الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أكاديميون ومثقفون يثمنون جهود الإمارات لحماية وصون القدس

أكاديميون ومثقفون يثمنون جهود الإمارات لحماية وصون القدس
25 ديسمبر 2009 01:40
أشاد أكاديميون ومثقفون يشاركون في ندوة خاصة بالقدس بجهود الإمارات لحماية وصون المدينة المقدسة. وقد تواصلت أمس الأول فعاليات احتفالية “من القدس الى أبوظبي ثقافتنا واحدة” التي ينظمها المركز الثقافي الإعلامي ونادي تراث الإمارات بتوجيهات ورعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين والتي تستمر حتى يوم غد السبت. وعقدت أمس الأول في مسرح أبوظبي على كاسر الأمواج أعمال الجلسة الثانية من نـدوة “الهوية الثقافية في القدس – خطر التهويد على الإنسان والمكان” بمشاركة مجموعة من الأكاديميين المتخصصين من أبناء الإمارات والفلسطينيين والعرب من داخل الدولة وخارجها. وأشاد المتحدثون في بداية الجلسة بمواقف دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إزاء الشعب الفلسطيني وقضيته وخاصة القدس، كما ثمنوا عالياً رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس المركز الثقافي الإعلامي رئيس نادي تراث الإمارات لأعمال الاحتفالية، كما نوهوا بدوره ومواقف سموه إزاء القدس والفلسطينيين. وتضمنت يوم أمس الأول ثلاث جلسات تناولت الأبعاد التاريخية والجغرافية والثقافية للقدس الشريف. المحور الثقافي للقدس وافتتحت الجلسة الأولى الدكتورة ابتسام الكتبي أستاذة العلوم السياسية بجامعة الإمارات حيث تناولت المحور الثقافي للقدس، وقالت إن هذه المدينة ستبقى في قلب كل إماراتي وعربي ومسلم لما تشكله من موطن لتلاقي الحضارات والثقافات وتلاحم الديانتين الإسلامية والمسيحية فيها. ثم قدمت نجوى عودة مدير عام الثقافة في المؤتمر الوطني الشعبي للقدس ورقة عمل بعنوان “الهوية الثقافية وخطر التهويد والأسرلة على المكان والزمان” قالت فيها إن القدس باعتبارها عاصمة لفلسطين ليست اسماً أو شعاراً فقط، كما أنها ليست أماكن مقدسة للصلاة والعبادة فقط بل هي ايضا قلب فلسطين النابض والمعلم الخالد الذي يروي أحداث العصور الغابرة، حيث تلتقي في بنيتها الحضارية شواهد اليبوسيين والكنعانيين واليونان والرومان والأمويين والمماليك والعثمانيين، وفي داخل أسوارها يربض التاريخ وتنبعث ملامحه وتفصيلاته الناطقة بقدسية هذه البقعة الطاهرة. وحذرت من أن الهجمة الاحتلالية العسكرية امتدت لتشمل جميع مجالات الحياة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والإسكان. وذكرت أن الحفريات التي تجاوز عمقها في محيط الحرم القدسي الشريف 40 متراً أدت إلى تصدعات واهتزازات في جدران المسجد الأقصى، وفي كافة العقارات والمباني والمنازل المقدسية والمقدسات الإسلامية والمسيحية. سياسات التهويد من جانبه قال حمزة البرقاوي أمين سر اتحاد الكتاب الفلسطينيين بالقدس في ورقة عمل بعنوان “سياسات تهويد القدس وأسئلة الثقافة” إن الأسئلة تبدو كثيرة ومتنوعة في إطار القدس عاصمة للثقافة العربية وإن أولها وأكثرها أهمية هو سؤال الهوية والانتماء. وأشار إلى أن القدس في بعدها التاريخي لم تفقد انتماءها إلى هذا المحيط العربي الإسلامي ولم تفقد عروبتها منذ اليبوسيين سكان القدس الأوائل وحتى الفتح الإسلامي. تاريخ المخططات الصهيونية وعقب على الجلسة الأولى المهندس بكر ابوبكر عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو هيئة الكتاب الفلسطينيين الذي أشار الى أثر سياسات إسرائيل على الهوية الفلسطينية مناشداً الكتاب والإعلاميين والصحفيين التصدي للحملات الإسرائيلية ودعم صمود أهل القدس. ثم بدأت الجلسة الثانية بإدارة الدكتور فالح حنظل الباحث والكاتب بمركز زايد العدل التابع لنادي تراث الإمارات، وتناولت المحور التاريخي حيث أكد حنظل أن كل ما في القدس يؤكد عروبتها وإسلاميتها مشيراً الى أنها مدينة السلام والحضارات. وقدم الدكتور محمد حمزة مدير مركز مقدس في غزة ومدير مركز الشرق الأوسط بالقاهرة ورقة عمل بعنوان “تاريخ المخططات الصهيونية لتهويد القدس وآفاق مستقبل المدينة المقدسة في ظل مشاريع التسوية” تناولت النشاط اليهودي تجاه القدس في العهد العثماني “1885 الى 1917” ومخططات الحركة الصهيونية لتهويد القدس تحت الانتداب البريطاني “1917 الى 1947” والمشاريع والإجراءات الاسرائيلية لتهويد القدس في ظل قوانين الضم ومخططات تهويد القدس وآفاق مستقبلها في ظل مشاريع التسوية من عام 1993 وحتى اليوم. الواقع الاستيطاني وتناولت الجلسة الثالثة والأخيرة من الندوة المحور الجغرافي وأدارها المهندس بكر أبو بكر عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وقدم فيها الدكتور يونس العموري المدير العام التنفيذي للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس ورقة عمل بعنوان “القدس والواقع الاستيطاني والجغرافي الراهن”، حيث أكد أن عملية الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية في عام 2009 تتضمن رمزية ودلالة لها أبعاد متشعبة في المقدمة منها اغتنام فرصة الاحتفالية للتضامن مع أهالي القدس ومساعدتهم للتشبث بالأرض في مواجهة سياسة الاحتلال والاقتلاع. وقال إن إسرائيل تحاول تهويد ما تبقى من مدينة القدس، حيث لم تكن عمليات الحفر والتجريف بالقرب من المسجد الأقصى، وكذلك الإخطارات لهدم مزيد من الأحياء العربية القديمة وطرد سكانها العرب سوى إجراءات تعزز المخططات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس ومحاصرة آمال الفلسطينيين في جعل الشطر الشرقي منها عاصمة لدولتهم المنشودة في الضفة والقطاع. البيان الختامي والتوصيات واختتمت أعمال ندوة “الهوية الثقافية في القدس خطر التهويد على الإنسان والمكان” في إطار احتفالية “من القدس الى أبوظبي ثقافتنا واحدة” باعلان البيان الختامي وتوصيات الندوة الذي تلاه الدكتور حمد علي المستشار الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان المدير التنفيذي للمركز الثقافي الإعلامي. وقد تضمن البيان اتفاق المشاركين على رفع عدد من التوصيات أهمها الدعوة للإعلان عن القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية إلى أن يتم تحريرها من نير الاحتلال وحث كل المعنيين على تبني ذلك. والتأكيد على عروبة مدينة القدس، ورفض كافة إجراءات الاحتلال العنصرية في القدس وبصورة خاصة تلك التي تستهدف المقدسيين بالتضييق عليهم وتهجيرهم وطمس هويتهم. ودعا البيان إلى تعزيز اللحمة الوطنية الإسلامية المسيحية في القدس من خلال دعم النشاطات والفعاليات والمؤسسات الشعبية والوطنية التي تعمل في هذا الاتجاه وترسيخ مفهوم التسامح بين الديانات. وتقدير الجهود التي بذلت ولا زالت تبذل من قبل قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وإخوانه الذين تواصلوا مع نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي كانت القدس تعيش في وجدانه وتلقى الكثير من رعايته واهتمامه. وسبق أعمال الجلسة الختامية للندوة كلمة لمركز الدراسات الفلسطينية الذي أعلن المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان دعمه له، كما قدم علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي لنادي تراث الإمارات درع النادي لممثل المركز. وتواصلت فعاليات الاحتفالية أمس بحفل فني تراثي فلسطيني لفرقة “أغاني العاشقين”. وتتضمن فعاليات اليوم الجمعة مسرحية لفرقة مسرح حكايا الفلسطيني بعنوان “هبوط اضطراري” تتناول غربة الإنسان الفلسطيني في وطنه وفي منفاه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©