يحصل المواطن الاميركي على تسهيلات كبيرة في حياته اليومية إذا كان لديه سجل جيد في مجال الاقتراض، وفق مقياس للملاءة تضعه ثلاث شركات على اطلاع كامل على عاداته الاستهلاكية انطلاقا من رقم سجله في الضمان الاجتماعي· ويمكن تحسين هذا السجل بدفع الفواتير في المهل المحددة، وكذلك بالاقتراض وتسديد الاقساط عند استيفائها، أما الذين يملكون سجلاً سيئاً أو لا يملكون سجلاً على الاطلاق مثل الاجانب الذين يصلون الى الولايات المتحدة للمرة الاولى، فإنهم يواجهون صعوبات كبرى في حياتهم اليومية مثل دفع اشتراكات أعلى لدى بعض شركات الهواتف الجوالة، ودفع أقساط تأمين أعلى وصولاً الى استحالة الافادة من بعض العروض· ويتحتم على الأميركيين امتلاك سجل اقتراضي جيد للتمكن من الحصول على قروض جديدة في حال واجهوا صعوبات، لاسيما في ظل ضعف الرعاية الاجتماعية، او للافادة من قروض عقارية بفوائد متدنية، مما يعزز بدوره سجلهم الاقتراضي في حال تسديد الاقساط في الوقت المحدد· ويفترض النظام البدء بالاقتراض في سن الشباب وهو ما يحصل عموما للتمكن من تسديد الاقساط الجامعية الباهظة· وأظهر استطلاع للرأي اجراه معهد جالوب أخيراً أن 39% من النفقات المرتبطة بالأقساط الجامعية تمول بواسطة قروض سواء باسم الطالب او أهله· وإن كان الحجم الاجمالي لمستحقات للقروض الاستهلاكية في أغسطس في تراجع، إلا أنه ما زال بمستوى حوالى 2577 مليار دولار مما يمثل اكثر من ربع اجمالي استهلاك الاسر لسنة وحوالى 18% من اجمالي الناتج الداخلي الأميركي· وتضاف إلى ذلك القروض مقابل رهن التي يبلغ حجم مستحقاتها 12 ألف مليار دولار بحسب ارقام معترف بها من الجميع، في بلد يشكل الملاك 80% من سكانه· وبحسب احصاءات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فإن دين الأسر الاميركية كان يمثل 136% من اجمالي عائداتها عام 2006 (59% في فرنسا عام 2005)
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©