الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متون

متون
8 أكتوبر 2008 23:19
مفكرون أميركيون يتبنون التفسير الرابع الإدارة الأميركية نفذت أحداث سبتمبر للهيمنة على العالم عن النار والفولاذ يقدم المشاركون في الكتاب، أدلة عملية على نظريتهم منها مثلا ان مبنى التجارة العالمية انهار كله مرة واحدة انهيارا داخليا وتحول الى غبار وهذا لا يحدث إلا اذا كان قد تم تفجير المبنى من الداخل بنوعية معينة من المواد المتفجرة، وليس بضربه بالطائرة، ومنها أن الفولاذ الذي صمم به المبنى وجد منصهرا في الادوار السفلية، وهذا الفولاذ مصمم لاحتمال درجات حرارة اعلى من التي نتجت عن اختراق الطائرة وهو كذلك مصمم لاحتمال الحرارة مدة ثلاث ساعات، لكن في حالة الطائرة استمرت الحرارة 56 دقيقة، ومما يزيد الشكوك انه تم نقل ذلك الفولاذ من مسرح الجريمة مباشرة الى آسيا حتى لا يتم التحقق منه· الأدلة أوضح في حالة الطائرة التي ضربت الجناح الغربي من البنتاجون، ذلك أن مبنى البنتاجون ليس مسموحا لأى طائرة ركاب بالاقتراب منه وهناك رادارات ترصد وصواريخ تنطلق اوتوماتيكيا باتجاه أي طائرة ليست من الجيش الاميركي تقترب من هناك· حلمي النمم يستحق هذا الكتاب قراءة عربية متعمقة ومدققة، وعنوانه ''الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأميركية·· المفكرون يتحدثون'' وحرره ديفيد راي جريفين وبيتر ديل سكوت· وشارك فيه مفكرون ومتخصصون في العمارة والمباني، فضلا عن الاستراتيجية· ويقوم الكتاب بمختلف دراساته ومقالاته على تكذيب الرواية الأميركية لأحداث 11 سبتمبر ·2001 وهو لا ينفي وقوع الهجمات بالطائرات المخطوفة، ولا تورط القاعدة وزعيمها اسامة بن لادن في العملية، لكن ليس هذا هو كل شيء، فهناك تفسيرات وتحليلات أخرى· وفي العموم هناك داخل الولايات المتحدة تفسيرات أربعة لما جرى يوم 11 سبتمبر ·2001 4 تفسيرات هناك اولا التفسير الرسمي والذي قالت به الجهات الرسمية الاميركية، وهو أنها كانت هجمات مفاجئة لأميركا شعبا وحكومة، شنها إرهابيون مسلحون· التفسير الثاني يرى أصحابه أن تلك الهجمات تحمل معنى أكثر تعقيدا· ويقبل هؤلاء التفسير الرسمي للأحداث، لكنهم ينظرون الى ما جرى باعتباره حدثا انتهزته ادارة بوش لبسط نفوذ الامبراطورية الاميركية على العالم· وقد عبر عن هذا التفسير كٌتاب أمثال نعوم تشومسكي وراءول ماهاجان وتشالمرز جونسون· لكن المجموعة الثالثة من الاميركيين ترى أن مصطلح الحادي عشر من سبتمبر يشير ضمنا إلى حدث ذي بعد أشد مكرا، إذ يعتقد أولئك المواطنون ان إدارة بوش كانت على علم بالهجمات وتركتها تحدث عمدا· وهناك استطلاع أجريَّ في عام 2004 أثبت أن 49 في المئة من سكان مدينة نيويورك كانوا مقتنعين بذلك التفسير· الرؤية الرابعة تذهب حرفيا إلى أن إدارة بوش لم تكن فقط على علم مسبق بتلك الهجمات ولكنها أيضا نسقت لها· وهناك استطلاعات للرأي جرت في كل من ألمانيا وكندا بين عامي 2003 و2004 أثبتت أن حوالي 20 في المئة من سكان البلدين كانوا على اقتناع بذلك الفهم· والذين يتفقون مع وجهة النظر الرسمية التي تقول إن الولايات المتحدة كانت الضحية البريئة للارهابيين الاشرار، ينظرون الى الحرب الاميركية على الارهاب باعتبارها ''حربا عادلة'' وقد أصدرت جين بيتكي اليشتين استاذ الاخلاق بكلية الدراسات اللاهوتية بجامعة شيكاغو كتابا اسمه ''الحرب العادلة ضد الارهاب'' ومن هنا فإن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة منذ عام 2001 تهدف الى حماية العالم من الارهابيين الاشرار، الذين يريدون تدمير الحضارة والمدنية الغربية عموما والاميركية خصوصا· اصحاب التفسير الثاني يقرون بالتفسير الرسمي للحادث، لكنهم يرون ان الارهابيين الاشرار فعلوا ذلك كرد فعل على عدد من السياسات الاميركية تجاه العرب والمسلمين، وان الامبرياليين الاميركيين هم الذين قاموا بتدريب وتكوين أولئك الارهابيين في عدد من الحالات والمواقف كما كان الحال في افغانستان ايام الحرب ضد الاتحاد السوفيتي السابق· اصحاب هذا الفهم يرون ان رد الفعل الاميركي تجاه احداث 11 سبتمبر اكثر خطرا وشرا على العالم من 11 سبتمبر نفسه ذلك ان رد الفعل الاميركي ادى الى مقتل مئات الألوف من المدنيين الابرياء بينهم اطفال ونساء وشيوخ· وهذا سيؤدي حتما الى مزيد من العداء تجاه اميركا ويولد مشاعر كراهية حقيقية، ودفع ذلك بعض الذين يأخذون مبادئ الاخلاق العالية مأخذ الجد الى دعم مركز تغيير السياسة الخارجية الاميركية والتصدي لما تقوم به ادارة بوش· التفسير الثالث يقود الى رد فعل أشد واقوى، فمعنى ان تترك الادارة الاميركية الألوف من المواطنين ابناء الولايات المتحدة يموتون بشكل متعمد وبلا مبالاة من اجل خططها في الهيمنة على العالم فإنهم يعتبرون ذلك خيانة من نوع مختلف، خيانة للقسم الذي اقسمه الزعماء السياسيون لحماية مواطنيهم· ولا يقف الامر عند هذا الحد فقد اتخذت الادارة ذلك الحادث مبررا لقتل مئات الألوف خارج اميركا في نفس الوقت الذي كان الخطاب الرسمي الاميركي يتحدث عن قدسية الحياة، وذلك في حده الأدنى لون من النفاق الرسمي· أما التفسير الرابع ففيه رد فعل عنيف تجاه الادارة الاميركية، فهي الادارة التي دبرت ونفذت هجمات ادت الى مقتل ألوف المواطنين الاميركيين وبسبب خطورة هذا التفسير يتحفظ الكثير من الاميركيين ولسان حالهم يقول ان فكرة اننا نحيا في دولة قام زعماؤها بتدبير وتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر فكرة بشعة لا يمكن تصورها ولا نقبلها· أدلة قوية ويقول محرر الكتاب ديفيد جريفين: لسوء الحظ هناك ادلة قوية تؤيد هذا الرأي، واذا وجدنا هذه الادلة مقنعة، فإن تأثير المقاومة على عملية بناء الامبراطورية الاميركية سيكون جذريا· وتقوم معظم صفحات الكتاب على تقديم الادلة التي تثبت صحة التفسير الثالث والتفسير الرابع، وبعض هذه الادلة حاول ور تنت مدير الاستخبارات المركزية الاميركية وقتها تفنيدها، وكان هناك اتهام للاستخبارات الاميركية بانها أخفقت في ان تنبه الى الخطر واشاراته المسبقة· تنت قال انهم كانوا يستشعرون ان عملا ارهابيا قادما لكنهم لم يتمكنوا من تحديد الاسئلة الاساسية وتتعلق بمتى وكيف واين؟ وعلل ذلك بانه لم تكن لديهم الصلاحيات ولا الامكانيات المادية لتعقب الارهابيين بالقدر الكافي· لكن جريفين وزملاءه يحددون اشارات تواطؤ من بعض كبار المسؤولين منها مثلا انه قبل 11 سبتمبر بثلاثة ايام كانت هناك عمليات شراء ضخمة غير معتادة لعقود خيارات البيع وهي عقود مستقبلية تشترى على أمل هبوط الاسعار في الاسهم، وكانت جميع عمليات الشراء قد تمت مع شركتي طيران، هما يونايتد اير لاينز واميركا اير لاينز وهما الشركتان المالكتان للطائرات المستخدمة في الهجمات وبعد الحادث انهارت اسعار اسهم الشركتين انهيارا تاما، مما ادى الى تحقيق ارباح بعشرات الملايين من الدولارات· كاتب فلسطيني يستأنس الذئب فيوثق ما قيل عنه في الشعر والتراث العربي تمجيد القوة والجمال سما حسن صدر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان وبدعم من أمانة عمان، كتاب ثوثيقي جديد للكاتب الصحفي عايد عمرو حمل عنوان ''الذئب في الشعر والتراث العربي''· يقع الكتاب في 206 صفحات من القطع الكبير، قدم له الدكتور جاسر علي العناني، الذي كتب في مقدمته يقول: لم يفاجئني عايد عمرو بهذا الاستعراض الشيق والمفيد لموقع الذئب في أدب العرب وأشعارهم وأساطيرهم، حيث إن الصحبة قديمة بين الذئب وأدباء العرب وشعرائهم، إذ نلحظ حضور الذئب في أدب العرب على مختلف صوره، وأماكن تواجده· رمزية تراثية ويضيف الدكتور العناني: ولكن السؤال الذي يقفز للذهن لماذا الذئب دون غيره؟ يحتل هذا المكان الأرفع إن لم نقل أنه يتصدر أدب العرب قياساً بالكائنات والحيوانات الأخرى، فلماذا هذا التصدر وهذه المكانة؟! ويطرح الدكتور العناني عدة أسئلة مثل: هل يكون ذلك تمجيداً للقوة المقرونة بالمكر والخداع، وكون الذئب أقرب الحيوانات تطابقاً مع هذه الحالة؟!··· هل الاضطهاد الذي عاناه الشاعر والمثقف العربي بشكل عام في مجتمعه الإنساني دفعه للجوء إلى عالم الحيوان الذي رأى فيه الإخلاص والعدالة أكثر من بعض المجتمعات التي تصادر الموهبة والحرية· كل هذه الأسئلة يجيب عليها عايد عمرو في هذا الكتاب، وقد صور الكاتب واقع هذا الحيوان ورمزيته في التراث العربي والشعبي تصويراً سيتحقق إن تقف عنده متأملاً ومتسائلاً في الوقت نفسه· ويرى الكاتب والشاعر عبد السلام العطاري أن نظرات ذئب الغلاف: الصورة والعين الجميلة التي تحمل المكر والدهاء لها دلالات يريدها الكاتب أنه ليس كل ذي عين جميلة تحملها وجوه جميلة، وأن الوجوه الجميلة تحمل في أعينها قبحَ النظرات وخداعاً مضمراً، وكأنه بات على أن بعض الوجوه تخفي خلفها ما لا يرضي ولا يُرتضى· الذئب كصديق وفي الاستهلال بين الكاتب أهمية الذئب في الشعر العربي، وبين انزياح المثقف الحقيقي وانحيازه إلى الحيوان والذئب خصوصاً كصديق في ظل وقوع العسف على هذا المثقف من قبل السلطة/ أي سلطة، ومن الجهلة وأشباه المثقفين الذين ما فتئوا يكيلون التهم لهذا المثقف، وأنصاف الكتبة وكتاب السلطان، وانزياحه إلى مرافقته والاستئناس به بدلاً حتى من العائلة والعشيرة، مثل هروب الشنفرى إليه عندما أوقع عليه بنو سلامان عسفهم·· وكيف اتجه الشعراء إلى البادية هرباً من الظلم السلطوي وتعسفه· واستطاع أن يبني هذا المثقف علاقة وطيدة مع الوحوش كان في قمتها التجلي مع الذئب· وهذا واضح من شعر الصعاليك في العصرين الأموي والعباسي، وبين ما قاله الشعراء في الذئب في جميع حالاته، وتشرد الشاعر في الفيافي والمفازات باحثاً عن الحقيقة التي غيبها الجهلة ومتقلدو المناصب بفعل فسادهم وليس بحكم إبداعاتهم، ليجد المثقف الحقيقي نفسه نائياً بها وبمواقفه التي لم يساوم عليها ولم يبع مبادئه مقابل منصب فارغ ومزيف، وأمام هذا الواقع المرير تسابق الشعراء للحديث عنه، باعتباره لغة رمزية، أو نوتة موسيقية في سمفونية الإبداع العربي، وكيف اتخذ هذا الذئب ثيمة، وحش مسافر ومثقف مسافر، يقول عويته في كل العصور، فأحبه الشعراء الصعاليك وحتى الشعراء الذين كانوا يعيشون في الحضر، فتمثلوه بشتى حالاته· يفتتح المؤلف الفصل الأول بمشهد فيه من الديكورات التي تمثل معظم معالم الذئب، وان النص المكتوب متواصل مع تراثه، واستطاع الكاتب أن يستدعي أنماطاً مختلفة من الشواهد التراثية عن الذئب في الأديان والأساطير وأحاديث الرسل، والشعر والنثر والحكايات، مما قيل فيه منذ قبل الإسلام وليس انتهاء بالعصر الأموي المتأخر أو العصر الأيوبي· وكان للمثل النصيب الأوفر، وأوصاف الذئب وأسماؤه وأسماء الأنثى وأبناؤه، وأماكن تواجد الذئب في الوطن العربي ورمزيته· وفي القراءات الفنية قدم الكاتب قراءات لما اعتقد أنها نصوص تحدثت عن الذئب بشكل راق وفني جميل، مثل رائية بشر بن المعتمر، ولامية الشنفرى، وقصيدة الفرزدق (وأطلس عسال)، والبحتري، وذي الرمة، والمرقش الأكبر، وحميد بن ثور، والعنبري، والأحمر السعدي· وفي الفصل الرابع (الذئب في الشعر العربي) أحصى الكاتب ما قاله أكثر من 150 شاعراً في مختلف عصور الأدب العربي عن الذئب مثل امرؤ القيس، والمتنبي، وطرفة بن العبد، وأبو كبير الهذلي، وحماد عجرد، وعبدة بن الطيب، وابن قيس الرقيات، وبشار بن برد، ومعاوية بن أبي سفيان، وبيهس، والعماني، وابن هانئ الاندلسي، وابن سنان الخفاجي، ومالك بن الريب، وتأبط شرا، والشريف المرتضى، وعبد المسيح بن عسلة، والدريد بن الصمة، والاسعر الجعفي·· * الكتاب: الذئب في الشعر والتراث العربي * المؤلف: عايد عمرو * الناشر: أمانة عمان، ودار فضاءات للنشر والتوزيع مبيعات الصحف الأميركية الورقية تراجعت 11 % الصحافة المطبوعة في عصر الملتيميديا في كتاب ''الصحافة المطبوعة في عصر الملتيميديا'' يبحث الناقد السعودي الدكتور عثمان الصيني في ثورة الاتصالات ووسائل الإعلام ويضع أسباباً لاتجاه الشباب من الجنسين إلى قراءة النسخة الإلكترونية من المطبوع لعدة أسباب منها: سهولة الوصول إليها بلمسة زر دون حاجة إلى تكبد عناء الشراء المباشر من نقاط التوزيع أو الاشتراك ومجانية التصفح ووجود خيارات عديدة من الصحف المحلية والإقليمية والدولية وتوافرها على مدار الساعه ليل - نهار ووجود سقف أعلى للحرية إما من خلال المقارنة بين الخيارات أو تجاوز الحدود الرقابية التقليدية· ولأن هناك مواقع إلكترونية حازت صدارة التصفح في أرجاء السعودية يستعرض الدكتور عثمان هذه المواقع ويذكر منها هُُهٌم السعودية و ٌّىَلٌٌَُّّىًّم ويوتيوب ؟ُِّ ُِّّقم أما من ناحية الصحف ومواقعها فجاءت مواقع مثل ''المصري اليوم'' و''أخبارك لأخبارك'' المصرية وشبكة ''الأخبار العربية'' على قائمة مئة موقع في كثرة عدد المتصفحين· ويشير الناقد عثمان الصيني إلى بعض الدراسات والاستطلاعات حول المكاسب والخسائر لدى الصحف اليومية في أميركا مثلاً· ويشير إلى أن هنالك وسائل أخرى استقطبت عدداً كبيراً من الشباب واليافعين من خلال نوعين من المواقع هما: مواقع الفيديو أو موقع اليوتيوب الشهير، وهو الموقع الحاصل على 100 مليون مشاهد يومياً، والمواقع الاجتماعية تأتي تالياً مثل الموقع الشهير ئفكمقًُُ الموقع الذي يهتم بتبادل الأخبار والمعلومات والكتابات والمدونات والصور والموسيقى ومن المواقع الاجتماعية الأخرى (ماي سبيس)· ويتحدث عثمان الصيني عن تطور المحتوى مروراً بالصحافة ثم بالفضائيات إلى مواقع الانترنت وكيف كان الأثر كبيراً في التراجع العالمي مثلاً في مبيعات الصحف المطبوعة ففي العقد الأخير تراجعت مبيعات الصحف الأميركية على سبيل المثال 11 % ويقول عثمان الصيني إن ما يعزز من قدرة الصحافة العربية على الصمود والنمو وهي التي تعتمد اعتماداً كبيراً على حجم الانفاق والإعلان في السعودية لجميع الصحف والمجلات المطبوعة من موقع مراقبته وتسجيله يبلغ حوالي 5,3 مليار ونصف من الريالات سنوياً· وينهي عثمان الصيني كتابه الذي كان في الأصل محاضرة ألقيت بنادي الباحة الأدبي 2008 بموضوع عن اتجاهات النمو مثل اتجاه الرؤية وأسلوب التناول والمحتوى وتراسل الوسائط وتجاور الوسائط· ويقول الصيني إن المطبوعات الورقية التي تعتمد على خصائصها الذاتية فقط ستضعف وسط الطوفان الإعلامي وتفقد مركزها وقراءها وبالتالي مواردها الإعلانية والتسويقية وقد أدركت بعض المؤسسات الإعلامية الكبيرة ذلك فبدأت في توسيع مجالاتها والاستفادة من خصائص وميزات الوسائط الاخرى·· المؤرخ خالد زيادة يسترجع تاريخ الجبرتي عن مصر إبان الحملة الفرنسية جغرافيا الأحداث وتاريخ التحولات غادة علي كلش للمؤرخ دور حيوي ومهم في ترسيم الوصل بين جغرافيا الأحداث الغابرة، ومنهجيتها في السياسة والمعرفة والسلوك والادارة والسلطة، وبين جغرافية الأحداث المعاصرة ومنهجيتها المنظورة والمختبرة اليوم في كل هذه الميادين، توصلاً إلى قراءة حلقات عديدة، لتاريخ إنساني واحد· ولعل كتاب المؤرخ اللبناني الدكتور خالد زيادة، الصادر عن ''شركة رياض الريس للكتب'' في بيروت، تحت عنوان ''العلماء والفرنسيسن في تاريخ الجبرتي'' يؤدي جلياً هذا الدور، وبطريقة علمية تأريخية مثلى، ليس فقط لاتخاذه من ''تاريخ الجبرتي مصدراً مهماً للمعلومات عن الحملة الفرنسية والفترة الأولى من عهد محمد علي باشا'' بل لاحتوائه أيضاً على رصد فكري لتلك ''المجابهة الماثلة بين التأريخ التقليدي والأزمنة الحديثة، ومدى استجابة المناهج التقليدية للأوضاع المتغيرة، وحدود ذلك من خلال إعادة قراءة في التراجم و الأخبار على السواء''· يقول زيادة في مقدمة كتابه ''إن الاهتمام المصري بالجبرتي لا يقل أهمية عن الاهتمام الغربي، بل يزيد بطبيعة الحال، ففي الفترة التي ظهر فيها التأريخ الوطني المصري في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، تضاعفت أهمية الجبرتي وأخباره، ذلك أن المادة التي كانت توفرها مجلدات كتابه ''تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار''، سمحت بكتابة تاريخ إجتماعي لمصر المملوكية، من خلال التفاصيل الكثيرة التي أوردها الجبرتي· بوابة اجبارية من هنا ؟ يضيف زيادة ؟ فإن التأريخ الوطني المصري لمصر الحديثة قد مر في البوابة الإجبارية التي هي ''تاريخ عجائب الآثار''· وبالرغم من أن الاهتمام بالجبرتي تراجع نسبيًا منذ العام ،1974 بسبب الانتقال إلى التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للفئات والعادات والحياة اليومية في مصر، من جهة، وبسبب اكتشاف مصادر جديدة تمثلت بشكل خاص بوثائق المحاكم الشرعية· إلاّ أن كتابة التاريخ ؟كما يرى زيادة؟ لا تتبدل أو تتطور بتبدل المصادر، أو اكتشاف وثائق جديدة فقط، بل تتطور من خلال اغتناء مناهج البحث وطرائقه، ومن خلال النظرة الى التاريخ نفسه، والى المصادر التاريخية· من هنا، فإن ''تاريخ الجبرتي يحتفظ بقيمته الكلاسيكية كمصدر مهم للمعلومات عن الحملة الفرنسية، ويغطي مرحلة هامة من تاريخ مصر، تمتد نحواً من قرن وربع قرن، بين عامي (1694 و1820م)''· وانطلاقاً من هذه القيمة، جاء كتاب ''عجائب الآثار'' نتيجة جهدين متفاوتين ؟ يقول زيادة ؟ تركا أثرهما على عنوان الكتاب· ومن المعروف أن عمل الجبرتي قد مر بمراحل كانت بدايتها في العام 1203هـ/1788م، حين طلب إليه استاذه مرتضى الزبيدي أن يساعده في الترجمة لاعلام القرن الثاني عشر الهجري· وكان مفتي دمشق محمد خليل المرادي قد طلب من الزبيدي هذه المعونة لإتمام معجمه أو تاريخه، إلاّ أن الزبيدي وافته المنية في العام 1205هـ/1790م، فتراخت همة الجبرتي، ولم يطل الوقت حتى أرسل المرادي مباشرة الى الجبرتي يطلب منه المساعدة في الترجمة لأعلام مصر· فشجعه ذلك على استئناف العمل· الا أن المرادي قضى نحبه بعد وقت قصير في العالم 1206هـ/1791م، الأمر الذي صرف الجبرتي عن مواصلة المهمة، ولم تكن لديه فكرة واضحة حتى ذلك الوقت عما سيفعله بهذه التراجم التي تجمعت لديه''· لقد سجل الجبرتي وقائع ثلاث حقبات كان شاهداً عليها: الحقبة المملوكية (أو حقبة حكم الأمراء) والتي تبلغ ذروتها مع حكم علي بك الكبير (1768 - 1773) وهي الحقبة التي يظهر تعاطفه معها، وجزعه من النهاية التي آل اليها علي بك، والمؤامرات التي اطاحته، فكانت بداية للخراب الآتي· والحقبة الفرنسية التي تستغرق ثلاث سنوات من الزمن، ومع ذلك فإنها تشغل ما يزيد عن ربع الكتاب واخيراً حقبة محمد علي باشا التي شهد وسجل فترتها الأولى حتى العام 1820م· وبحسب عبارة الجبرتي، يشير زيادة إلى أن الفرنسيين قد أحدثوا قطيعة بين تاريخين أو زمنين (اختلاف الزمن) وبدلوا في مساره (انعكاس المطبوع)، ونقلوا مصر من زمنها التقليدي، الى الأزمنة الحديثة (انقلاب الموضوع)· تأريخ وتوليف الكتاب يعرض في تسلسل تأريخي وإخباري وتوليفي علمي ومؤثر، المسارات الزمنية، والحقبات التحولية في تاريخ مصر، و تحديداً في فترة الحملة الفرنسية، ويستعرض ما سجله الجبرتي في كل المراحل المذكورة، وما كتبه عن التصوف أو الطرق الصوفية التي كانت منتشرة انتشاراً واسطًا في القرن الثامن عشر، في كل المدن المصرية، وكذلك في الأرياف، وما كتبه أيضاً عن الحياة العقلية في مصر، وعن التاريخ المليء بقصص الكرامات وبالحوادث والنوازل والاشارات المنذرة بالعواقب الوخيمة· كما يستعرض ما كتبه الجبرتي عن العلم والعلماء في القرن الثامن عشر· وعن القاهرة في ''بداية التغريب العمراني''· حيث شهدت القاهرة، التي لم تتعرف إلى أدنى تأثيرات عمرانية اوروبية في القرن الثامن عشر، محاولة اخضاع للنموذج العمراني الأوروبي، أثناء الحملة الفرنسية (1798 - 1801) وبذلك تلقت مؤثرات، وخلال فترة قصيرة، لم تتلقها أية مدينة عربية أو اسلامية حتى مطلع القرن التاسع عشر· فقد عمد الفرنسيون الى القيام بعمليات واسعة النطاق، تشمل هدم المباني وتوسيع الطرقات وبناء المباني والجسور، وادخال نماذج من الانشاءات لم تكن معروفة في القاهرة من قبل· كما ارسوا قاعدة تتمثل في احلال نموذج عمراني دون الأخذ في الحسبان خصوصية مدينة القاهرة''· * الكتاب: العلماء والفرنسيسن في تاريخ الجبرتي * المؤلف: الدكتور خالد زيادة * الناشر: شركة رياض الريس للكتب رحلة عبر التاريخ للقمص السوداني فرج مطامع الحكام وراء الحساسيات بين المسلمين والمسيحيين د· أحمد الصاوي مؤلف الكتاب هو الأب القمص فيلوثاوس فرج، وهو شخصية سودانية معروفة، واختار لهذا الكتاب عنواناً يفصح عن الهدف من تأليفه، وهو ''الود والاحترام بين المسيحية والإسلام''، ففي بلد مثل السودان تمزقه الخلافات الإثنية وتظهر فيه من وقت لآخر الخلافات الدينية ويكون من الملائم دوماً أن تتجه بعض المؤلفات لتبديد الشكوك المتبادلة بين أهل هذا البلد· يتضمن الكتاب خمسة أبواب حافلة بالاستشهادات من نصوص القرآن الكريم والإنجيل ''العهد الجديد'' لتأكيد علاقة الود والاحترام بين الإسلام والمسيحية· وفي الباب الأول، يتطرق الأب فرج إلى ينابيع الود والتعايش متوقفاً عند بعض المعلومات التاريخية مثل تعاطف اثنين من القيادات المسيحية مع رسالة الرسول الكريم ''صلى الله عليه وسلم'' وهما بحيرة سرجيوس وورقة بن نوفل، وبعد دخول الإسلام مصر لم يقدم الإسلام سوى الاحترام للمسيحية حتى أن المسلمين أعادوا البابا الثامن والثلاثين من باباوات الاسكندرية ''بنيامين'' إلى كرسيه بعد نفي البيزنطيين له وأعطوه حرية التبشير وبناء الكنائس، واستمر التعايش أمداً طويلاً لولا أن مطامع الحكام حولت التعايش إلى مرارة التحيزات· احترام متبادل في معرض استشهاده باحترام الثقافة الإسلامية للمسيحية، يورد المؤلف نصوصاً مقتبسة من مؤلفات أعلام مثل عباس محمود العقاد ومحمد الطالبي والمستشار محمد سعيد العشماوي والشيخ مصطفى الجابري والدكتور محمد الفاضل الجمالي· ويفرد المؤلف جزءاً خاصاً عن المسيحية في عيون المسلمين، مؤكداً أن الأصل في الإسلام هو احترام المسيحية فلم يقصد الإسلام إطلاقاً أن يكون حرباً على المسيحية وإنما كان حرباً على الوثنية، ويستشهد في ذلك بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية شريفة ''من آذى ذميا فليس مني'' ويشير أيضاً إلى روايات تاريخية تؤكد أن الرسول الكريم ''صلى الله عليه وسلم'' كان مثلاً أعلى في معاملة أهل الكتاب وقد روى عنه أنه كان يحضر ولائمهم ويشيع جنازاتهم ويهتم بمرضاهم ويزورهم ويكرمهم حتى روى عنه أنه لما زاره وفد نصارى نجران فرش لهم عباءته وأجلسهم عليها· ويورد القمص فرج أيضاً نصوص خطابات الأمان التي أعطاها الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء ''القدس'' ورفضه الاستجابة لطلب بطرك المدينة الصلاة بكنيسة القيامة خوفاً من أن يأتي المسلمون من بعده ويقولوا مصلى عمر، ويذكر أيضاً عدداً من الحوادث التاريخية التي تفصح عن رأفة عمر بأهل الذمة مثل قيامه بعزل الوليد بن عقبة من ولايته على نصارى تغلب بعد أن توعدهم بأبيات من الشعر خشية أن يبطش بهم وقيامه بالقصاص من ابن عمرو بن العاص لضربه قبطياً مصرياً· وفي أحد فصول الباب الثاني من هذا الكتاب، يستشهد المؤلف بآيات من القرآن تدور حول النصارى وكيف أنهم من أهل الكتاب وأنهم من أهل التقوى وأداب الحوار معهم أيضاً· ويضمن هذا الباب فصلاً مستقلاً عن أن القرآن الكريم ضد الكافرين بالكتاب المقدس· فصول التوحيد الفصل الرابع من هذا الكتاب يقدم تلخيصاً للخلافات المذهبية والمواجهات الفلسفية بين الفرق المسيحية حول ''التثليث والتوحيد''، وإن كان المؤلف ينتصر في النهاية لوجهة نظر الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية في هذا الصدد، ولكن من المفيد للقارئ العربي أن يطلع على هذا الفصل الذي سيعينه على تفهم طبيعة الخلاف بين المذاهب المسيحية حول التثليث والتوحيد، خاصة الفصل الثالث من هذا الباب الذي أعطاه الأب فرج عنواناً موحياً، وهو ''التثليث والتوحيد في موكب التاريخ''· أما الباب الخامس والأخير من هذا الكتاب، فهو يتحدث عن ''المسيحية في البلاد العربية''، ويعتبر أهم أجزاء هذا الكتاب· ونجد في فصول هذا الباب دراسة عن موقف علماء المسلمين من اللاهوت المسيحي وأبرزهم الإمام الغزالي والشيخ أحمد بن الأشعب والباقلاني والحسين بن شبل وغيرهم· وفي هذا الباب فصل شيق عن الطوائف المسيحية والحضارة العربية وتأثير هذه الطوائف الكبير على الفكر المسيحي في البلاد العربية، وإشارات لنصوص قرآنية ذات صلة بواقع المسيحيين العرب مثل التفريق بين رجال الدين المسيحي فهناك القسيسون ''قسيس الرعية وهو متزوج'' والرهبان ''المنقطع للتبتل'' والإشارة إلى ''البيع''، وهو تعبير شرقي قبطي يطلق على الكنائس· ويعدد المؤلف الفرق المسيحية العربية كالأريوسية ''نسبة إلى أريوس الليبي الأصل المصري المولد'' والنساطرة أتباع نسطور رئيس كرسي آنطاكية في سنة 428م واليعاقبة الذين يرون أن السيد المسيح جوهر واحد وأقنوم واحد وقد لعب اليعاقبة دوراً كبيراً في نقل الفلسفة اليونانية إلى السريانية ثم إلى العربية بتشجيع من الخلافة الإسلامية· باحث مغربي يدرس أوجه التأثير المتبادل وأسلحة التطويع الرأسمالية والتكنولوجيا: تحالف المصالح في كتابه الجديد ''الرأسمالية فى محك التكنولوجيا، أو في النظام التكنولوجي للعولمة'' يؤكد الباحث المغربي يحيى اليحياوي أن التحولات التكنولوجية لا تعبر بالقطع عن تحول جذري في طبيعة الرأسمالية، بقدر ما تؤسس لمرحلة جديدة من مراحل تطورها وتكيفها وتأقلمها مع المعطيات الجارية· وعلى الرغم من أن الرأسمالية هي في محك التكنولوجيا بما يوحي أن الثانية ترفع التحدي بوجه الأولى في منطوقها كما في شكلها كما في الجوهر، فيتأسس ذلك على مسلمة مفادها بأن التكنولوجيا كانت منذ البدء حمالة تحديات جوهرية في وجه الرأسمالية، بناء على أربع مقدمات يسوقها المؤلف، أولها تحديات تكنولوجية بالأساس تسائل نمط تنظيمها وأشكال فعلها في المحيط وتفاعلها معه وآليات اشتغالها قياساً إلى فضاء السوق والعمل والإنتاج وتوزيع الثروة والسلطة· وهناك تحديات اقتصادية بجهة قابلية الرأسمالية على هضم ما استنبتته من مستجدات بما يساهم في الزيادة في إنتاجيتها أو الرفع من ربحيتها أو الضغط على منابع التكلفة المتأتية من مسلسل دورتها الاقتصادية في المكان كما في الزمن سواء بسواء· ثم تحديات اجتماعية بجهة شكل إدماج الفضاءات غير الاقتصادية في صيرورة نظام الإنتاج والتوزيع والاستهلاك الجديد· وأخيراً، تحديات ثقافية بجانب قدرة الرأسمالية على استنبات تمثلات جديدة لدى الأفراد والجماعات لا تعكس فقط توجهات المنظومة السائدة اقتصادياً واجتماعياً، بل وأيضا منظورها لذوات الأفراد والجماعات زمناً وفي المكان· وفي معرض تفكيك مفهوم ''الرأسمالية المعلوماتية''، أشار الكاتب بداية، إلى أنه على النقيض من ''أشكال'' الرأسماليات السابقة ''التجارية أو الصناعية أو المرتكزة على الخدمات أو على غيرها'' فإن الرأسمالية المعلوماتية قد نشأت إذا لم تكن معولمة الطبيعة، فعلى الأقل ذات توجه عميق ومتزايد إلى العولمة والكونية، حتى أصبح أنه ما كان ''للاقتصاد العالمى الجديد'' الفاسح فى المجال للرأسمالية الجديدة أن ينبعث ويتكرس وقعاً وواقعاً لولا الثورة التكنولوجية التي طالت معظم مكوناته منذ ثمانينينات القرن الماضي مؤسسة لما يصطلح روبرت رايش على تسميته بـ''الشبكة الكونية'' لتوصيف واقع الإنتاج والتوزيع الجديد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©