أسواق المال الخليجية تواصل التراجع لليوم الرابع

واصلت أسواق المال في دول الخليج تراجعها أمس لليوم الرابع على التوالي على وقع المخاوف المتزايدة من تأثير الأزمة المالية الدولية على منطقة الخليج الغنية بالنفط، كما هبطت الأسهم المصرية لليوم الثاني على التوالي· إلا أن السوق السعودية، وهي الاكبر في العالم العربي، نجحت في تعويض قسم كبير من خسائرها قبيل الإغلاق تزامناً مع إعلان خفض مستويات الفائدة عالمياً· وخسرت الأسواق المالية الخليجية السبع حوالى خمسين مليار دولار من قيمتها السوقية في تداولات الأمس وارتفعت خسائرها هذا الاسبوع الى حوالى مئتي مليار دولار، وبلغت القيمة السوقية للاسواق الخليجية حوالى 750 مليار دولار· وقال المحلل الاقتصادي الكويتي حجاج بوخضور لوكالة فرانس برس ''إن التوتر والهلع يجتاحان اسواق الخليج''، وأضاف: ''إن بعض المؤسسات والصناديق الاستثمارية الأساسية تضغط على الحكومات للتدخل عبر ضخ سيولة''· وانخفضت السوق السعودية في بداية التعاملات بنسبة تجاوزت 8% ونزل المؤشر الى ما دون مستوى ستة آلاف نقطة للمرة الاولى من اكثر من 52 شهراً، إلا أن الأسهم ارتفعت بقوة قبيل نهاية التداولات وقلصت الخسائر الى 1,49%، وجاء هذا التحسن بعيد اعلان عدة مصارف مركزية دولية خفض نسبة الفائدة بشكل متزامن· وتراجعت السوق السعودية أمس رغم تأكيد نائب رئيس مؤسسة النقد العربي (المصرف المركزي في السعودية) محمد الجاسر أن بلاده لا تواجه مشكلة سيولة وليست معرضة للازمة المالية العالمية· وقال المحلل الاقتصادي إحسان بوحليقة ''اننا نعاني من عدوى إلا أن تأثرنا بالاسواق العالمية ليس كبيراً''، واضاف ''إن اسعار بعض الاسهم حاليا مربحة جداً''· واغلقت البورصة الكويتية، ثاني اكبر سوق مالية في العالم العربي، على انخفاض بنسبة 1,4%، وبلغ المؤشر مستوى 11472 نقطة معوضا خسائر أكبر سجلت في وقت سابق، وذلك بعد إعلان المصرف المركزي الكويتي خفض الفائدة بمقدار 1,25% لتصل النسبة الى 4,5%· أما في الدوحة، فانخفض مؤشر السوق بنسبة 8,77% الى 7432,87 نقطة، مسجلا أكبر خسارة له في يوم واحد منذ عدة سنوات، وخسرت السوق المالية في قطر الغنية بالغاز خلال هذا الاسبوع حوالى 20% من قيمتها· كما هبطت المؤشرات الرئيسية للبورصة المصرية بشدة للجلسة الثانية على التوالي أمس بالتوازي مع هبوط الاسواق العالمية حيث باع المستثمرون الاسهم بكميات كبيرة وبأثمان بخسة مع تزايد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، لكن مؤشر كيس 30 الرئيسي والذي هوى اكثر من 16 في المئة امس الأول قلص بعض خسائرة قرب نهاية الجلسة بعدما خفضت البنوك المركزية الرئيسية في العالم أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية في تحرك منسق يهدف إلى تهدئة المخاوف بشأن الازمة المالية· وانخفص المؤشر في الصباح 11 في المئة لكنه أغلق منخفضا 7,9 في المئة في آخر تداول له عند 5478,55 نقطة، كما هبط مؤشر هيرميس 7,4 في المئة الى 493,86 نقطة وتراجع مؤشر التجاري الدولي الاوسع نطاقا 4,52 في المئة الى 297,98 نقطة· وبذلك تكون بورصة القاهرة والاسكندرية خسرت اكثر من نصف قيمتها مقارنة بالارتفاع القياسي الذي سجلته في مايو الماضي عندما بلغ مؤشرها 11986 نقطة، ومع التراجع الجديد أمس، يكون مؤشر كيس 30 فقد اكثر من 50% من قيمته خلال عام· وقال كريم حسني وهو متعامل في الفراعنة للاوراق المالية: إن تحرك مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) والبنك المركزي الاوروبي وبنك انجلترا المركزي من بين آخرين أطلق موجة من الشراء أوقفت التراجع· وهبط سهم اوراسكوم للانشاء والصناعة كبرى شركات الانشاء المصرية المدرجة في البورصة إلى 204 جنيهات (37,5 دولار) قبل ان يصل السعر في آخر تداول له 242 جنيها بانخفاض قدره 4,43 في المئة عن جلسة امس الأول، وتراجع كذلك سهم بنك الاستثمار المجموعة المالية هيرميس القابضة 6,2 في المئة ليصل في آخر تداول له 28,69 جنيه· غير أن بعض الاسهم قاومت الاتجاه النزولي وأنهت الجلسة مرتفعة، وارتفع سهم البنك التجاري الدولي اكبر بنك مصري خاص 19,39 في المئة الى 37,49 جنيه متعافيا من تراجع قدره 40 في المئة أمس الأول· وقال محمد قطب مدير الاستثمار في الجزيرة لادارة الاصول ''الاسعار رخيصة للغاية··من الطبيعي ان نرى قوة شرائية في البنك التجاري الدولي بعد انخفاض أمس الأول''· وقال المحلل المالي في مؤسسة اي اف جي هيرمس: إن حالة الذعر التي تسود الأسواق العالمية هي السبب وراء استمرار التراجع· وأكدت شركة سيجما سيكيوريتيز للسمسرة أن تحسناً طفيفاً طرأ على البورصة بعيد الظهر ولكن المستثمرين الاجانب، بمن فيهم العرب، كانوا لا يزالون يبيعون