السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الطلاق العاطفي» أشد فتكاً على الزوجين والأطفال من الطلاق الحقيقي

2 مايو 2011 20:13
لكونها جهة ترعى الأسرة الإماراتية، وتتعامل بشكل يومي مع أعداد كبيرة من الأباء والأمهات، نظمت جمعية الاتحاد النسائية الملتقى الأسري الثاني للجمعية بعنوان «الطلاق العاطفي»، بعد أن أرتفع معدل التفكك داخل الأسرة، خاصة بعد بروز نسبة غير قليلة من الأسر اليوم تعيش حالة من الانفصال العاطفي، أبطالها الزوجان وضحاياها الأطفال. تقول هند الجروان(ناشطة وباحثة اجتماعية): من الضروري أن تتدخل المؤسسات التشريعية في نشر المعرفة بالمسؤوليات الأسرية، عبر صياغة قوانين الأحوال الشخصية وتعديلها، والأهم هو ضرورة تدريب المتزوجين من خلال تبني برامج وطنية، والعمل على جذب الرجال لحضور برامج تطور ملكات الحب والعطف والتحاور داخل إطار الأسرة، لأن انفصال الزوجين نفسياً رغم وجودهما معاً تحت سقف واحد بدون الطلاق الفعلي، أشد فتكاً بالذات والنفس وأكثر إيذاء للأطفال، وهم يشاهدون والديهم يومياً في حال فتور وبرود، إضافة لتوقف الحوار بين الأبوين. أبواب مقفلة وأكدت سارة بن كرم (مدير الجمعية) أنها شخصياً تعرف أسراً لم يتحدث فيهما الزوجان مع بعضهما منذ سنوات طويلة، بينما هناك اسر انفصل الوالدان فيها وهما في بيت واحد، دون أن يلجأ أي منهما إلى طلب الطلاق من الآخر مراعاة لظروف اجتماعية أو اقتصادية معينة، مثل الخوف على مصير الأبناء أو عدم توافر الإمكانات للدخول في مشروع جديد للزواج بعد الانفصال، أو ضغوط من الأهل والأقارب والأصدقاء والمعارف. و تناشد سارة كافة قطاعات الدولة العامة والخاصة والحكومية والاتحادية بتخصيص عدد من الساعات خلال العمل سنوياً، خاصة بتدريب وتوجيه الموظفون في المجال الأسري واحتسابها ضمن التقرير السنوي للموظف، لأن ذلك التدريب من شأنه أن يرفع من طاقة الموظف الإنتاجية، لأنه يساعد على الاستقرار النفسي، وتخصيص ساعات من للتدريب المهني التي تزيد من قدرة الموظف على العطاء والعمل وتصقل خبراته الوظيفية. الصمت المنزلي ويتحدث الدكتور محمد محمود مصطفى- دكتوراه في الإرشاد النفسي والممارس في التشخيص في العلاج النفسي السلوكي من بلجيكا- عن ما أسماه بالصمت المنزلي، فيقول: هناك تسع زوجات من بين عشر يشتكين من حالة الصمت في المنزل، وهو أحد عشرة أسباب لحدوث الطلاق في دول كثيرة، ويعد ذلك زواجاً مع وقف التنفيذ، لأنه يأخذ الشكل الخارجي الجميل من تناسل وإنجاب ومظهر اجتماعي، ولكنه زواج معطل عاطفياً. يكمل الدكتور محمد أن كثيراً من الرجال –للأسف- يعتقدون أن حالة الأسرة بخير طالما يوفر لها رب الأسرة كل المتطلبات المادية، والأمر الثاني المهم أن كل رجل كان طفلًا ذات يوم، لكن الأسرة دفعت به لتعلم الرياضة والخروج للفسحة والتنزه واللعب، وعلمته كيف يتلقى الأوامر لخدمة العادات، ولكن سحبت منه بساط طفولته التي يجب أن يتعلم خلالها كيف يحب من حوله ويتحاور معهم ويأنس بهم، ولذلك كبر بعيداً عن العاطفة والفهم بأهمية المرأة في حياته. مشكلة اهتمام ويقول الدكتور يوسف البدر حاصل على رسالة الدكتوراه الكهربية الفيزيولوجية لجسم الإنسان: إن الكثير من الأزواج يعانون من حالات التوتر تصيب العلاقة الزوجية، وقد تؤدي إلى فتورها أو حتى بترها من أساسها، ولعل من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الانفصال العاطفي ثم الانفصال الفعلي بين الأزواج، عدم الاهتمام بالطرف الثاني وإهماله في المناسبات. وذكر الدكتور يوسف البدر أن من أهم المنغصات التي تؤدي للانفصال العاطفي، أن يكظم الإنسان الحزن وينتظر أن يتغير الأخر من أجله، وأن يغير من معاملته، بينما هو في حالة من الإهمال للطرف الآخر، وقد ثبت بالدراسات والبحوث أن العامل النفسي والإحساس بقلة القيمة تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان، حتى الطفل في بطن أمه يتلقى جرعات من حزنها أو عصبيتها، أو الآلام النفسية التي تتعرض لها. وطالب الدكتور يوسف كلا الزوجين أن يتلقيا تدريبات على تطوير القدرات العاطفية والنفسية، لأن للذات البشرية إمكانيات هائلة، وأن تخصيص ساعات من كل شهر لحضور دورات تدريبية للتخلص من الفتور أو الانفصال العاطفي، له أثر كبير على استعادة السعادة الزوجية وفتح أبواب الحوار، وتبادل الأحاديث التي ترقى بالدفء والحب في المنزل لأعلى المراتب.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©