روسيا تطور صواريخ عابرة للقارات وتطلق «فويفودا» بنجاح

قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس إن بلاده ستعمل على تطوير جيل جديد من الصواريخ النووية لضمان فاعلية قوة الردع النووية الروسية. وأوضح ميدفيديف أن تطوير الصواريخ الجديدة سيتم بالتوافق التام مع اتفاقيات التسليح الموقعة مع الولايات المتحدة. كما نفى وجود صراع على السلطة بينه وبين رئيس وزرائه الرئيس السابق فلاديمير بوتين. وقال ميدفيديف في حديث أدلى به إلى قنوات التلفزيون التي تشرف عليها الحكومة أجري بمناسبة نهاية العام “بالطبع سنطور أنظمة جديدة بما في ذلك أنظمة الإطلاق”. واضاف “سنواصل هذه العملية وسيبقى درعنا النووي دائماً فعالاً وكافياً لحماية مصالحنا القومية”. وأوضح رئيس الكرملين أن بلاده والولايات المتحدة على وشك التوصل لاتفاقية جديدة للحد من ترسانات الأسلحة النووية الهائلة التي تعود إلى الحرب الباردة مضيفاً أنه يمتلك “علاقات جديرة بالثقة” مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد أجرت روسيا بنجاح أمس تجربة على إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات من طراز “فويفودا ار اس-20 في”، كما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن متحدث باسم القوات الاستراتيجية. وقال الكولونيل فاديم كوفال إن اطلاق الصاروخ “أس أس-18 ساتانا” بحسب تسميته المعتمدة في حلف شمال الأطلسي “تم في إطار تجارب”. وأضاف أن “العمليات التي سبقت الإطلاق والإطلاق نفسه وتحليق الصاروخ جرت كلها بحسب البرنامج المحدد”، مشيراً إلى أن الصاروخ “أصاب هدفه في شبه جزيرة كامتشاتكا بالدقة المتوقعة”. وأطلق الصاروخ من منطقة اورينبورغ شمال الحدود مع كازاخستان وبلغ هدفه في أقصى الشرق الروسي. وتندرج هذه التجربة في اطار برنامج تجارب وضعه الجيش الروسي يرمي إلى تمديد صلاحية استخدام هذا الطراز من الصواريخ من عشرة أعوام إلى 23 عاماً. وكان الجيش الروسي مني بفشل ذريع في 10 ديسمبر حين أخفق مجدداً في إطلاق صاروخ بولافا العابر للقارات والذي من المفترض أن يكون مفخرة القوات الاستراتيجية. ومنذ 2005 أجرت روسيا 12 تجربة إطلاق على هذه الصواريخ منيت ثماني منها بالفشل. وقالت قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية في بيان “نفذ الإطلاق في اطار عمل تخطيطي تجريبي يهدف الى تأكيد مميزات الانطلاق للصاروخ ار.اس-20 في ولإطالة عمره الى 23 عاماً.” وقال متحدث باسم قوات الصواريخ الاستراتيجية إن الصاروخ الذي يزن 22 طناً أصاب هدفاً على شبه جزيرة كامتشاتكا على ساحل روسيا على المحيط الهادي بعد إطلاقه من منطقة اورنبرج على مسافة اكثر من 6500 كيلومتر. ويمكن للصاروخ اختراق أنظمة دفاعية صاروخية. إلى ذلك، نفى ميدفيديف التكهنات بشأن وجود صراع على السلطة بينه وبين رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وقال إن علاقة “زمالة وصداقة” تربطه مع بوتين، مؤكداً أن علاقته برئيس الوزراء لم تتغير حتى الآن. وأضاف ميدفيديف في رده الموجز على سؤال حول هذا الموضوع: “أنا على ثقة بأنها (العلاقة) لن تتغير”. ويرى المحللون أن ثمة صراعاً على السلطة بين معسكر بوتين المحافظ، ومعسكر ميدفيديف الليبرالي الذي يسعى للإصلاح. كذلك تحدث ميدفيديف عن أوجه العجز في النظام الديمقراطي الروسي وتعهد بإجراء إصلاحات مؤسساتية. وقال إن عملية تحديث روسيا سوف تستغرق وقتاً وأنه يجب إجراء التغيرات “بالتوافق مع إرادة الشعب” داعياً الغرب للتحلي بالصبر. وقال “إن شعبنا قادر على التغير”. وكان المحاورون عدوانيين من حيث المعايير الروسية ودأبوا على مقاطعة الرئيس عندما كان يتحدث. وشدد ميدفيديف على الحاجة لمواجهة تحديات التحديث حيث قال إن على روسيا الحد من الاعتماد على عائدات صادرات الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز. وأعرب عن تفاؤله بشأن تطور النظام السياسي الحزبي في روسيا بصورة إيجابية