عبدالرحيم الريماوي، علاء المشهراوي (القدس المحتلة، رام الله، غزة)
استشهدت ممرضة فلسطينية وأصيب أكثر من 100 فلسطيني آخرين بجراح مختلفة، مساء أمس الجمعة، جراء قمع قوات الجيش الإسرائيلي، المشاركين في مسيرات العودة السلمية على حدود قطاع غزة التي تخرج للجمعة العاشرة. وأعلنت وزارة الصحة بغزة، استشهاد الممرضة رزان أشرف النجار (21 عاماً) شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى إصابة 100 آخرين، منها 40 بالرصاص الحي. وكانت الممرضة النجار أصيبت بجروح حرجة أثناء وجودها عند الحدود الشرقية لبلدة خزاعة، شرق خان يونس، وتقوم بإسعاف الجرحى الذين يطلق الاحتلال نحوهم الرصاص والقنابل الغازية.
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار تجاه المتظاهرين الذين توافدوا إلى مخيم العودة شرق مدينة غزة، موقع «ملكة»، ما أدى لإصابة مواطنين بالرصاص الحي، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر بالاختناق الشديد، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع.
كما أصيب مسن بقنبلة غاز في الرأس أطلقتها قوات الجيش الإسرائيلي شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى إصابته بجروح، جرى نقله على إثرها للنقطة الطبية لتلقي العلاج. وتمكن متظاهرون من إزالة أجزاء من السياج الفاصل شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى أجزاء أخرى شرق خانيونس.
وأصيب العشرات بالرصاص الحي والمطاطي على طول السياج الحدودي شرق قطاع غزة، وذلك بعد أن استهدف جنود الجيش الإسرائيلي مسيرة العودة السلمية في الجمعة العاشرة منذ انطلاق مسيرة العودة، والتي أطلق عليها جمعة «من غزة إلى حيفا شركاء في الدم». وأفادت المصادر الفلسطينية، بأن الآلاف من الشبان شاركوا في المسيرة، تلبية لدعوة الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، وأن مخيمات العودة على الحدود امتلأت بالمواطنين من جميع الفئات العمرية. وأوضحت المصادر، أن جنود الجيش الإسرائيلي قاموا بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى لإصابة عدد منهم. فيما أصيب العشرات بالاختناق.
بدورهم، ألقى الشبان الطائرات الحارقة من منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، ما أدى لاشتعال النيران في كيبوتس إسرائيلي، وهرعت سيارات الإطفاء الإسرائيلية للمكان لإخماد النيران. كما أشعل شبان آخرون في جميع مناطق التظاهرات الإطارات المطاطية. ووجهت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، التحيّة لصمود أهلنا بالداخل الصامد عام 1948. وأكّدت الهيئة استمرار مسيرات العودة في غزة بمشاركة القوى والقطاعات الشعبيّة كافة، كمسيرات جماهيريّة شعبيّة بطابعها وأدواتها السلميّة، لحماية حقّنا في العودة وكسر الحصار.
وتحت عنوان «من حيفا لغزة، ارفعوا الحصار» جرت، أمس الجمعة، سلسلة بشرية في الحي الألماني في مدينة حيفا، نظمتها حملة «فكر بغزة»، وشارك في التظاهرة العضو العربي في الكنيست، ورئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، ورئيس لجنة المتابعة العربية العليا للجماهير الفلسطينية في داخل فلسطين المحتلة عام 1948، محمد بركة. وردد المشاركون الهتافات المناصرة لقطاع غزة والرافضة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق المتظاهرين شرقي قطاع غزة في مسيرة العودة، بينما حملوا اللافتات المنددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، بينما حاول مستوطنون التسلل إلى داخلهم ورفع العلم الإسرائيلي، إلّا أن المتظاهرين تصدوا لذلك.
ومن بين الهتافات التي جرى ترديدها، عنوان الجمعة العاشرة من مسيرة العودة، وهو «شعب واحد ودم واحد ومصير واحد».. كما رددوا «يا غزة لا تهتزي.. كلك كرامة وعزة». وطالب المتظاهرون بضرورة مشاركة الفلسطينيين كافة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، لدعم قطاع غزة الذي يخرج وفاءً لمتظاهري حيفا الذين تعرضوا للاعتقال والقمع قبل أيام. ونظم بالمقابل عشرات من الناشطين من اليمين المتطرفين، تظاهرة قبالة المظاهرة التي انطلقت، وذلك محاولة للتصدي، كما وجد المئات من رجال الشرطة والوحدات الخاصة استعداداً لأي احتكاك أو صدام محتمل.
عدد اليوم
