الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيب تاون تودع كأس العالم بعد شهر من المتعة

كيب تاون تودع كأس العالم بعد شهر من المتعة
8 يوليو 2010 01:13
بعدما استضافت كيب تاون مباراة نصف النهائي بين هولندا وأوروجواي مساء أمس الأول، أنهت المدينة رحلتها مع كأس العالم، والحق أن أهل المدينة عاشوا شهراً لا يُنسى ستبقى ذكرياته طويلاً بعد انتهاء الدورة. وقال ستيفن فليك الذي شاهد مباراته الثانية في الملعب: “الجو كان رائعاً، وكان أمراً رائعاً أن يعيش المرء جزءاً منه. الأمر الأكثر إثارة بالنسبة لي كان وجود كل هؤلاء الناس الآتين من أنحاء مختلفة من العالم هنا، ومشاهدتهم للبلاد ولكيب تاون.” وقالت زوجته تريسي: “أعتقد أن كأس العالم عرضت كيب تاون أمام العالم. وقد دحض هذا الأمر الشائعات عن انعدام الأمن فيها وأظهركم هي جميلة المدينة التي نعيش فيها”. وقد أُعجبت تريسي خصوصا بتجربة مسيرة “الميل للمشجعين”، وقالت: “إنه لأمر لا يصدَّق أن أرى أناساً من مختلف أنحاء العالم متّحدين، متحمّسين، ويتشاطرون الهدف نفسه”، وهي تقصد بذلك المسار الذي سلكه المشجعون في كيب تاون متّجهين من مكان مهرجان للمشجعين في “جراند بارايد” إلى الملعب. وكان لشيرا زابيكوف الرأي نفسه إذ قال: “مسيرة المشجعين مذهلة. الجيّد فيها مقارنةً بالمدن الأخرى أنها تسمح للمدينة كلها بالمشاركة في المباراة. الكل يستطيع المشاركة، وهذا أمر عظيم”. وكانت مسيرة المشجعين من النجاحات الكبرى في هذه الدورة، بعدما وفرت لمن يقصدون المباريات فرصة السير إلى الملعب في جو احتفالي، وكذلك فسحة للقاء جميع مشجعي المدينة لاختبار أجواء كأس العالم وانفعالاتها. وفي ليلة نصف النهائي الثلاثاء الماضي وحدها تنقّل 149 ألف شخص ضمن مسيرة المشجعين، فيما كان مهرجان المشجعين في “جراند باريد” القريبة يحطم الأرقام القياسية بعدما اجتمع 49 ألف شخص ليشاهدوا المباراة على الشاشة العملاقة. وقد تحوّل هذا الموقع الذي تنتشر فيه أكشاك تبيع كل شيء، من سندويشات نقانق “بوريورز” الأفريقية الجنوبية إلى أبواق الفوفوزيلا، إلى مكان يتجمّع فيه المشجّعون قبل بداية مباريات كأس العالم، ويمكنهم أيضاً تناول الطعام في المطاعم الكثيرة التي تقدم خيارات متنوعة. وقال الناطق باسم بلدية كيب تاون بيتر كرونيي: “مسيرة المشجعين تحولت من مسيرة للمشاة إلى تجربة عاطفية، وأصبحت من الملامح التي تميّز تجربة كأس العالم في كيب تاون. وتابع: تنزه أكثر من نصف مليون شخص بين المشجعين النابضين بالحيوية والفرحين، واحتضنوا الموسيقى والمأكولات المحلية والمشروبات والفنانين. لقد عقدوا صداقات جديدة والتقوا أصدقاء قدماء، وتعامل سكان المدينة مع الحدث كأنه نشاط سياحي، واحتشد الزوّار على خلفية جبل تايبل ماونتن وأفق المدينة”. وكان بين المشجعين الـ 149 ألفاً الذين سلكوا مسيرة المشجعين ليلة الثلاثاء زائر مفاجئ، هو رئيس اللجنة المنظمة الدكتور داني جوردان الذي اختار سلك الطريق الشعبي ليصل إلى الملعب. وقد اغتنم الفرصة خلال توجّهه إلى ملعب “جرين بوينت” الذي استضاف آخر مبارياته في كأس العالم ليشكر أهل كيب تاون على دعمهم، فيما كانوا يقابلونه بهتافات مثل: “شكرا” و”أحسنت يا داني”. وقال جوردان: “أودّ أن أشكر أهالي كيب تاون لأنهم كانوا رائعين. لقد قدّموا الكثير إلى جنوب أفريقيا بكونهم مضيفين ممتازين، وأعتقد أنهم سيستيقظون صباح الغد ويسألون أنفسهم: ماذا سنفعل الآن؟” ولابد من القول أيضاً إن الملعب جذب بدوره السكان المحلّيين والزوّار الذين أجمعوا على الشعور بالحزن لكون مباراة نصف النهائي كانت الأخيرة في هذا الملعب الرائع الذي امتلأ عن آخره بـ 62479 مشجّعاً. وقال زابيكوف في هذا الصدد: “إنه جميل. لقد ذهبت إلى ملعب جوهانسبرج أيضاً وأرى أنهما مختلفان. هذا الملعب عصري جداً، والشكل المشابه للموجة يلائم كيب تاون تماماً”. وأضاف رايان ويلسون: “الملعب غير معقول. الجو كلّه مثير للغاية”. وقالت مارييكه دودز من جهتها إنها شعرت بـ”حزن عميق” لاقتراب كأس العالم من نهايتها، وأضافت: “سأفتقد خليط الناس وشعور الانتماء الاجتماعي”. فيما ودّعت كيب تاون البطولة، كانت المباراة الأخيرة في “جرين بوينت” إشارة انطلاق رحلة كأس العالم لكثير من الأجانب. هكذا قال الآيرلندي باري ماكداويل الذي قام برحلة مدتها 40 ساعة مع صديقيه رايان وأماندا ويلسون لمشاهدة مباراتي نصف النهائي: “أنا في البلاد منذ خمس ساعات فقط، وحتى الآن كان الجو في كيب تاون رائعاً تماماً بوجود ثقافات مختلفة من كل أنحاء العالم. لا مشكلة، فالكل عائلة واحدة والجميع سعداء. هذا ما يجب أن يكون عليه العالم”.
المصدر: كيب تاون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©