خبراء يعملون على ابتداع أصوات جديدة للسيارات الكهربائية

بعد أن ظلّ خبراء صناعة السيارات لعقود متواصلة يحاولون البحث عن تقنيات جديدة للتخفيف من ضجيجها وضوضائها أثناء حركتها في الشوارع، فقد تحتّم عليهم الآن أن يعكسوا اهتماماتهم وأن يبتدعوا أصواتاً جديدة للسيارات الكهربائية الصامتة حتى يتنبّه لها المارة ويتجنّبوها. وفي هذا الإطار، يعمل الآن خبراء تابعون للقسم الأوروبي للمنظمة الاقتصادية العالمية التابعة للأمم المتحدة والتي يوجد مقرها في جنيف، على وضع المعايير التي تحدّد المستوى الأدنى لشدة الصوت الذي يجب أن يصدر عن السيارات حتى تكتسب شهادة الصلاحية للسير في الطرقات. وقال خبراء إن هذا الإجراء أصبح ضرورياً، خاصة بالنسية للعميان الذين يعتمدون على حاسة السمع لتجنّب السيارات وبقية الأشياء المتحركة. إلا أن هذه الفكرة لا تلقى الترحيب من قبل الجماعات الداعية إلى التخفيف من التلوّث الصوتي في الشوارع والتي وجدت في السيارات الكهربائية والهجين الحل الأمثل لبلوغ هذا الهدف بسبب هدوئها وعدم إصدارها للأصوات على الإطلاق. وعندما عمدت الاتحادية الأميركية للعميان إلى تقديم طلب رسمي لمنظمة متخصصة بمتابعة حقوقهم من أجل وضع المعايير الصوتية الدنيا للسيارات، فلقد بدأ الخبراء بالنظر في الموضوع بشيء من الشك وعدم التصديق. ويتذكر أحد هؤلاء الخبراء ويدعى رمين هيوبرت ما حدث عند تسلم الطلب، فقال: “لقد أثار الموضوع الرغبة في الضحك لدى جميع الخبراء الذين استمعوا إلى قراءة مفصّلة لهذا الطلب الغريب”. وأما الآن، فإن كل من له علاقة بهذا الأمر بدأ يأخذه على محمل الجد بالرغم من أن من المستبعد أن تعمد الوكالات المتخصصة والمشرّعون إلى وضع الضوابط والقوانين التي تفرض على صنّاع السيارات الكهربائية والهجين تجهيزها بالأنظمة الصوتية المحذّرة قبل حلول عام 2013. وحتى الآن، تنفرد اليابان من بين دول العالم في أنها الدولة الوحيدة التي تتخذ قراراً رسمياً بفرض المعايير الصوتية على السيارات الكهربائية والهجين المصنّعة محلياً، وتأتي هذه المبادرة اليابانية كخطوة استباقية لا بد أن تتحول قريباً إلى شرط ضروري للسماح لهذا النوع من السيارات بالحركة في الشوارع على المستوى العالمي. وبدلاً من أن تكون الأصوات الاصطناعية التي تصدرها السيارات الكهربائية نوعاً من الضوضاء المزعجة، فإن من الممكن أن تكون على شكل أصوات موسيقية أقل إزعاجاً للمارة. وهذا ما تتولى دراسته فرق الخبراء في العديد من دول العالم. عن صحيفة “وول ستريت جورنال”