الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تحتضن المعرض الدولي الخامس للصيد والفروسية

8 أكتوبر 2008 23:18
تجتمع في أبوظبي هذه الأيام فنون التشكيل والفوتوغرافيا لكي تؤرخ للصيد وفروسية التي طالما تغنى بها الإنسان العربي في شعره ومروياته حتى باتت جزءاً من كيانه المليء بروح العشق والتنقل إلى ما لا نهاية في الآفاق الشاسعة مع رمال الصحراء اللاسعة· عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والفنون في حديثه مع الاتحاد الثقافي يكشف عن استعدادات الهيئة للمعرض الدولي للصيد والفروسية في فعالية الفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية التي وصلت فيها المشاركات إلى ما يقرب من 300 لوحة وصورة كونها تجسد التراث بكل تشكلاته وأوجهه المتنوعة· التراث الذي صنعه رجال جالوا في الآفاق البعيدة فترنموا بالصيد وبفروسيتهم· يكشف العامري عن كل هذه الروح الحقيقية في تاريخنا شعراً ولوحة وصورة، من وجهة نظر واقعية لا غير عبر هذا الحوار: ؟ كيف تصف لنا معرض الصيد والفروسية في جانبه الإبداعي الفني؟ ؟؟ أود أن أقول إن تركيز هيئة أبوظبي للثقافة والفنون على الجانب الفني يأتي لتشجيع الفنانين كي يعرضوا إبداعاتهم في المجالات التي تمثلت بالصيد بأنواعه والفروسية والتراث بكل ثقافتهما، ولذا فهي ثلاث فئات وكل ذلك يأتي من باب رصد الإبداع في هذه المجالات، هذا من جانب، أما الجانب الآخر فإننا ولكي نعطي الصيد صفات جميلة وليست محصورة بعملية رياضية تقليدية فإننا حاولنا طامحين توثيق هذا المنجز من خلال أعمال الفنانين عبر رسم الفئات الثلاث، وأقصد الصيد والفروسية والتراث· في الحقيقة إننا نحتفي بكل ما يتعلق بالتراث، الذي نجده في الرسومات التاريخية لما لها من أهمية كنشاط إبداعي، كذلك نجده في العديد من قصائد الشعر العربي كونه تاريخنا الذي نفخر به· التراث والصيد ؟ إذاً ماذا يحتوي المعرض؟ ؟؟ يحتوي على أعمال فنية تستحضر الصيد والصقور وفيه أعمال فنية عن الخيول وكل ما يتعلق بالتراث كذلك يشتمل على التصوير الفوتوغرافي الذي يشكل أهمية في الصيد كنشاط عربي له جذوره حيث يخرح العربي إلى الصيد سنوياً بوصفها عادة يحتفى بها ولذا تجد المستشرقين قد رسموها بعد أن افتتنوا بها، وحتى المنمنمات العربية وصفت رحلة الصيد وتمثلتها· ؟ ولكن ما الذي تضيفه أعمال معرض الصيد والفروسية التشكيلية وهي تقام للمرة الخامسة لطبيعة المشهد الثقافي في أبوظبي؟ ؟؟ المشهد الثقافي في أبوظبي يحتاج إلى التنويع المستمر لما يقدم فيه· إننا نحاول تقديم مجالات مختلفة للفن وبالاخص مجال معرض الصيد والفروسية لانه مختص في فن متجذر في أعماقنا، وهذا الفن يحتاج إلى أشخاص مختصين فيه بالذات· وأنت حين تقدم نسيجاً مختلفاً في أعمال فنية بيئية فإنك تقدم تنوعاً في النسيج من خلال فنانين مبدعين في مجالات مختلفة كي تعطيهم الوعاء الصحيح لعرض أعمالهم· بالطبع هناك مهتمون في هذا المجال وعندما يرون تنوعاً حينما يزورون المعرض فانهم يفحصون ما يقدم وفقا لخبرتهم وبالتالي يهتمون بأن يروا كل ما يتعلق بالصيد سواء اكانت أعمالا فنية أو اختراعات أو كل ما يتعلق بهذين الجانبين· اختيار الفنانين ؟ كيف يتم اختيار الفنانين المشاركين في المعرض التشكيلي؟ ؟؟ هناك لجنة مختصة في الرسم والتصوير الفوتوغرافي تقيم الأعمال المشاركة بشكل فني صحيح وفي ضوء ذلك تبدأ على أساسها بفرز الأعمال وتحديد الفائزين في الفئات· ؟ ما هي الفئات تلك؟ ؟؟ الصيد والفروسية والتراث متجسدة في التصوير الفوتوغرافي والرسم وهي بمجملها في كل فئة 9 جوائز موزعة على الرسم والفوتوغراف· ؟ ما الذي لفت انتباهكم في الأعمال المشاركة من وجهة نظر شخصية؟ ؟؟ هناك أعمال رسم في تصوير الصقور وهي أعمال جيدة ولدينا فنانون متميزون رائعون في هذا المجال، وأيضاً في رسم الخيول، ولكن ما يعيب على مجمل الفنانين هو عدم البحث الفني وعمل الاسكتشات عن الطيور· والتنقيب في الدراسات بحيث تخرج النتيجة النهائية لديهم بشكل فني عال· وما يعيب عليهم ايضا عدم الرجوع إلى الأصل المنقول عنه، وهذه اعتبرها من ضرورات مهنية العمل الدقيق، إذ من الضروري العودة الى الواقع ما دمت أتعامل مع رسومات مختصة وما دام المشاهد مختصاً أيضاً وبالضرورة فإن المشاهد المختص هذا بإمكانه أن ينتقد العمل بكل حرفية ما دام هو صاحب الطير· أنا شخصيا لا أستطيع أن أقول إن هناك شيئاً لفت انتباهي فكلها أعمال جيدة مع فوارق بسيطة هنا وهناك، وأتمنى من الفنانين أن يبذلوا جهدهم لتحسين أعمالهم مستقبلا· وعليه فإننا نقيم الأعمال الفنية بشكل علمي والمحكمون دقيقون بحيث يبحثون في كل جوانب العمل الفني ولذا فان هناك أعمالا كثيرة استبعدت عن المسابقة· أعمال البيئة ؟ وما هي الإضافات في الدورة الخامسة هذه؟ ؟؟ أنا أود القول إننا أضفنا على المعرض في الدورة الخامسة لهذا العام جانبا مهما وهو مشاركة المرسم الحر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالأعمال المختصة بالصيد والفروسية وربطنا من خلال الخطاط الإماراتي محمد مندي في أعمال مشتركة عن الصيد مع الفنانة نوال العامري وذلك بتنفيذ أعمال جدارية في الموضوعات ذاتها التي يختص بها المعرض عبر المزج بين الخط العربي (الحروفيات العربية) والرسم وهو ما يعد فناً جديداً لم يقدم سابقاً في المعرض خلال دوراته السابقة، كذلك نجد هناك مجموعة من المصورين التابعين للمرسم الحر في الهيئة، قدموا أعمالاً عن البيئة بشكل موجه مما يخدم توجه المعرض· هذا هو جديدنا في المعرض حيث عملنا جزئية عن المسابقة وأخرى بما تنفذه الهيئة من خلال المرسم الحر· ؟ أرجو أن أتحدث مع عبدالله العامري الفنان التشكيلي ومن خلال رؤيته الخاصة لهذا الفن بعيداً عن الجانب الإداري، هل يمكن تشخيص مدى قوة وضعف علاقة الفنان بهذا الجانب ''الصيد والفروسية'' كونها رؤية مكررة وتقليدية؟ ؟؟ في الفروسية هناك علاقة قوية بين الفنانين وبين أعمالهم ولذا نجد في هذا الجانب، أن هنالك قوة أكثر وطرحا مفصلا أوسع حينما يتم تناول الفروسية، وهذا بالطبع جانب جيد ونستطيع أن نجده في دولة الإمارات بكل سهولة وهذا بالطبع يشكل ظاهرة إيجابية· لكن في حقل أعمال الصيد لا نجد فنانين مختصين في هذا المجال أقصد ''رسومات الصيد والصقور'' إلا ما ندر· والسبب هو عدم وجود الاحترافية وأقصد بالاحترافية ''هو تخصص الفنان بشكل معين من الفن ومزاولته لفترة طويلة''· هذا السبب أدى إلى أن تكون عملية رسم الصيد عملية موسمية مما أنتج ضعفاً في المطروح من الأعمال الفنية وهذا ما يعيب نتاجات الفنانين، واعتقد أن هذه وجهتي، ومن حقي أن امتلك نظرتي الخاصة وأعبر عنها في هذا الحوار كوني أمارس الفن التشكيلي· الأعمال الاستشراقية ؟ هل بالإمكان القول إن الأعمال الاستشراقية تبقى ذات فنية عالية لا يمكن إلى حد ما محاكاتها؟ ؟؟ لا نستطيع أن نقول ذلك، فالمقارنة مختلفة·· اذ نحن عندما نتطرق إلى أعمال المستشرقين الغربيين فإنني أتحدث عن تاريخ 27 سنة تواجد فيه فنانون أثروا في العالم في عاصمة الفن ذلك الوقت وهي باريس أو في إيطاليا، وعندما أقارن فناناً على مستوى العالم بفنانين هواة فإنه برأيي ظلم كبير، إذاً المقارنة لابد أن تكون متساوية ومنصفة وعليه نحن نطالب فنانينا بعدم استسهال أخذ الموضوعات ورسمها بكل بساطة وإنما ضرورة الجهد المضاعف والمعرفة المتكاملة بالموضوعات· ؟ كيف تنظر لجنة فحص الأعمال وما هي اشتراطاتها لتقييم الأعمال المشاركة هل هي اشتراطات ذوقية أم وفق قوانين الفن؟ ؟؟ اعتقد أنني لا بد أن أقول إن ذلك يجري وفق قوانين الفن، فنحن نقيم العمل في بدء عرضه علينا، والمقاييس التي تهتم في تقييم الأعمال تعتمد على التشريح والمنظور والموضوعية والتنفيذ الدقيق وبالتالي هي المعايير الأساسية لتقييم الأعمال المشاركة وهذه أيضاً هي المعايير التي تفوز في ضوئها الأعمال على بعضها البعض· ؟ بوصفكم فناناً تشكيلياً·· هل اشتركتم في المعرض بأعمال من إنتاجكم الفني الخاص؟ ؟؟ كلا، كوني من منظمي المعرض فأنا لا أستطيع أن أشارك في أي عمل من إنتاجي لكي لا تهتز مصداقية التحكيم ولكي تظل هذه العملية محايدة· المدرسة الواقعية ؟ أرجو أن تحدثنا عن الأعمال المشتركة في المعرض، عددها، طبيعة تناولها المدارس التي تمثلها تلك الأعمال؟ ؟؟ الغالبية العظمى من الأعمال الفنية تعود إلى أنماط المدرسة الواقعية لأنها أساساً تتحدث عن واقع معاصر ومحسوس وبالتالي ليس هناك أي مجال للجوء إلى المدارس المختلفة· أما عن عدد الأعمال المشاركة في المعرض فقد وصلت الأعمال من جميع دول الخليج ومن الدول العربية ومن مختلف أرجاء الأرض سواء في الرسم أو التصوير الفوتوغرافي· حيث وصل عدد الأعمال الفنية المشاركة إلى ما يقرب من 300 عمل فني ووصل عدد المشاركين إلى حوالي 60 مشاركاً· ؟ كم من الوقت استغرق الاعداد لهذا المعرض وخاصة بمشاركة 40 دولة من مختلف دول العالم وجميع الدول الخليجية في المعرض؟ ؟؟ عندما انتهى المعرض الرابع السنة الماضية بدأنا العمل الجدي في المعرض الخامس لهذا العام وبالتالي فإن حجم المعرض والمشاركات فيه تتطلب فترات طويلة وعملا مضنيا لتجهيزه بشكل كامل· ؟ ولكن من هي أقوى المشاركات ومن أي دولة؟ ؟؟ أعتقد أن المشاركة الإماراتية هي من القوة بمكان سواء أكانوا مواطنين أو عربا أو أجانب لذا اعدها من المشاركات المتقدمة على المشاركات الأخرى بحكم طبيعة تداول الصيد والفروسية في الإمارات أولاً والاهتمام الاجتماعي في هذا الجانب ثانيا مما أفرز جوانب فنية فيها من الصدق والدقة والإبداع الشيء الكثير، أما المشاركات الأخرى سواء كانت عربية أو أوروبية فاجد أن فيها مجموعة من الفنانين يمتلكون حرفية فنية تعد متقدمة أيضاً ولكن طبيعة الاهتمام تبقى مسألة أخرى· ؟ هل في نيتكم توثيق المعارض الخمسة التي أنجزت في هذا الإطار؟ ؟؟ أعتقد هذه من الأفكار الجيدة والطروحات المهمة ولا بد من وجود دليل جامع لخمسة معارض كي يعتمد توثيقها· وأعتقد أننا سوف نعمل جاهدين لاستكمال توثيق تلك المعارض في المستقبل· رسوم وخطوط وصور وشعر في معرض الصيد والفروسية افتتح أمس في أبوظبي المعرض الدولي الخامس للصيد والفروسية بمشاركة أكثر من 445 شركة من 35 دولة، وبتنظيم من نادي صقارى الإمارات بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث· يعتبر المعرض مهرجاناً تراثياً وحدثاً سنوياً، اكتسب منذ انطلاقته، اهتماماً عالمياً واسع النطاق، وانتشاراً شعبياً في كافة الدورات الماضية، وشهد نمواً عاماً بعد آخر، حيث بات اليوم أهم وأضخم المعارض المتخصصة من نوعه في منطقة الشرق الأوسط· شهد المعرض الاول في العام 2004 عدد من العارضين وصل الى 192 شركة من 21 دولة على مساحة عرض كانت 9000 متر مربع في الدورة الأولى بينما تخطت هذا العام في الدورة الخامسة الـ 23300 متر مربع في مركز أبوظبي الوطني للمعارض· ويشهد المعرض هذا العام مسابقات البحوث والاختراعات والرسم والتصوير الفوتوغرافي· وكذلك معارض صور ولوحات فنية، وورش عمل وأمسيات شعرية، إضافة للعديد من الفعاليات التراثية المتميزة التي أعدتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وفقاً لاستراتيجيتها في الحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي· ويقيم المرسم الحر التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، معرض ''كنوز تراثية'' الذي يجمع بين فنون الرسم والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي، وذلك ضمن فعاليات المعرض المتعددة الوجوه والاتجاهات· وتتناول معظم الأعمال المشاركة الصيد والفروسية بشكل خاص، وكتبت على كل لوحة خطوط منمقة مموسقة لأشعار مجدت هذا الإرث التراثي الأصيل، وقالها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' الذي كان له الدور الأساس في صون هذا التراث وهذه القيم الجميلة· أبدعت هذه الأعمال في رسم خطوطها الفنانة التشكيلية الإماراتية نوال سعيد العامري· ومما يزيد هذه اللوحات ألقاً ورونقاً خطوط الفنان التشكيلي الخطاط محمد مندي الذي خطَّ فأبدع، تراوحت مساحات لوحاته بين المترين والثلاثة أمتار· إما شق التصوير الفوتوغرافي في المعرض فيشارك فيه مجموعة متميزة من الطلاب الذين تلقوا دورات تدريبية بإشراف الفنان ناصر حاجي، وذلك بالمرسم الحر بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث· وتتناول الأعمال المشاركة في التصوير مواضيع مختلفة، وتم التركيز على قصر الحصن ذلك المعلم التراثي الذي يقف شاهداً على تطورها وعزتها· ويتناول المعرض كذلك ما كتبه فنانون وصقارون من العالم عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' الذي ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بالصقارة في الشرق الأوسط، وذلك تحت عنوان ''صقارو العالم ينعون الصقار الأول الشيخ زايد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©