الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تتجه إلى مواجهات جديدة وصراع داخلي طويل

25 ديسمبر 2009 00:14
يتأهب حكام إيران لاختبار جديد لقوتهم في مواجهة المحتجين بعد غد الأحد عندما يتزامن يوم عاشوراء مع مرور 7 أيام على وفاة المرجع الديني المعارض حسين علي منتظري الذي كان عنصرا رئيسيا في الصفوة الحاكمة. تستغل حركة المعارضة الإصلاحية غير المتماسكة التي تضخمت بعد انتخابات الرئاسة المتنازع على نتائجها في يونيو الماضي، المناسبات السياسة والدينية لتنظيم احتجاجات والإبقاء على زخم نضالها. وقال موقع إصلاحي على الانترنت إن القوات الأمنية اشتبكت أمس الأول مع المحتجين في اليوم الثالث من الحداد على منتظري المثل الأعلى الروحي للإصلاحيين في مدينتي أصفهان ونجف آباد مسقط رأسه الأمر الذي نفته الحكومة الليلة قبل الماضية. وليس من الواضح كيف سينتهي هذا التصعيد الداخلي في إيران كما أن القيود المفروضة على التغطية الإعلامية المستقلة تعوق أي تقييم لما يحدث داخل مجتمع مركب لكن هذه الأحداث ربما تثير القلق إلى جانب القلق الذي يثيره البرنامج النووي في البلاد. ويرى علي أنصاري الأستاذ في جامعة سانت اندروز باسكتلندا أن الوضع “سيزداد سوءا”. وأضاف “عندما يقول الناس إن ما من شيء سيحدث أو أنه ستكون هناك ثورة مخملية سلسة فإنها مجرد أمنيات. ستكون الأحداث عنيفة للغاية”. وربما يجري المزيد من التظاهرات بعد غد الأحد عندما يحل اليوم السابع من الحداد على منتظري كما هي العادة في إيران وهو نفس يوم عاشوراء. وكان منتظري من أشد المؤمنين بالثورة عام 1979 وهو مهندسها وتمت تسميته خليفة لمؤسس هذه الثورة الإمام الراحل الخميني إلى أن حدثت مواجهة بينهما بسبب حادثة إعدام جماعي لسجناء. وقال كريم سجادبور وهو زميل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن “بخلاف وضعه كرجل دين.. فإن ما جعل منتظري فريدا من نوعه هو نزاهته”. واجتذبت جنازة منتظري التي شابتها الاضطرابات الاثنين الماضي في قم، حشودا هائلة وردد البعض هتافات ضد الحكومة واشتبكوا مع أفراد ميليشيا الباسيج. وفي تحذير فيما يبدو لرجال دين آخرين معارضين، قال موقع إصلاحي على الانترنت إن أفراد الباسيج هاجموا منزل المرجع يوسف صانعي وهو صوت معتدل يدعو للإصلاح في قم الثلاثاء الماضي. واتهم رجل دين متشدد وهو مساعد للمرشد الأعلى علي خامنئي، المعارضة باستغلال جنازة منتظري في التسبب في “فوضى” لتقويض القيادة الإيرانية. كما انتقد مجتبى ذو النور وهو ممثل لخامنئي لدى الحرس الثوري، منتظري لأنه “أساء استغلال سلطته” عندما كان مساعدا للخميني. ونقلت وكالة “فارس” للأنباء عن ذو النور قوله “لدى المؤسسة ما يكفي من الأدلة التي تواجه بها زعماء الفتنة.. لا تعتقدوا أن سبب عدم مواجهتنا لهم هو أننا ضعفاء.. ما من شيء سيحدث حتى إذ اعتقلنا زعماء الفتنة الثلاثة” في إشارة إلى مير حسين موسوي وحليفيه الإصلاحيين مهدي كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي. وربما تعكس تصريحات ذو النور منطقا مخيفا يجعل من التوصل إلى حل وسط مع المعارضة أمرا غير وارد على الإطلاق. ويقول الكثير من المحللين لشؤون إيران في الخارج، إن حركة المعارضة غير المتكافئة أظهرت قوتها الصامدة في خريطة سياسية تعاد صياغتها وهو رأي يشكك في صحته محمد مراندي أستاذ دراسات أميركا الشمالية بجامعة طهران. وقال لرويترز إن قوة المعارضة “ستستمر لعدة أشهر أخرى أو ربما سنة أو أقل من سنة.. بدأت بالفعل تتلاشى”. وقال علي رضا نادر وهو محلل في مؤسسة راند “المعارضة لا تبدو مستعدة للتراجع في أي وقت قريب”. ومضى يقول “المواطنون الإيرانيون الذين تمثل (الحركة الخضراء) جزءاً منهم وفي بعض الأحيان دون زعيم ظاهر، هم الذين سيحافظون على الزخم”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©