الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مودي» في عيون المسلمين الهنود

«مودي» في عيون المسلمين الهنود
11 مايو 2014 23:59
فاشنافي تشاندراشخار أحمد آباد (الهند) مثل الكثير من الهنود المسلمين، يتوجس عبد الشيخ خيفةً من احتمال فوز «ناريندرا مودي» بمنصب رئيس وزراء البلاد. فقد لقيت زوجة عبد الشيخ حتفها مع سبعة من أطفاله ضمن ألف قتيل معظمهم مسلمون في مذبحة طائفية هزت مدينة أحمد آباد في ولاية جوجارات الواقعة في غرب الهند عام 2002. والابن الناجي الذي يعيش مع والده في منطقة عشوائية خاصة بالمسلمين مازال يحمل ندوباً من آثار حريق أشعله حشد غاضب في جسده أثناء أعمال الشغب التي وقعت بينما كان «مودي» رئيساً لوزراء الولاية. وألقت طائفة واسعة من المسلمين باللائمة على مودي فيما حدث. وسأل عبد الشيخ قائلا: «إذا كان قد عجز عن حمايتنا في جوجارات، فكيف يستطيع أن يرعى الهند؟». ويخوض حزب «بهاراتيا جاناتا» الذي ينتمي إليه مودي حملة انتخابية قوية تعد بتحقيق نمو اقتصادي وتحسين وسائل الحكم في مواجهة مع حكومة الائتلاف الحاكمة حالياً سيئة الأداء والتي تلاحقها الفضائح. لكن بالنسبة لكثير من الهنود، وخاصة وسط جماعات الأقلية، مازال دور مودي في أعمال الشغب التي وقعت عام 2002، بالإضافة إلى الخطاب القومي الهندوسي المتشدد، يمثل مسألة شائكة. وبينما لا يزيد المسلمون عن 14 في المئة من الناخبين في الهند، فإن نسبة تمثيلهم أكبر بكثير في أوتار براديش وبيهار، وهما ولايتان كثيرتا السكان في شمال البلاد ومن الممكن أن تتوقف عليهما نتيجة الانتخابات. فرغم جهود «بهاراتيا جاناتا» لجذب ناخبي الأقليات، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الناخبين المسلمين في هاتين الولايتين من المرجح أن تتوزع أصواتهم بين أحزاب علمانية أخرى. وتعرض برنامج مودي الانتخابي، والذي يحمل عنوان «التنمية للجميع»، في الأسابيع القليلة الماضية لنقد لاذع من أعضاء حزبه والجماعات اليمينية الهندوسية المتحالفة معه. وقال قيادي من حزب «بهاراتيا جاناتا» في حشد انتخابي في ولاية جهارخاند في شرق الهند، إن الذين يعارضون مودي يجب إرسالهم إلى باكستان. وفي نفس الأسبوع ذكرت تقارير أن برافين توجاديا، زعيم جماعة «فيشوا هندو باريشاد» اليمينية، التي يعتقد أنها أذكت المشاعر المناهضة للمسلمين في أعمال الشغب في جوجارات، قدّم تعليمات في اجتماع علني حول كيفية طرد وافد مسلم جديد بعيداً عن المناطق التي غالبيتها من الهندوس. وانتقد مودي هذه التعليقات، لكنه هو نفسه لجأ للخطاب المثير للفرقة. ففي اجتماعات انتخابية حاشدة في ولايتي آسام والبنجال الغربية، حيث تمثل الهجرة غير المشروعة من بنجلاديش مصدراً كبيراً للصراع، أشار مودي إلى أن الهند لا ترحب إلا باللاجئين الهندوس. لكن، وفي المقابل، يتهم حزب «بهاراتيا جاناتا» منافسه حزب «المؤتمر الوطني» وآخرين بإذكاء مخاوف الأقليات. فقد طالبت مرشحة عن حزب «عام آدمي» ناخبيها من المسلمين أن يصوتوا بشكل طائفي ضد حزب «بهاراتيا جاناتا». وقال «دي. إل. شيث»، المدير السابق لمركز دراسة تنمية المجتمعات في نيودلهي: «كل جانب يلعب بالبطاقة الطائفية بينما يتهم الآخر بالتحريض على استقطاب الناخبين». وبالنسبة لعبد الشيخ في أحمد آباد فإن دعوة «توجاديا» لطرد المسلمين هي الأشد إيلاماً. ويستحضر عبد الشيخ ذكرى المهاتما غاندي، أشهر أبناء ولاية جوجارات، قائلا: «غاندي هو من طلب منا أن نبقى في الهند وطمأننا على سلامتنا». وفي مدينة شهيرة بتاريخها الطويل في العنف الطائفي، فاقمت مذابح عام 2002 الاستقطاب وسط السكان. وفي عام 2012، برّأت لجنة عينتها محكمة عليا ساحة «مودي» من التورط في المذابح لكن كثيرين من الضحايا الذين يعيشون في ظروف بائسة على هامش المدينة، مازالوا يعتقدون أنه لم يبذل ما يكفي من الجهد لوقف أعمال الشغب. وقال رجل يدعى محمد، وهو صانع أثاث فقد منزله ومصدر رزقه في أعمال الشغب ويعيش في مخيم للمشردين بجوار تل من القمامة: «لو كان مودي زارنا وقال إنه آسف وإنه سوف يعتني بنا، لأصبح الأمر مختلفاً». وفي عام 2002، أشار مودي إلى هذه المخيمات باعتبارها «مصانع لإنتاج الأطفال» المسلمين. لكن بعض المسلمين يميلون إلى مودي، بما في ذلك رجال أعمال جنوا بعض المكاسب من سياساته كرئيس لوزراء الولاية. فرجل الأعمال ظفر سارشوالا، والذي يمتلك معرضاً لسيارات بي. إم. دبليو في منطقة راقية بها مجمعات الأسواق والمكاتب الإدارية، ينسب الفضل لمودي في حصوله على الموقع المميز في المنطقة الراقية. فالموقع يخضع لقانون المناطق الموزعة في جوجارات الذي يقيد بيع المسلمين والهندوس عقارات لبعضهم البعض في مناطق «حساسة»، وهو القانون الذي زاد من عزلة المسلمين في مناطق معينة. وسمح تدخل مودي لسارشوالا ومسلمين آخرين بأن يفتتحوا متاجر هناك. وكان سارشوالا من المنتقدين لمودي، لكنه يجادل الآن بأنه يتعين على المسلمين أن يتوقفوا عن القيام بدور الضحية وأن يركزوا على البناء. وأشار رجل الأعمال المسلم إلى إدانة نحو 400 شخص من بينهم وزير سابق في الولاية لتحريضهم على أعمال العنف ومشاركتهم فيها. ويعتقد البعض في أحمد آباد، ومن بينهم سارشوالا، أن مودي مهتم حالياً بالسلطة السياسية أكثر من اهتمامه بأيدولوجيا القومية الهندوسية حيث تحول حزب «بهاراتيا جاناتا» إلى الوسط حتى يستطيع أن يشكل حكومات ائتلاف وطني. ويشير «سيث» إلى أن مودي يتكلم دوماً عن الدستور ويرى فيه جزءاً من تبنيه للأيدولوجية القومية الهندوسية، وهي مرتبطة عالمياً بالاقتصاد الحديث، وقد قال إن القومية الهندوسية عنده ترتبط حالياً «بالأغلبية أكثر من ارتباطها بالتضامن الديني». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©