السيد سلامة(أبوظبي)- تصدرت جامعة الإمارات العربية المتحدة قائمة الجامعات والمؤسسات التعليمية الفائزة بجائزة “ خليفة التربوية” في دورتها الرابعة، وحصد البحث المقدم من الدكتور محمد جابر قاسم بكلية التربية على المركز الأول وعنوانه فاعلية وحدة قائمة على العمليات في تنمية مهارات الكتابة الوظيفية وعلاج الأخطاء اللغوية لدى طلاب الصف الثامن بإمارة أبوظبي.
وأكد الدكتور عبدالله الخنبشي مدير الجامعة على أهمية الدور الأكاديمي الذي تنهض به جائزة خليفة التربوية في خدمة التعليم بشقيه الجامعي وما قبل الجامعي، وتشجيع الباحثين على تقديم مبادرات بحثية ترتبط بقضايا المجتمع، مشيرا إلى أن توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى للجامعة تؤكد دائما على ضرورة أن تتوجه البحوث والدراسات العلمية من جانب أعضاء هيئات التدريس والباحثين لرصد وتحليل المشكلات والقضايا المجتمعية التي تهم أجندة التنمية الوطنية في الدولة، وفي مقدمتها قضايا التعليم والتحول إلى مجتمع المعرفة.
ومن جانبها، ثمنت أمل العفيفي الأمين العام للجائزة، مشاركة جامعة الإمارات في فعاليات الجائزة، مؤكدة اعتزاز مجلس أمناء الجائزة بجهود وإسهامات الباحثين في الجامعة لخدمة المجتمع، وأشارت إلى أن الجائزة بصدد نشر البحوث الفائزة بحيث تعم فائدتها على الميدان التربوي، كما سيتم إرسال نسخ من البحوث إلى وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم للإفادة منها أيضاً.
وأشار الدكتور محمد جابر قاسم إلى أنه اختار هذه المشكلة بعد تتبع ميداني كثيف لما يعانيه الطلبة في هذا الصدد، وتحددت مشكلة البحث في ضعف طلاب الصف الثامن من الحلقة الثانية بالتعليم الأساسي في الكتابة الوظيفية بناءً ولغةً، وهذا ما ذكره المعلمون والمعلمات أثناء زيارات الباحث للمدارس الإعدادية في التربية العملية، فلقد أعربوا عن هذا الضعف، وأرجعوه إلى قصور المنهج ، وطلبوا من الباحث مادة علمية تساعدهم على تدريس هذه الموضوعات للطلاب، ويؤكد ذلك الدراسات السابقة التي اهتمت بتحديد مستوى الطلاب في الكتابة وتنميتها.
وقام الباحث بالاطلاع على منهج الصف الثامن في مكونيه الكتاب المدرسي ودليل المعلم فتأكد له ذلك ؛ مما دعا إلى إجراء هذا البحث بتصميم وحدة في الكتابة الوظيفية قائمة على عمليات الكتابة، وتجريب فاعليتها في تنمية مهارات الكتابة الوظيفية.
ويقدم البحث لمؤلفي مناهج اللغة العربية نموذجاً لوحدة تعليمية في الكتابة الوظيفية ، قائمة على عمليات الكتابة ، يمكن أن يحتذى بها في بناء الوحدات التعليمية للطلاب في المراحل التعليمية المختلفة، كما يساعد معلمي اللغة العربية في تدريس مهارات الكتابة الوظيفية من خلال عمليات محددة الإجراءات، وأساليب واضحة الخطوات ، وتدريبات وأمثلة من شأنها تنمية هذه المهارات لدى طلابهم، ويلفت نظر المعلمين إلى ضرورة تحديد الأخطاء الشائعة في كتابات طلابهم، والتركيز عليها عند تدريس اللغة العربية بصفة عامة والكتابة الوظيفية بصفة خاصة.
كما يلفت نظر المعلمين والموجهين والمهتمين بتقييم الأداء اللغوي إلى ضرورة استخدام مقاييس لتقدير أداء طلابهم في المهارات اللغوية عامة، ومهارات الكتابة الوظيفية خاصة، والانتقال من تقويم المعارف اللغوية إلى تقويم الأداء اللغوي سواء كان هذا الأداء لعمليات أم منتجات مثل الكتابات الوظيفية التي يعدونها، بالإضافة إلى اقتراح طريقة لتدريس قواعد النحو والإملاء قائمة على علاج الأخطاء الكتابية في مواقف كتابية بدلاً من تدريسها في حصص منفصلة عن الكتابة دون سياق وظيفي.
وكشف الباحث أن نتائج البحث أسفرت عن تحديد مهارات الكتابة الوظيفية اللازمة لطلاب الصف الثامن، في مجالات كتابة الرسائل الرسمية بلغت عشر مهارات، وفي تلخيص الموضوعات بلغت خمس مهارات، وفي الدعوة الرسمية بلغت ثمانِ مهارات، وتحديد الأخطاء اللغوية التي يقع فيها الطلاب، وتصنيفها، وتمثلت في الأخطاء التعبيرية، وهي، استخدام أدوات الربط، وتكرار الكلمات في الجملة الواحدة، واستخدام الكلمات الإنجليزية بحروف عربية. الأخطاء النحوية والصرفية وهي، زيادة أل التعريفية أو إسقاطها، والإفراد والتثنية والجمع، واستخدام الضمائر. الأخطاء الإملائية وهي، كتابة همزتي الوصل والقطع، والتاء المربوطة والمفتوحة، وكتابة كل ما ينطق، والخلط بين الضاد والظاء، وإبدال حرف مكان آخر، والهمزتان المتوسطة والمتطرفة، والألف الفارقة.
كما دلت النتائج على فاعلية وحدة الكتابة الوظيفية القائمة على العمليات الخمس في تنمية مهارات الكتابة الوظيفية لدى طلاب الصف الثامن.
عدد اليوم
