السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هل تدعم هيلاري خصمها أم تراهن على هزيمته لخوض معركة 2012 ؟

9 أكتوبر 2008 00:33
المناظرة الثانية للمرشحين إلى الرئاسة الأميركية، الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين لم تغير كثيراً من احتمالات التصويت عند الناخب الأميركي في هذه الأيام· فاستطلاعات الرأي وتحليلات قوى المعسكرين قطعت شوطاً كبيراً في تحديد طبيعة القضايا التي ستحسم بناء على رأي الناخب فيها، من هو المرشح الذي سيصل الى البيت الابيض؟· غير أن اقتحام الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد الأميركي والعالمي بالاستتباع، للحملات الانتخابية لدى المرشحين، قد يعرضهما معاً لخسائر لم تكن في الحسبان· ولاية اوهايو التي لم ينتخب رئيس من الجمهوريين ما لم يكن فائزا فيها، تميل الاستطلاعات الى ترجيح كفة اوباما، فيما الكثير من محللي استطلاعات الراي الانتخابية، يحذرون من أن النتيجة قد تتغير حتى موعد الانتخابات بعد 26 يوماً· فالفارق بين المرشحين حتى الآن وعلى مستوى الولايات الأميركية كلها لم يتعد حاجز العشرة في المئة، علماً أن بعض الولايات الكبيرة مثل فلوريدا الفارق فيها أقل من ذلك بكثير· محللون أميركيون في معاهد الدراسات المرموقة المنتشرة في العاصمة واشنطن يردون على هذا التساؤل بأن هذا هو المجتمع الأميركي· احد المحللين في معهد بروكنجز للدراسات في واشنطن، وهو من المؤيدين للديمقراطيين عادة، قال لـ''الاتحاد'' إن الامر ليس بديهياً، والتصويت ليس حزبياً كما هو معهود في الدول التي تنظم حياتها السياسية قوى وأحزاب منظمة هي الأخرى· يقول هذا المحلل المعروف والناشط جداً في اطلالات الحوار على شاشات تلفزيونية عدة، إن المجتمع الأميركي منقسم بين القوى الليبرالية والمحافظة والقوى الاكثر ليبرالية ومحافظة، بمعنى أن لا وجود لعقائديات حقيقية في الولايات المتحدة وظروف اللحظة الانتخابية تحدد الكثير من اتجاهات التصويت· لكن أخطر ما أشار إليه هذا المحلل إلى أنه شخصياً قد لا يصوت لأوباما، وهذا ينطبق على الكثير من القواعد الانتخابية الديمقراطية· ويقول إن حملة أوباما وما قدمته من حلول للمشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة هذه الأيام، لم تكن مقنعة بما فيه الكفاية على مختلف الصعد، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الخدمات أو التعليم أو الطبابة· ويضيف المحلل المرموق، أن حملة ماكين وبرنامجه الانتخابي لم يقدما جديداً عما هو قائم الآن في ظل إدارة الرئيس جورج بوش، لكن ما يقدمه أوباما لإعادة إحياء الطبقة الوسطى، وهذا هو الشعار المركزي لحملته الانتخابية، ليس مقنعاً كفاية، والفوضى تعم أولوياته· ويعتبر المحلل أن القاعدة الشعبية للسناتور هيلاري كلينتون التي هزمت أمام منافسها أوباما في انتخابات الحزب الديمقراطي تقدر بنحو 30 بالمئة من جمهور الديمقراطيين، وإذا أضيف إليهم أكثر من 10 بالمئة، تقديرات عدد المستقلين أو غير المحسومة اتجاهات تصويتهم بعد، يصبح الفارق بين المرشحين كبيراً جداً ولكن لمصلحة ماكين· ويرى المحلل أن هيلاري لم تمنح أوباما تأييداً ودعماً كاملين، بعد الذي حصل بينهما خلال الحملة الانتخابية الديمقراطية· ويضيف أنها (هيلاري) لم تتخل عن طموحها الرئاسي، لذلك تعتقد الآن أن نجاح ماكين ونائبته ساره بايلن، قد يمهد الطريق أمامها بعد أربع سنوات· ويضيف موضحاً في هذا المجال انه من ناحية اولى أن سن ماكين ستضعف قدرته على السباق لفترة رئاسية ثانية، كما أن قلة خبرة بايلن في مواجهتها لا تعطيها الأافضلية، فيما خسارة أوباما الآن تقطع الطريق عليه نهائياً· ولذلك يلاحظ وفق المحلل من الحملات الانتخابية التي يركز عليها الناخبان، إنها تخاطب بشكل مباشر شريحة العشرة بالمئة غير المحسوم تصويتها بعد، وفئة النساء، ولكنْ كل من وجهة نظره ومخاوفه· وبالعودة إلى الأزمة الاقتصادية التي تواجهها أكبر الاقتصاديات في العالم، فإن اثرها في استطلاعات الرأي واضح جداً· فاستطلاع صحيفة ''واشنطن بوست'' ومحطة ''ايه بي سي'' أظهر أمس أن 9 في المئة من الأميركيين لا يزالون يعتبرون أن الحرب في العراق وأفغانستان، واستتباعاً الحرب على الإرهاب هي القضية الرئيسية التي ينبغي التركيز عليها في الحملات الانتخابية، فيما احتلت الأزمة الاقتصادية راس الاهتمامات لدى الناخب الأميركي· الاستطلاع يضيف أن أوباما يحظى الآن بشعبية 51 بالمئة من الناخبين اذا نظمت الانتخابات اليوم، فيما ماكين يحظى بـ 45 بالمئة· ويرى المحلل أنه على الرغم من أن الاقتصاد هو ما يؤرق الأميركيين الآن، إلا أن الفارق بين المرشحين لا يتجاوز تبعاً لهذا الاستطلاع الـ 6 بالمئة وهذه نسبة ضئيلة بمقياس الأزمة· ويظهر الاستطلاع أن 44 بالمئة من البيض يؤيدون أوباما و51 بالمئة يؤيدون ماكين، فيما يؤيد 98 من السود اوباما وواحد بالمئة ماكين· وفي الفئة العمرية بين سن 18 و،29 يؤيد 65 بالمئة اوباما و31 بالمئة ماكين· غير أن المرشحين يتساويان في الفئة العمرية التي تتجاوز سن 30 بنسبة 48 بالمئة لكل منهما· ويضيف المحلل ان القراءة السريعة لهذا الاستطلاع تظهر كم أن العملية الانتخابية غير محسومة حتى الآن· ويقول ''إذا عرفنا أن أكثر من خمسين بالمئة من الناخبين الأميركيين هم من الفئة العمرية الثانية، لعلمنا عندئذ أن المفاجآت ستصيب الكثيرين بالذهول يوم الانتخاب، وستظهر ان المخاوف بشأن اصطفافات القواعد الانتخابية تكتسب صدقية حين يجري التحذير من أن القواعد الديمقراطية ليست قواعد حزبية بل هي قواعد رأي عام''· عندما صوت الكونجرس الاميركي في الاسبوع الماضي ولاحقا مجلس النواب على خطة الـ 700 مليار دولار للانقاذ المالي كان واضحا ان الجمهوريين الذين عارضوها وكذلك الديمقراطيين ، إنما كانوا يعارضونها لأسباب ايديولوجية، وتحديداً خوفاً من تدخل الدولة السافر في الاقتصاد وهذا أمر يتشارك فيه كلا الحزبين· وخلافاً لما هو سائد في تشبيه الديمقراطيين على أنهم حزب الليبراليين، فهم ليسوا مع هذا الحجم من تدخل الدولة في الاقتصاد، وتنازلهم الفكري عن حرية الاقتصاد ليس أمراً بديهياً· لذلك يقول هذا المحلل إن عوامل أخرى سوف تتدخل في تحديد اتجاهات التصويت· ويضيف المحلل أن الأصوات التي بدأت في التحذير من انعكاس الازمة الاقتصادية على الخيارات السياسية لمصلحة نمو القوى المحافظة داخل الكتل السياسية باتجاه أكثر راديكالية ونمو الأفكار الانعزالية والعداء للمهاجرين والدفاع عن ''الوطنية'' داخل المجتمعات الصناعية الكبرى، سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة، سيصب نموها في مصلحة المحافظين لدى الحزبين، وعندها يصبح التساؤل مشروعاً عن مدى الفــــــارق الحقيقي بين المرشحين أوباما وماكين؟· ويعتبر المحلل أنه حتى لو فاز أوباما في الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر المقبل، فإن الإدارة الأميركية المقبلة لن تكون إدارة ديمقراطية كلاسيكية، بل من غير المؤكد ما إذا كان أوباما يستطيع الوقوف في وجه ''الوطنية'' الأميركية الجديدة· فاستطلاعات الرأي تشير إلى أن الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة يحتاج إلى سنوات قد تتجاوز ولايته الأولى، وقد تفرض على أوباما سياسات لا تختلف عما يحمله ماكين أو الجمهوريون عموماً
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©