نازحو التاميل يعودون إلى ديارهم في سريلانكا

عاد آلاف من مواطني التاميل الذين شردتهم الحرب في سريلانكا إلى ديارهم مجدداً لكنهم يواجهون نقصاً في الخدمات الأساسية والبنية التحتية رغم برنامج إعادة التوطين الهائل الذي تقوم به الحكومة بعد انتهاء الحرب. وتعيد الحكومة تدريجياً توطين نحو 300 ألف من الأقلية التاميلية معظمهم شردوا في المرحلة النهائية من هجوم الجيش على جبهة نمور تحرير تاميل إيلام والذي انتهى بهزيمة النمور في مايو بعد حرب دامت 25 عاماً. وانتقد العديد من منظمات الإغاثة الأجنبية وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان ومسؤولو الأمم المتحدة الأوضاع في مخيمات النازحين وحثوا الحكومة التي تحتاج إلى مساعدات أجنبية واستثمارات لدفع الاقتصاد السريلانكي في فترة ما بعد الحرب على إعادة توطين النازحين التاميل بسرعة. وطبقاً لبيانات الحكومة انتهت عملية إعادة توطين 127352 نازحاً في مناطقهم الأصلية حتى أمس الأول ومازال أمامها مهمة إعادة توطين أكثر من 140 ألفاً آخرين. وفي فترة من الحرب وضع أكثر من 280 ألفا تحت الحراسة في فافونيا على بعد 260 كيلومتراً من العاصمة كولومبو داخل معسكرات يديرها الجيش. وأعيد كثيرون إلى مناطقهم الأصلية بعد أن تأكدت الحكومة من عدم وجود مخاطر من الألغام الأرضية. لكن من تحدثت معهم رويترز قالوا إن الأوضاع لا تسعد أحداً. وقال موتايا سيفايوجاناثان (53 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال ويقيم في باراناتاكال على بعد عشرة كيلومترات من فافونيا “ليس لدينا ماء للشرب أو مراحيض”. “نستخدم الغابة الخلفية كمرحاض” مشيرا إلى منطقة أشجار خلف منزله. وأضاف “لا أملك مالاً لأزرع من جديد. وطلبت مني الحكومة رغم ذلك بناء منزل على الأرض التي نملكها قبل التوطين المناسب”. وذهبت زوجته وأطفاله إلى منزل قريب لهم في فافونيا للاستحمام وطهي الطعام أيضا نظرا لنقص المياه النقية قرب منزلهم الجديد. وشكا آخرون في منطقة التوطين أيضا من الأوضاع. وتعرض البعض للدغ الثعابين السامة حين اضطروا إلى استخدام الأدغال لقضاء حاجتهم. وقال رجل طلب من رويترز عدم نشر اسمه وقد بدا عليه الاستياء “على الحكومة أن تعاقب المتورطين في الإرهاب لا كل التاميل.”