الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأهلي امتلك مقومات «البطولة» منذ اليوم الأول فكان التتويج «منطقياً»

الأهلي امتلك مقومات «البطولة» منذ اليوم الأول فكان التتويج «منطقياً»
11 مايو 2014 23:52
صبري علي (دبي) قال الدكتور طه إسماعيل الخبير الكروي والمحلل الفني في «الاتحاد»، إن فوز الأهلي بلقب دوري الخليج العربي لكرة القدم جاء بناءً على مقومات فنية كبيرة، وقدرات امتلكها «الأحمر»، وجعلته يتفوق على كل المنافسين ويحسم اللقب مبكراً، وإن هذا كان واضحاً منذ اليوم الأول لبدء المنافسات، وهو ما جعل الأمر «منطقياً» بدرجة كبيرة، وهو ما كان مقنعاً لكل جماهير كرة الإمارات بأن من فاز باللقب هو الفريق الأفضل فعلاً دون أن يكون هناك من يمكن مقارنته معه هذا الموسم. وأضاف: من أهم مميزات فريق الأهلي «التكتيكية» هي أن الفريق يملك القدرة على اللعب الجماعي بصورة أفضل من كل المنافسين، فهو يدافع بكل عناصره ويهاجم أيضاً بمعظم أفراده، وكأنه يلعب بـ 20 لاعباً في مواجهة الفريق المنافس؛ لأنه في أحيان كثيرة ما يكون هناك 10 لاعبين في حالة الدفاع في نصف الملعب الخاص به، وأيضاً 10 لاعبين في حالة الهجوم في نصف ملعب الفريق المنافس بتقدم كل الخطوط، في حالة الحاجة إلى ذلك. وقال المحلل الفني: ما ساعد فريق الأهلي على اللعب بهذه الطريقة خلال مباريات الدوري هو امتلاك اللاعبين اللياقة البدنية العالية، وأيضاً وجود الرغبة الدائمة في الفوز، وهي أمور تجعل تنفيذ هذا الفكر سهلاً، وقد نجح الفريق من خلال الصبر والثقة بالنفس في مباريات كثيرة أن يحول التأخر بهدف إلى فوز بهدفين، أو إدراك التعادل، وهو أمر يؤكد امتلاك «الفرسان» مقومات البطولة التي تحدثنا عنها مراراً، حيث كان الأمر كله «مسألة وقت» طوال الدور الثاني. وأضاف: في الكرة، تقاس قوة أي هجوم في أي فريق بعدد الأهداف التي يمكن أن يسجلها من بين عدد الفرص التي تسنح له، وأيضاً تقاس قوة المهاجم بعدد الهداف التي يسجلها من عدد الفرص التي تسنح له؛ ولذلك عندما يملك أي فريق هذا العدد من الهدافين مثل سياو وإسماعيل الحمادي وأحمد خليل وجرافيتي وخمينيز، وأيضاً المدافع بشير سعيد في استغلال الكرات الثابتة، مع وجود تماسك دفاعي كبير، فإن الفريق لا بد أن يلعب بارتياح كبير؛ لأنه يثق في القدرة على الحسم، وهو ما جعله يلعب معظم مبارياته بسعادة كبيرة ظهرت على الأداء في معظم اللقاءات. وقال: لعب الأهلي مبارياته بالرسم الخططي 4 - 2 - 3 - 1، التي كانت تتغير في بعض تفاصيلها، حسب ظروف اللعب في بعض اللقاءات، لكنها تبقى في كل الأحوال ذات قوة هجومية هائلة، وذلك بالاعتماد على تشكيلة ثابتة طوال الوقت تضم الحارس سيف يوسف وأمامه الرباعي عبدالعزيز هيكل وبشير سعيد ووليد عباس وعبد العزيز صنقور، ثم ثنائي الارتكاز ماجد حسن وهوجو فيانا، ثم الثلاثي سياو وخمينيز وإسماعيل الحمادي خلف رأس الحربة جرافيتي، خاصة في بداية المشوار، قبل أن ينضم أحمد خليل إلى المجموعة الأساسية، وفي أحيان كثيرة حميد عباس في الوسط وعدنان حسين. وأضاف طه إسماعيل: لقد نجحت طريقة المدرب الروماني كوزمين في تحجيم قدرات المنافسين كثيراً، الأمر الذي جعل المنافس يفقد الحلول الهجومية في مواجهة دفاع الأهلي المنظم، كما نجح من خلال القوة التهديفية الحاسمة في أن يتخطى العديد من المباريات مهما كانت درجة الصعوبة، مستغلاً أخطاء دفاع المنافس، ولو في هجمات قليلة، خاصة في ظل تكامل طريقة الأداء بين لاعبي الهجوم في الثلث الأمامي من الملعب، واستفادة كل منهما من تحركات الآخر بشكل كبير لاستغلال المساحات الخالية، مع تكامل أدوار الخطوط الأخرى الدفاع والوسط مع الهجوم لتحقق المنظومة التكامل. ويقول الخبير الكروي: استطاع الروماني كوزمين مدرب الفريق استخدام «المرونة التكتيكية»، وتبديل أوراقه واللعب بتشكيلات متغيرة في بعض الأوقات، وفي بعض اللقاءات وفق طريقة الفريق المنافس، من أجل الوصول إلى الهدف الذي يريده، وكان ذلك أفضل تعبير عن «المرونة الخططية» التي يديرها «الروماني» ببراعة، دون أن يكون هناك أي نوع من «الفلسفة» في محاولة تصحيح أي خطأ البداية قد يظهر مع مرور زمن المباراة، الذي يتسبب في تفوق الفريق المنافس أو تقدمه بهدف، دون مكابرة أو انتظار لمرور المزيد من الوقت من أجل البحث عن التعديل مثلما يفعل الكثير من المدربين، الأمر الذي قد يمنح الفرصة للمنافس لزيادة ثقته. وأضاف: امتلك كوزمين «الكاريزما» التي تمكن من خلالها من إقناع لاعبيه لتنفيذ ما يقول، خاصة أنه يملك القدرة على استخراج أفضل ما لدى كل لاعب، وهو ما ظهر أثناء قيادة العين في الموسمين السابقين، وهو ما حدث مع لاعب مثل حميد عباس، الذي لم يكن مؤثراً في تشكيلة النصر قبل الانتقال للأهلي، وهو يملك أيضا القدرة على التعامل مع كل ظروف وتقلبات المباريات والتعامل معها وفق المطلوب دفاعياً أو هجومياً، مع القدرة على إيجاد الحلول، خاصة أنه يملك نوعية جيدة من اللاعبين القادرين على تحقيق ذلك، بالقوة البدنية والمهارات العالية. وقال: تفوقت المهارات الخاصة للاعبي الأهلي مع امتلاك الوعي الفني والمرونة الخططية على طريقة أداء المنافسين «التقليدية»، خاصة في ظل امتلاك التكوينات الهجومية الرائعة التي يمثلها أكثر من 8 لاعبين، في ظل مساندة الظهيرين عبد العزيز هيكل وعبد العزيز صنقور، وتميز دور ثنائي الوسط، سواء كان ماجد حسن وهوجو أو في وجود حميد عباس، مع تألق إسماعيل الحمادي وسياو في الطرفين، وأمامهم جرافيتي وحده أو مع أحمد خليل. وأشار الدكتور طه إسماعيل إلى ظهور شخصية «البطل» في أداء الأهلي بمعظم المباريات، وقال: كانت هناك حالة من الثبات في أداء اللاعبين في كل المباريات، خاصة الصعبة والقوية منها، التي يمكن وصفها بأنها كانت مواجهات بدنية شرسة، خاصة أمام فرق مثل العين والجزيرة والنصر والشباب، وهو ما تطلب التماسك النفسي والثبات العصبي، الذي ساعد على التحكم في المباريات، مع امتلاك اللاعبين القدرة على التمرير السليم والالتزام بالرقابة وكسب الصراع الثنائي على الكرات المشتركة، مع تسخير قدرات اللاعبين الفردية ومهاراتهم لمصلحة الفريق. وقال: وضحت على الأهلي الجدية الكاملة وهو يبحث عن الفوز في كل مباراة يخوضها، وهو ما استمر في اللقاءات الأخيرة أيضاً رغم حسمه للقب «منطقياً» قبل فترة، وامتلك اللاعبون السمات الإرادية المطلوبة لتحقيق ذلك، وهو ما كان أحد أهم أسلحة الفريق طوال مسيرة الدوري، وذلك من أجل تحقيق الفوز مهما كانت الظروف الصعبة، سواء كانت نقصاً عددياً أو في ظل قصور بدني أو فني، وذلك لأن الخبرة كانت تعوض هذا النقص في المواقف الصعبة، وهو ما جعل الفريق يحقق الفوز ولو في اللحظات الأخيرة من المباريات مثلما حدث في أكثر من مباراة أمام دبي وأمام الشعب وأمام الوحدة وأمام الشارقة. وأضاف: امتلك «الفرسان» الثلاثي الهجومي القوي، الذي يملك اللياقة البدنية العالية والمهارة في التمرير والوعي في التحركات والقدرات التهديفية العالية، التي توجد في اللاعبين الأساسيين وأيضاً في لاعب بقيمة أحمد خليل كورقة بديلة مهمة، خاصة أن المدرب الروماني أدار المباريات بطريقة «عملية»، بحيث يهاجم ويسجل، لكنه لا يجازف ولا يهمل الدفاع؛ لأنه كان يرفض الخطأ في الحسابات، ويضطر فقط إلى المجازفة في اللحظات الأخيرة إن كان متأخراً أو متعادلاً ويريد الفوز. ودافع الدكتور طه إسماعيل عن المدرب الروماني كوزمين، خاصة بعد التعرض للهجوم بسبب الخروج من منافسات بطولة دوري أبطال آسيا من الدور الأول، وقال: من حق كل مدرب أن يبحث عن الفوز بالمباريات والبطولات؛ ولذلك ظل مدرب الأهلي حريصاً على إشراك لاعبيه الأساسيين حتى حسم الدوري، ثم لعب بالأساسيين حتى حقق لقب كأس الخليج العربي، وكان لا بد أن يفعل ذلك رغم التفكير في المباريات الآسيوية، وذلك لأنه لا يمكن التضحية ببطولة في اليد من أجل التفكير في التأهل الآسيوي، ولو حدث أن تأهل وخسر لقباً محلياً مقابل ذلك لتعرض للانتقاد أيضا. وقال: في رأيي أن كوزمين تعامل مع الموقف بالشكل الصحيح، فهو قد حقق ما أراد في بطولتين محليتين ويلعب على نهائي الثالثة بخلاف الفوز بالسوبر في بداية الموسم، وهو بذلك قد نجح فعلاً، وهو أيضا لم يفشل قارياً، فقد كان قريباً من التأهل في الدوحة وخرج بصعوبة شديدة، ولكن المشكلة الوحيدة أنه لم يحقق الفوز على ملعبه في دوري المجموعات، وكان ذلك سبب خروجه مع تعرض اللاعبين للإجهاد البدني أو الذهني. وأضاف المحلل الفني في «الاتحاد»: كان المدرب الروماني يعتمد بالفعل على 13 لاعباً فقط في معظم مبارياته، ولم يمنح مجموعة الأساسيين فرصة لالتقاط الأنفاس، بدليل مشاركة جرافيتي في كل المباريات حتى بعد حسم الدوري، وكان ذلك هو الأمر الغريب نسبيا، ويبدو أنه تعلم الدرس بعد الخروج الآسيوي، والذي نتج عن حالة الإجهاد التي عانى منها الفريق بعد خوض مباريات صعبة في توقيت ضيق في الدوري والكأس والبطولة الآسيوية، وكان من الصعب أن يكمل اللاعبون الموسم بالطريقة نفسها، لكنه يبقى في النهاية ناجحاً بالبطولات التي تحققت على حساب بطولة كان من الصعب عليه الفوز بها من الأساس وفق الحسابات «الصادقة». ويعتبر من حق كوزمين البحث عن العناصر التي تحسم له البطولات؛ لأنه لا يضمن ثبات المستوى، وتقوم فلسفته على أن يبقى هدف الفوز أولا، وقبل أي حسابات أخرى، ثم كان اللجوء إلى عملية «تدوير» اللاعبين في مباريات الدوري الأخيرة، حيث منح بعض المجهدين قسطاً من الراحة، في مقابل منح بعض البدلاء فرصة المشاركة في المباريات، وذلك دون الإخلال بالمنظومة التي يعمل بها الفريق، ودون تغيير كبير في طريقة اللعب، مع استمرار وجود رغبة الفوز في كل مباراة من خلال الصفات الإرادية للاعبين والجهاز الفني وإدارة النادي ودعم الجماهير أيضاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©