الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات اتصالات أميركية تطالب بتوسعة نطاق ترددات المحمول

شركات اتصالات أميركية تطالب بتوسعة نطاق ترددات المحمول
28 ابريل 2012
تقول شركات «إيه تي اند تي» و«فيريزون» و«تي موبايل» و«سبرينت» إنه يلزمها مزيد من نطاق الترددات المتمثلة في الموجات اللاسلكية التي تتحكم الحكومة الأميركية في توزيعها وتحمل مكالمات هاتفية وبيانات لاسلكية. كما تقول شركات الاتصالات اللاسلكية هذه إنه في غضون السنوات القليلة المقبلة قد لا يكون لديهم ما يكفي من نطاق الترددات لتلبية احتياجات بيانات أجهزة الاتصالات المحمولة المتزايدة بصورة هائلة. وهي تحذر من بطء أو تقطع توصيلات الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية. وتحذر كذلك من أنه طبقاً لقوانين العرض والطلب ينتظر أن ترتفع أسعار خدمات الهاتف المحمول ارتفاعاً حاداً. وقال إد ماكفادن نائب رئيس فيريزون لشؤون تنسيق السياسات: “إنه سيؤثر على الخدمات التي يشترونها بسبب مشاكل السعة”. ويضيف: “وفي نهاية المطاف يعيق قدرتنا على تلبية احتياجات المستهلك”. الحماية من المنافسة يقول بعض العلماء والمهندسين إن هذه الشركات الأميركية تلعب مباراة تهدف إلى حماية أعمالها من منافسيها. وحتى مخترع الهاتف المحمول، مارتن كوبر، فإنه غير مقتنع أيضاً بأن صناعة الاتصالات اللاسلكية تواجه بالفعل تحدياً خطيراً لا يمكن التغلب عليه تقنياً. وقال كوبر نائب رئيس موتورولا السابق ورئيس مجلس إدارة داينا، حضانة الشركات الجديدة، إن ادعاءات ما يسمى بأزمة نطاق الترددات اللاسلكية مبالغ فيها إلى حد كبير. وقال: “في المئة سنة الماضية، كلما طرأت مشكلة الحصول على مزيد من نطاق الترددات ظهرت تكنولوجيا تحل تلك المشكلة”. وأوضح كوبر أن أسهل طريقة تمكن الشركات من توسيع شبكاتها هي شراء نطاق ترددات لاسلكية، وأضاف أنه في مقدور التقنيات الجديدة مثل الهوائيات المعدلة وطرق تفريغ تدفق بيانات المحمول في شبكات واي - فاي أن تضاعف عدد الأجهزة المحمولة التي تستطيع شركات الاتصالات خدمتها بعشرة أمثالها على الأقل. يتفق الجميع على سرعة انتشار الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية المستهلكة لأحجام هائلة من البيانات وعلى أن صناعة الترددات اللاسلكية يجب أن تساير ذلك. يذكر أن سيسكو شركة مد الشبكات نشرت دراسة توضح أن استخدام بيانات المحمول زاد أكثر من الضعف في عام 2011. وتعتبر الهواتف المحمولة أجهزة لاسلكية يتم نقل مكالماتها على نطاق ترددات لاسلكية كهرومغناطيسية مثلها مثل تقنيات إرسال المذياع أو الووكي - توكي. تقسم وكالة الاتصالات الفدرالية الأميركية النطاق إلى حزم ترددات وفقاً لنظرية عدم تداخل الترددات بعضها مع البعض. وتصدر الوكالة تراخيص لكل حزمة ترددات لكيانات مثل القوات المسلحة ومحطات التلفاز ومراكز بحوث الفضاء وشركات اتصالات المحمول. والآن تريد شركات الاتصالات بعضاً من النطاق الذي لدى آخرين وتسعى إلى الحصول على موافقة وكالة الاتصالات الفيدرالية على أن تشتريه في مزاد حكومي أو بشراء تراخيص له. ترددات لاسلكية وتسعى فيريزون أكبر شركة اتصالات أميركية، إلى الحصول على مزيد من نطاق الترددات وتعكف على محاولة شراء تراخيص نطاق ترددات لاسلكية من مجموعة من شركات الكابل تشمل تايم وورنر وكومسات. غير أن هذه الصفقات تواجه معارضة من قبل تي - موبايل وبعض الشركات الأخرى الأصغر في صناعة الترددات اللاسلكية. وتؤمن وكالة الاتصالات الفدرالية بأنه سيلزم الجمع بين إضافة نطاقات جديدة واستخدام تقنيات جديدة للمساعدة في تطوير صناعة الترددات اللاسلكية - وقال نيل جريس المتحدث باسم الوكالة: “لا يوجد إجراء واحد معين يكون بمثابة الحل الذي سيلبي احتياجات سعة الأجهزة المحمولة”. وأضاف: “ويعتبر استخدام النطاق الأكثر كفاءة والتقنيات الجديدة وإطلاق الجديد من النطاقات مجتمعة معاً عناصر مهمة لحل المشكلة”. وقال ديفيد بي ريد أحد رواد مهندسي الإنترنت والبروفيسور السابق لعلوم الكمبيوتر في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا إن الزعم بأن الولايات المتحدة قد ينفد ما لديها من نطاق ترددات لاسلكية أشبه بأن نقول إن ما لديها من ألوان عرضة لأن ينفد. وقال إن النطاق الكهرومغناطيسي لا حد له. كما قال ريد نائب أول رئيس ساب لابز الشركة التي تبيع برمجيات مخصصة للشركات والأعمال التجارية إن هناك تقنيات جديدة لإرسال واستقبال الإشارات صممت بحيث لا يتداخل بعضها مع البعض. وهذا يعني أنه لن يلزم فصل حزم الترددات - وبمعنى آخر يمكن أن يتشارك الجميع في نطاقات تردد وألا ينفد ما لديه من حزم ترددات. والسبب وراء التعامل مع النطاق كما لو كان محدوداً هو أنه لا يزال يقسم إلى ترددات. وهو فهم قديم لطريقة عمل تكنولوجيا الإشارات اللاسلكية. التقنيات الجديدة لماذا إذاً لا تريد شركات الاتصالات استخدام هذه التقنيات الجديدة التي لا تسبب تداخل الترددات؟ بسبب أن ترخيص النطاق يكون حصرياً، يعني حين تحصل شركة ما على رخصة لحزمة من الموجودات اللاسلكية، فإنه يكون لها الحقوق الحصرية لاستخدامها. وما أن تمتلكها شركة ما لا يحق للمنافسين الحصول عليها. وقال ريد إن شركات الاتصالات لم تؤيد التقنيات الجديدة لأنها أرادت أن تحتفظ باحتكارها. وقال ديفيد إس ايسنبرج الذي عمل في مختبرات بحوث إيه تي آند تي لاثنى عشر عاماً قبل أن يتركها ليؤسس شركة استشارية مستقلة إن شركات الاتصالات تباطأت عمداً في اتباع تقنيات لاسلكية أكثر تقدماً. وقال إن تراخيص نطاق الترددات تصدر مصحوبة بإلزام شركات الاتصال بالموافقة على خدمة المصلحة العامة، غير أن تلك الاتفاقيات فقدت كثيراً من قوتها. وقال ديفيد: “إن مصلحتها الأولى لم تكن بالضرورة توفير النطاق أوتحسين الأداء اللاسلكي، بل تحقيق الأرباح”. وقال كوير مخترع الهاتف المحمول إنه بدلاً من إعطاء شركات الاتصالات مزيداً من أجزاء نطاق الترددات ينبغي إلزامها باستخدام التقنيات الجديدة التي تكبر شبكاتها. وقال إن التقنية الحالية التي تتيح لشركات الاتصالات استخدام شبكاتها بكفاءة أعلى هي تقنية الهوائي الذكي. وأوضح أن الهوائي اللاسلكي التقليدي المركب على برج اتصالات المحمول يطلق طاقة في جميع الاتجاهات ولكن جزءاً منها فقط يصل إلى الهاتف المطلوب. وعلى العكس، فإن الهوائي الذكي يوجه الطاقة مباشرة إلى الهواتف، ونتيجة لذلك، فإن النطاق الحالي سيستخدم على نحو أكثر كفاءة. ومن المفترض للجيل الرابع من شبكات التطور طويل الأجل «إل تي إي» أن يستخدم الهوائيات الذكية، غير أن غالبية شركات الاتصالات لم تبدأ بعد في تركيبها. كما سيبدأ تزويد الهواتف المحمولة بهذه الهوائيات الجديدة خلال العامين المقبلين وهو ما سيحسن استخدام الشبكات حسب كوبر. وفي مقابلات قال مندوبون عن «إيه تي آند تي» و«فيروزون» و«تي موباليل» و«سبرينت» إن التقنية الجديدة لن تكفي لحل جميع مشاكلهم، وقالوا إنهم سيحتاجون مستقبلاً الحصول على مزيد من موجات لاسلكية أميركية. وقالت كاثلين هام نائب رئيس «تي موبايل - الولايات المتحدة للشؤون القانونية الفدرالية: “إن التقنية الجديدة عبارة عن حل جزئي ولا بد من توفير نطاق ترددات إضافي لسد احتياجات حزم الترددات المتعاظمة”. غير أن كوبر لا يوافق على ذلك، وقال: “كل سنتين ونصف تم حل ما يطرأ من أزمة نطاق ترددات”. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©