الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نادي القصة باتحاد الكتاب يناقش رواية «عزازيل»

نادي القصة باتحاد الكتاب يناقش رواية «عزازيل»
8 يوليو 2010 20:04
أقام نادي القصة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، بمقر الاتحاد على قناة القصباء بالشارقة، مساء أمس الأول محاضرة بعنوان “عزازيل.. رواية تُقرأ من عتباتها” قدمها الناقد والروائي المصري عبد الفتاح صبري وأدارها القاص السوري إسلام أبو شكير. وركّز الناقد صبري جملة مقولاته النقدية على البعد التاريخي لعزازيل، للروائي المصري الدكتور يوسف زيدان، التي حازت جائزة البوكر للرواية بطبعتها العربية للعام الماضي، فأشار إلى أن الروائي قد استل روايته من أضابير التاريخ المسيحي والكنسي، وارتكن إلى وقائع حدثت بالفعل. وقال “اقتحم يوسف زيدان حياة الأديرة ورسم بريشة راهب أحداثاً كنسية كان لها أثر عظيم في تاريخ الكنيسة القبطية”.ثم تساءل “هنا مكمن التساؤل: فهل كتابة التاريخ هي عمل إبداعي؟” وأضاف”بالتأكيد إن اللجوء إلى المشاهد التاريخية هو شكل فني ما دامت تجسد ممارسة خيالية وبديعة، واللجوء إلى التاريخ أو أضابيره في كتابة الرواية لا بدّ أن تخضع لشروط الفن في النهاية. فالتأمل والبحث هما من العوامل والعناصر المهمة والأساسية للفصل في العلاقة بين التاريخ والرواية”. وأكد عبد الفتاح صبري أنه “في تضفير التاريخ بالعمل الروائي، سوف يجري تهميش وثائقية التاريخ وستدفع به المخيلة للخروج من شروطه العلمية وأسئلته الصارمة لأن السردية المنجزة التي تنشأ من خلال العلاقة الخلاقة والمتخيلة مع ما حدث بالفعل ستعطيه امتدادات زمنية ومكانية على حساب الحقيقة التاريخية كمطلق وسيكون التاريخ في النص الروائي أقرب إلى التخيل والإيهام”. كما أشار إلى أن “الرواية قد تذهب إلى تخوم التاريخ، للحفر والبحث عن بعض المكنونات أو الإجابات أحيانا، وقد يلبس الروائي قناع المؤرخ الذي يحفر عميقا وبدأب بحثا عن أشياء منسية في التاريخ وكأنه نقد للتاريخ أو توظيف له من أجل غاية روائية”. في هذا السياق، قال الناقد عبد الفتاح صبري عن عزازيل “ذهب يوسف زيدان في هذا العمل إلى التاريخ بحثا عن المسكوت عنه في تاريخ الكنيسة الشرقية بالتحديد، وكشف عن طبيعة الصراعات التي دارت بين أبناء هذه الديانة الجديدة وأصحاب الديانات الفرعونية وفقا لما صورته الرواية في الصعيد المصري، ومن ثم في مدينة الاسكندرية، حيث كشف عن الصور الوحشية التي تم بها نفي الآخر وما رافق ذلك من اعتداءات وحشية وتصفيات جسدية لا إنسانية”. وأضاف “عزازيل لم توظف التاريخ فحسب ولم تستل بعض الرؤى من الأضابير ولكنها وظفت كل التاريخ لترمي بحجر ثقيل في بركة الحياة المعاصرة، فقد تكبدت الرواية البحث في بدايات وتطور الصراع المذهبي بين الطوائف المسيحية، ما يعني أن السؤال الآن هو: هل مازال الخلاف بين الطوائف المسيحية قائما؟” ثم علّق بالقول “تبرز الرواية بشاعة الصراع الذي ينشأ عندما يقوم أصحاب مذهب ما بنفي رواد مذهب آخر”. ثم تساءل “هل عزازيل حجر مرموز يرميه الروائي في وجه الأصولية الجديدة التي تحاول أن تسيطر على ساحة العقل منذ ثلاثة عقود تقريبا؟ وهل هي صرخة ترفض التعصب والعنف بكل أشكاله؟” ليختم الناقد عبد الفتاح صبري بالقول “ربما نعم؟”. وبهذه الندوة التي أعقبها حوار، حول الرواية وأبعادها التاريخية، يعلّق نادي القصة أنشطته الأسبوعية خلال إجازة الصيف.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©