الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

فضل عشر ذي الحجة والأعمال المستحبة فيها

فضل عشر ذي الحجة والأعمال المستحبة فيها
7 سبتمبر 2016 09:50
من هذه المواسم المباركة عشر ذي الحجة، وهي أيام مباركة شَهِدَ لها رسولنا- صلى الله عليه وسلم- بأنها أفضل أيام الدنيا، كما جاء الحديث: «أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا الْعَشْرِ» يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ (أخرجه البزار)، وحثَّ - صلى الله عليه وسلم- على العمل الصالح فيها، بل إن الله سبحانه وتعالى قد أقسم بها لعظمتها، فقال سبحانه وتعالى: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، «سورة الفجر: الآية 1- 2»، وهذا وحده يكفيها شرفاً وفضلاً. الأعمال الصالحة في هذه الأيام هذه الأيام التي نحياها هي أفضل أيام العام، إنها أيام عشر ذي الحجة، التي جاءت السنة النبوية مؤكدة فضلها، وداعية إلى كثرة الأعمال الصالحة فيها، ومن هذه الأعمال: التوبة الصادقة إن التوبة كَرَمٌ إلهي ومنحة من الله لعباده، عرّفهم فيها كيفية الرجوع إليه إن بعدوا عنه، وكيفية التخلص من تبعات الذنوب إذا عَصَوْه، كي يفروا إليه تائبين منيبين متطهرين. فما أكرمه من إله، وما أرحمه بخلقه وعباده، يجابه الناس ربهم بالفسوق والعصيان ويخالفون دينه ويأتون ما نهى عنه، حتى إذا تابوا وأنابوا قبل الله توبتهم وغفر سيئاتهم وأحبهم ورفع درجاتهم، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، «سورة البقرة: الآية 222». فليست التوبة قولاً باللسان وادِّعاء لا دليل عليه، ولكنها هجر الآثام وتطهير النفس من الأدران، واستشعار الألم والندم على ما كان، فإِنَّ مَنْ يُحِسُّ ألم الذنوب ووخز المعاصي لا يقدم عليها. إن يد الله عز وجل مبسوطة بالعفو والمغفرة لا تنقبض في ليل ولا نهار، تنشد مذنباً أثقلته المعاصي يرجو الأوبة بعد طول الغيبة، ومسيئاً أسرف على نفسه يرجو رحمة ربه، وفاراً إلى مولاه يطلب حسن القبول، فما أفضل التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وخاصة في هذه الأيام العشر المباركة. أداء مناسك الحج والعمرة من المعلوم أن أفئدة المؤمنين في جنبات الأرض كلها تهوي حنيناً إلى البيت الحرام وتذوب شوقاً لرؤيته، حيث تُسكب العبرات وَتُقال العثرات وَتُغفر الزلات، وَتُضاعف الحسنات وَتُمحى السيئات وتفيض البركات، حيث أَذَّن سيدنا إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- في الناس بالحج صادعاً بأمر ربه، فتجاوبت لندائه قلوب المؤمنين الصادقين قائلة: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك»، وقد بَيَّن- صلى الله عليه وسلم - فضل الحج والعمرة، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن حَجَّ فَلَم يَرفُث ولَم يَفسُق رَجَع كَيَومِ ولَدَتهُ أُمُّهُ»، (أخرجه البخاري ومسلم). صيام تسع من ذي الحجة إن الصيام من أَجَلِّ الأعمال عند الله سبحانه وتعالى، ففضله عظيم وأجره كبير، وهو مما اصطفاه الله سبحانه وتعالى لنفسه، كما جاء في الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، (أخرجه مسلم)، لذلك فإن صوم هذه الأيام مستحب كما جاء في الحديث الشريف: «كَانَ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ تِسْعًا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، (أخرجه أبو داود)، ويتأكد صيام يوم عرفة «التاسع من شهر ذي الحجة» لغير الحاج، حيث اتفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، لما جاء عن أبي قتادة الأنصاري- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»، (أخرجه مسلم). ويستحب الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام العشر؛ لما ورد في الحديث: عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِة، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»، (أخرجه الطبراني في الكبير). إن الدعاء ملاذُ كلّ مكروب وأمل كلّ خائف وراحة كلّ مضطرب، كما في قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، «سورة الرعد: الآية 28». الصدقة لقد حثّ ديننا الإسلامي الحنيف على الإنفاق، حيث بين بأنه علامة على صدق الإيمان وكماله، كما قال - صلى الله عليه وسلم-: «وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ»، (أخرجه مسلم)، وهي من الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©