الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الموبايل» البيئة المقبلة للصحافة المرئية والمكتوبة والمسموعة

«الموبايل» البيئة المقبلة للصحافة المرئية والمكتوبة والمسموعة
8 يوليو 2010 19:49
كل يوم، يقترب جهاز الهاتف المحمول “الموبايل” أكثر وأكثر من التحوّل إلى “خاتم سليمان”. ويعزو المحلل تريفور باتروورث هذا التحوّل إلى التطوّر الكبير الذي شهدته تكنولوجيا “الإنترنت” اللاسلكية مؤخراً. ويقول باتروورث إنه بالرغم من أن اليابانيين هم الأكثر تطوراً في مجال “التأهيل الاجتماعي” الشامل لجهاز “الموبايل”، وهم الذين جعلوا منه جهازاً عملياً لتصريف أمور الحياة عندما حولوه بنجاح إلى تلفزيون ومحفظة للنقود وبطاقة للصرف الآلي وإرسال واستقبال البريد الإلكتروني، إلا أن الأميركيين يغذّون السير في هذا الاتجاه بقوة. وقال إريك شميدت المدير التنفيذي لشركة جوجل في محاضرة ألقاها الأسبوع الماضي في مؤتمر عقد لدراسة هذه الظواهر: “عندما تمتلك استراتيجيتك الخاصة لتطوير “الإنترنت”، فسوف تمتلك القدرة على تطوير وظائف جهاز الموبايل؛ لأن هذين الاتجاهين التطوريين امتزجا ببعضهما البعض بشكل تام”. ويفضّل بعض المحللين النظر إلى هذا التطور من منظور مهم آخر عندما يقولون إنه يخلق تحديات جديدة أمام الصحافة المكتوبة لا قبل لها بها. كما أن هذه التحديات الجديدة تأتي في الوقت الذي بدا فيه أن الصحف الورقية خرجت مهزومة من المعركة التي فرضتها عليها “الإنترنت المكتبية” منذ سنوات. وتجلّت هذه الهزيمة بتراجع أرقام التوزيع وانهيار العوائد الإعلانية والهجرة الجماعية للصحف السيّارة الشهيرة إلى بيئة “الإنترنت”. ويرى شميدت أن هذا التحوّل الجديد يزداد تسارعاً يوماً بعد يوم. وهو لا يشك أبداً في أن الأخبار سوف يتمّ بثّها في المستقبل القريب إلى الأجهزة الرقمية اليدوية وعلى رأسها الهاتف المحمول والكمبيوتر اللوحي. ولعل أهم المقوّمات والحوافز التي تعزّز هذا الاتجاه هي التي تكمن في أن هذه الأجهزة أصبحت تستظهر النصوص بشكل واضح جداً عبر شاشاتها الصغيرة جنباً إلى جنب مع الصور الملونة الثابتة والمتحركة “الفيديو”. ولن يكون من العسير على أقل الناس إدراكاً بطرق وأساليب التعامل مع الأجهزة الرقمية أن “يقرص” جهاز الموبايل ليستعرض له عنوان الصحف وأخبارها أو النشرات الإخبارية المصوّرة لكبريات القنوات التلفزية أو حتى الاستماع إلى المحطات الإذاعية الشهيرة. ويقول باتروورث: “والآن، أصبحت لدينا جحافل من القراء الإلكترونيين، إلا أنهم لا يحتكمون إلى البراعة الكافية للحصول على ما يريدون من الأجهزة التي يقومون بتشغيلها”. وتنطوي تكنولوجيا الوسائط الإعلامية المحمولة على شاشات أجهزة “الموبايل” على الخصائص التي تفتقر إليها الوسائط الإعلامية غير الرقمية، وتكمن أهم هذه الخصائص في أنها جعلت من المادة الصحفية قضية شخصية، بحيث يمكن توجيه أخبار معيّنة إلى أولئك الذين يكثرون من متابعتها. وتنطبق هذه الوظيفة أيضاً على الإعلانات الموجّهة التي تستهدف الفئة الأكثر اهتماماً بمنتج معيّن من خلال تتبّع المواضيع التي يكثر من البحث عنها خلال إبحاره في شبكة الإنترنت. ويرى أرباب الصناعة الصحفية في التكنولوجيا الرقمية الحديثة وسيلة لتغيير الأساليب التقليدية التي تتدفق بموجبها الأخبار والتقارير الصحفية. فهي تخفض التكاليف وأعداد الموظفين وتحقق للقارئ فرصة الاطلاع الفوري على الخبر أينما كان وفي أي وقت من الأوقات. ويندرج هذا التطور أيضاً في إطار تعزيز الديمقراطية لدى عامة الناس. ويقول عالم الاجتماع هربرت جانز إنه ما دام الدور الذي تلعبه الصحافة في مجال تعزيز الديمقراطية يتمثّل بشكل أساسي في إعلام الناس بالأحداث والمستجدات كافة وفي الوقت المناسب، فإن هذا التطوّر ينطوي على أكبر الفوائد في هذا المجال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©