الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلسلة تاريخ العالم وجامعة إكسفورد

سلسلة تاريخ العالم وجامعة إكسفورد
8 أكتوبر 2008 23:31
هناك سلسلة شهيرة صدرت عن طريق مطبوعات جامعة أكسفورد تحت عنوان ''مقدمة مختصرة جدا''، وأذكر أن تجربتي مع هذه السلسلة التي بلغت الـ 140 تقريبا كانت زاخرة، إذ أطلعتني على موضوعات جمة كانت مغيبة، وهنا يمكن الإشارة إلى كتاب مثل ''النظرية الأدبية: مقدمة مختصرة جدا'' لجوناثان كلر، ذلك الذي ترجم ونشر بواسطة المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة· وتتمتع مجمل سلسلة اكسفود بأنها متوجهة للقارئ العام دون أن تتعالى عليه، وهذا لا يعني البتة بأنها سطحية، وإنما جرى العرف في هذه السلسلة أن تختار جامعة اكسفورد شخصية رئيسية في الحقل الذي يراد أن تقدم دراسة عنه، ليقدم خلاصة تجربته الثقافية بصورة قريبة من معطيات الجماهير· وهذه السلسلة الآن تحتاج إلى رؤية جديدة ولذلك جاءت سلسلة جديدة لتخدم القارئ العام، أقصد سلسلة تاريخ العالم التي ستصدر قريبا عن جامعة اكسفورد· إنها سلسلة تسرد التاريخ العالمي بصورة مختلفة لتنقل بذلك معلومات ذات قيمة حيوية ودالة تعتمد على المعلومات الجديدة التي يحتاجها القارئ، فيطلع على نفسه عن طريق الماضي، فيزداد تمسكا وإلحاحا على أن وجوده في الحاضر وليد جهد إنساني كبير· ويجذبني في هذه السلسلة أنها تصف نفسها بالتاريخية لكنها في الوقت نفسه تعتمد على فكرة تداخل العلوم لترفع من كفاءة المنظور البيني في التأريخ· لقد صدر من هذه السلسلة حتى الآن كتيّب واحد صغير عن بدايات التاريخ العالمي إلى 4000 قبل الميلاد· ومازلنا ننتظر الكتيبات الأخرى التي تتناول تاريخ الأزمنة وموضوعاتها المتفرقة· إن ما تقوم به هذه السلسلة من دور في جعل التاريخ مألوفا للإنسان المعاصر أصبح واضحا، وأقصد بالمألوفية هنا تلك المواضيع التي ستصدر قريبا عن تاريخ العائلة والطفولة والحرب والمذبحة والطعام والممالك والعبودية والصحة والقانون والنسيج والدين والطبقة والزراعة والهجرة، ولا تنسى السلسلة أن تؤرخ أيضا للتكنولوجيا· والجميل في هذه الكتيبات الصغيرة أنها كتبت بواسطة غربيين وآسيويين وأفارقة، وهؤلاء متخصصون في حقولهم، ومشهورون في اهتماماتهم بموضوع البحث، فعلى سبيل المثال إن المؤرخة اكسنرو ليو الباحثة الآسيوية التي تعمل أستاذة في جامعة نيوجرسي للتاريخ الوسيط والقديم الآسيوي كان لها اهتمام كبير في التاريخ الكلاسيكي الهندي والصيني وفي الطرقات التجارية والثقافية، وتحديدا فهي مهتمة بطريق الحرير، واختيرت لتقدم خلاصة تجربتها بصورة مكثفة ومبسطة للقراء· والسلسلة تعتمد على المتخصصين في الجامعات لينقلوا خبرتهم الأكاديمية إلى شارع القراءة إن جاز لي الوصف حتى يربطوا الجامعة بالمجتمعات· وهذا يعطي دليلا واضحا على أن تجربة الأكاديميين لا يمكن الاستهانة بها، فأكبر المؤسسات في العالم تلجأ إليهم في موضوعات تخص المجتمعات، وأقول هذا الكلام لأنني أسمع بعض المهتمين بالكتاب يفصلون بين الكتاب الجماهيري والكتاب الأكاديمي، وينسون كلية بأن الأكاديميين هم من أسهموا في أهم السلسلات العالمية، تلك التي تخص القارئ العام وشارع القراءة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©