الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع «كلمة» جامعة تقوم بدور أكاديمي ومهني

28 ابريل 2013 23:45
أبوظبي (الاتحاد) ـ أثنى مترجمون ومختصون لغويون بارزون على كل الإنجازات الهامة على المستوى الدولي التي حققها مشروع (كلمة) للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في دولة الإمارات المتحدة، ووصفه البعض بأنه جامعة تقوم بدور أكاديمي ومهني لا يتوفر في أي مكان آخر على الإطلاق، فيما أكّد آخرون على أن مشاريعها تتعامل مع الترجمة كفعل جماعي ومستمر وخلاق. جاء ذلك على هامش مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة الذي أنهى فعالياته، ونظمه مشروع (كلمة) الذي يرأسه الأكاديمي الدكتور علي بن تميم المختص بالأدب المقارن من عدة جامعات دولية. وحول موقع وأهمية مشروع (كلمة) في عالم الترجمة الإبداعية، قال الدكتور كاظم جهاد المختص البارز بالترجمة من اللغة الفرنسية “من الصعب مدح مؤسسة ثقافية من قِبلِ المتعاونين معها، لكن يمكن الحديث عن بضعة قضايا أساسية ومنطقية، فالترجمة هي فن يقوم به أفراد وتطلع به مواهب فردية، لكن الموهبة الفردية لا تكفي أمام عملية معقدة وشائكة كهذه، يجب أن تقوم بها مؤسسات ثقافية تدعمها وتشارك بها وتُمكنها بالقيام بهذا العمل بشكل منهجي ودقيق”. وأضاف “في عالم الترجمة هناك مسألة حقوق المترجمين، وهي مهمة جداً، لأن المترجم ككل الكائنات ينبغي أن يعيش ويكسب رزقه ورزق أطفاله، فلا يمكن أن يواصل المترجمون أعمال الترجمة في أوقات فراغهم، بل يجب أن تكون الترجمة مشغلة كاملة ويجب الاطلاع بها في كل يوم، وإضافة لمسألة الحقوق، هناك العمل الجماعي ومراجعة النصوص وتنقيح الكتابات والنظر بالأساليب، فضلاً عن ضرورة وأهمية التشاور بين المترجمين والمراجعين، وهناك مسألة التخطيط للترجمة، ماذا نُترجم وكيف نُترجم وإلى من نُترجم وإلى من تتوجه الترجمات وما هي شرائح القراء وفئات المُطالعين، وكل هذه المسائل لا يمكن الإلمام بها إلا بشكل مؤسسي وجماعي، وكما يبدوا للعيان فإن مشروع (كلمة) يطلع هذه القضايا مجتمعة”. وتابع “على هذا النحو يأتي مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني الحالي تحت شعار (تمكين المترجمين)، وهناك دلالتان لهذا الشعار، أولاً تمكين المترجمين المبتدئين المتدربين، وهم من ضمن الفئة المستهدفة بالمؤتمر، فالعربية تحب التهذيب وعلوم البيان، والمؤتمر لا يسميهم مبتدئين أو متدربين ناشئين يشقّون الآن طريقهم في مشوارهم المهني، وثانياً هو تمكين المترجمين المتمرّسين، وتمكينهم من أدوات عملهم عبر التفكير المشترك والحوار الفعّال والتلاقي والتشاور”. من جهته قال الأستاذ مصطفى سليمان المختص البارز بالترجمة من اللغة الألمانية “يعتبر مشروع (كلمة) أحد المشاريع الهامة والرائدة والفريدة في العالم العربي ليس من حيث الكم فقط وإنما من حيث النوع، ومن حيث التركيز على أهمية إنتاج ترجمة أدبية مهنية وفي نفس الوقت إبداعية، حيث يتم التدقيق في هذه الترجمة منذ اختيار النص وحتى إنتاج النص مع المحافظة على الحقوق من جهة وعلى الشكل والغلاف بجمالة رائعة جداً من جهة ثانية”. وتابع سليمان “الأمر الآخر، أن مشروع (كلمة) أسّس لربط المترجم مع دار النشر مع المؤلف بشكل جدّي ومهني، وكذلك الأمر الثالث هو أنه أوجد بيئة لتبنّي هؤلاء المترجمين من ناحية تقديم كافة الإمكانيات المالية المادية المناسبة والمتميزة للمترجمين والمترجمات في العالم العربي وخارج العالم العربي بشكل متميز جداً بالمقارنة مع جهات أخرى، وأيضاً وفر لهم بيئة التواصل مع بعضهم البعض وهي بيئة علمية رفيعة كما هو الحال في هذا المؤتمر الثاني للترجمة، ونحن اليوم نتحاور حول مواضيع علمية هامة جداً لا تتوافر إلا في الجامعات، وبما أن هذه الجامعات غير متوافرة في العالم العربي، فإني أعتقد أن مشروع (كلمة) يقوم بدور أكاديمي ومهني ومالي أيضاً لا يتوافر في أي مكان آخر على الإطلاق”. وفي هذا السياق قال الدكتور محمد عصفور، المترجم البارز عن اللغة الإنجليزية “إن مشروع (كلمة) هو مشروع رائع جداً، خاصة وأنه مدعوم من الدولة، والقائمون عليه حريصون على أن يكون لهذا المشروع الصفة الدولية، لأنهم يحرصون على ترجمة من لغات متعددة كما يحرصون على تكليف مترجمين قادرين على الترجمة لمختلف البلاد العربية، وأيضاً هم حريصون على إخراج الكتب بشكل راقٍ دون أن يسهو عنهم ضرورة الحصول على حقوق النشر، وهذا شيء يُحمد لهم”. وأضاف عصفور “أعتقد أن مشروع (كلمة) سيكون من أنجح المشروعات، خاصة وأن المشروعات الأخرى الموجودة في العالم العربي تتعثر لأسباب كثيرة، وأرجوا أن يستمر هذا المشروع لأني أشعر أن من ورائه رغبة صادقة لنشر الثقافة في العالم العربي من خلال تعريف العرب على ما يُنتج في العالم وليس بالضرورة العالم الغربي فقط، وأرى أن الخطوة التالية هي أن يقوم المشروع بترجمة كتب أو مجموعات من الكتب أو مشروعات لكتب لها قيمة معينة فكرية أو علمية، وهذا مشروع للمستقبل على أن يتم إعداد قوائم بالتنسيق مع مؤسسات ترجمة أخرى بحيث لا تتكرر عملية الترجمة، وأرجو للقائمين عليه كل التوفيق”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©