الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لا تسمحوا لقطر بتبييض سجلها الأسود في تمويل الإرهاب

لا تسمحوا لقطر بتبييض سجلها الأسود في تمويل الإرهاب
18 يناير 2018 00:45
دينا محمود (لندن) لليوم الثاني على التوالي، واصلت وسائل الإعلام الأميركية فضح مدى تهافت حملات التضليل التي يشنها النظام القطري على الساحة الدولية منذ شهور، في محاولةٍ لنشر الأكاذيب حول ملابسات العزلة المفروضة عليه في الوقت الراهن، من جانب عدد من بلدان العالم بقيادة الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين). فبعد يومٍ واحد من مقالٍ مطول نشرته صحيفة «ألجامينار» وحذرت فيه أمير قطر تميم بن حمد من أن الأموال التي يبددها نظامه بغير حساب على هذه الحملات لن تُؤتي أُكلها وأن ثروته الطائلة لن تحمي هذا النظام الداعم للإرهاب من السقوط، حذرت صحيفة «ذا هيل» - ذات التوجهات المحافظة والتي تحظى بمكانة مرموقة في أروقة المؤسسة التشريعية في واشنطن - من مغبة السماح لقطر بتبييض سجلها الأسود في مجال تمويل التنظيمات الإرهابية. وفي مقالٍ للكاتب سيث جيه. فرانتزمان، شنت الصحيفة هجوماً عنيفاً على محاولات حكام الدوحة التلاعب بالرأي العام الدولي، وتصوير نظامهم على أنه «َضحية لمنافسة (إقليمية) شملت فرض السعودية والإمارات والدول المتحالفة معهما عزلةً» على هذه الدويلة منذ مطلع شهر يونيو من العام الماضي. وفي المقال الذي حمل اسم «لا تبيضوا سجل قطر في مجال تمويل الإرهاب»، قال فرانتزمان، إن الحملة التي ينفذها نظام تميم في هذا الصدد، شملت على مدار «الشهور الستة الماضية دعوة (شخصيات) أميركية بارزة (لزيارة قطر) والالتقاء» بكبار المسؤولين فيها. وأشار فرانتزمان إلى أن النظام القطري يسعى من وراء هذه الدعوات المشبوهة إلى وضع «وجه معتدل» على سجله الحافل بوقائع دعم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، وتوفير منابر لأبواق التطرف والعنف والكراهية في المنطقة. كما اعتبر الكاتب الذي قضى عدة سنواتٍ في منطقة الشرق الأوسط لدراسة الحرب ضد الإرهاب، أن هذه الحملات الدعائية المغرضة، ترمي إلى مواجهة الاتهامات التي تلاحق الدوحة «بإيواء لمتطرفين.. والتحول إلى قناة لتمويل الإرهاب». وأوضح أن النظام القطري ينفذ «استراتيجيةً متعددة الجوانب»، تنضوي في إطارها محاولات «تلميع الصورة هذه». وفضح المقال بعض الأساليب التي تتبعها الدوحة في هذا الصدد، قائلاً إنها تعمد إلى «استضافة مسؤولين أميركيين بشكلٍ متكرر، وتذكير واشنطن بأنها تشكل حليفاً تاريخياً، وأنها تستضيف قاعدة عسكرية أميركية كبيرة» في إشارة إلى قاعدة «العديد» الجوية الواقعة قرب الدوحة، والتي تضم آلاف العسكريين الأميركيين. ولفت المقال الانتباه في هذا الشأن إلى التقارير التي أفادت بأن النظام القطري حاول ترتيب اجتماعات بين قادته وقادة بارزين لمنظمات يهودية في الولايات المتحدة، خلال الأسابيع الأولى لاجتماعات الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تستضيفها نيويورك منذ سبتمبر من العام الماضي. ويشير الكاتب في هذا الصدد إلى الجهود المحمومة التي بذلتها الدوحة قبل شهور، لتأمين عقد هذه الاجتماعات إلى حد تعهدها لجماعات اللوبي الصهيوني في أميركا، بالتوسط لدى حركة حماس الفلسطينية لحملها على إعادة جثتيْ ضابط وجندي إسرائيلييْن قتلا في قطاع غزة قبل أكثر من ثلاث سنوات، مقابل إتاحة الفرصة للشيخ تميم للالتقاء بأبرز قادة تلك الجماعات. كما أبرز فرانتزمان التعاقد المُبرم بين حكام قطر وخبير وضع الاستراتيجيات الأميركي ذو التوجه الجمهوري نيكولاس ميوزِن، صاحب شركة «ستونينجتون ستراتيجيز»، المعروف أن النظام القطري يدفع 50 ألف دولار شهرياً لهذه الشركة، مقابل حصوله على خدماتها الرامية لتوطيد صلاته بيهود أميركا، وهي الخدمات التي تشمل تنظيم الزيارات المدفوعة التي قامت بها العديد من الشخصيات المعروفة في الأوساط اليهودية بالولايات المتحدة إلى الدوحة خلال الشهور القليلة الماضية. وضرب فرانتزمان مثالاً على النتائج التي تتمخض عن هذه الزيارات، بمقالٍ نشر مؤخراً في صحيفة أميركية وزعم كاتبه أن قناة «الجزيرة» القطرية التي تشكل منبراً للإرهابيين والمتطرفين والمتعصبين دينياً، تمثل نموذجاً لـ«حرية التعبير»! وأشار مقال «ذا هيل» إلى أن المقال المُشار إليه، والذي تساءل صاحبه في عنوانه عن السبب الذي أدى إلى عزلة قطر، قد أفسح المجال لـ«مزاعم» مسؤولين قطريين من أن بلادهم سمحت لقادة حماس بالإقامة في الدوحة بناءً على طلب من مسؤولين أميركيين، بل وإن هؤلاء القياديين قد غادروا الأراضي القطرية بالفعل. ويفند سيث جيه. فرانتزمان في مقاله هذه الادعاءات عبر الإشارة إلى القلق الذي يساور المسؤولين الأميركيين منذ وقتٍ طويل إزاء وجود شخصيات داعية للإرهاب مثل الإخواني الهارب يوسف القرضاوي، المرشد الروحي لجماعة «الإخوان» الإرهابيين في قطر، ومواصلة النظام الحاكم هناك دعم جماعات مسلحة في الشرق الأوسط. كما شدد على عدم فاعلية حملات التضليل الحالية التي تسعى قطر من ورائها للتظاهر بأنها دولة معتدلة وأنها ضحية للمقاطعة، قائلاً إن المشكلة التي تواجه هذه الحملات تتمثل في أن النظام القطري «لم يتعامل قط بنزاهة، ولم يكشف كل شيء عن تمويله الإرهاب». وأبرز في هذا الإطار ما سبق أن قاله دافيد كوهين النائب السابق لرئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي آيه)، والذي شغل كذلك منصباً رفيعاً بوزارة الخزانة يتعلق بملف تمويل الإرهاب، من أن قطر «موّلت علانية وعلى مدار الكثير من السنوات حركة حماس، وهي الحركة التي تواصل تقويض الاستقرار الإقليمي». كما أشار المقال إلى ما أكده كوهين من أن قطر شهدت نشاطاً لأشخاصٍ عملوا في مجال جمع الأموال لمصلحة فرع تنظيم القاعدة في سوريا الذي كان يُعرف باسم «جبهة النصرة». كما أشار مقال «ذا هيل» إلى برقيات دبلوماسية أميركية مُسربة، كشفت عن أنه طالما كان لدى الولايات المتحدة مخاوف حيال إيواء قطر للمتطرفين. واستعرض في هذا الإطار برقيةً خرجت من الدوحة عام 2009، وتناولت خطبة دينية ألقاها القرضاوي وحفلت بالهجوم على «القادة العرب والغربيين». واقتبس المقال من هذه البرقية قولها، إن «بث هذه الخطبة على قناة الجزيرة، التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، يشير إلى أن مضمونها يحظى - على الأقل - بموافقة ضمنية من القيادة القطرية». وقال كاتب المقال، إن خطبة القرضاوي المفعمة بالتحريض هذه، كانت سبباً في رفض السلطات البريطانية منحه تأشيرة دخول لزيارة المملكة المتحدة. وفي دليلٍ آخر على القلق الذي يساور الولايات المتحدة منذ نحو عقد من الزمان بشأن التورط القطري في دعم الإرهاب، أبرز فرانتزمان حديث مسؤولين أميركيين قبل زيارة قام بها رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم إلى واشنطن عام 2010، بشأن ضرورة أن تتناول المحادثات المزمعة خلال الزيارة «المخاوف الخاصة بالدعم المالي المُقدم لـ(حماس) من جانب جمعيات خيرية قطرية». وبحسب المقال، فإنه على الرغم من أن قطر سعت في السنوات الأخيرة لتصوير نفسها وكأنها «تبدل توجهاتها»، وذلك بعد تنازل الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم لنجله تميم، فإنه «ما من دليلٍ مقنعٍ يفيد بأن قطر قد كفت عن السماح بإفلات ممولي إرهاب معينين»، وهو ما ورد في مقال - قال فرانتزمان - إنه نُشر لصالح مركز أبحاث أميركي مطلع العام الماضي. بجانب ذلك، شكك الكاتب في اعتزام النظام القطري الالتزام بمذكرة التفاهم التي وقعها مع واشنطن في يوليو الماضي بشأن مكافحة تمويل الجماعات الإرهابية. ولفت الانتباه في هذا الصدد إلى أن توقيع هذه المذكرة جاء بـ «قرارٍ مفاجئٍ» من جانب حكام الدوحة بعدما فرض «الرباعي العربي» إجراءاته الصارمة ضد نظام تميم قبل أكثر من سبعة شهور. وقال إنه «إذا كانت قطر ملتزمةً بحق بمحاربة تمويل الإرهاب، فلِمَ انتظرت حتى واجهت أزمةً ما، ثم وقعت الاتفاق مع واشنطن؟». وفي ختام مقاله، فضح فرانتزمان زيف مزاعم المسؤولين القطريين بشأن كونهم يحترمون حرية التعبير وأن قناة «الجزيرة» مثالٌ على ذلك، إذ أشار إلى أن هذه القناة «ليست نموذجاً» لهذه الحرية المزعومة، مؤكداً أن توجيه النقد للأسرة الحاكمة في الدوحة محظور، وأن العاصمة القطرية شكلت «منبراً للمتطرفين على مدى عقود». وخلص الكاتب للقول، إنه إذا أراد النظام القطري تصوير أن لديه «مجتمعاً مفتوحاً، فعليه أن يتبنى نظرةً نقديةً لماضيه، (ولكنه) ينشر بدلاً من ذلك معلوماتٍ مغلوطة عن أسباب إيوائه لحماس ومتطرفين يدعون إلى الكراهية مثل القرضاوي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©