السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دعوات لتكثيف برامج «التربية المرورية» في المراحل التعليمية

دعوات لتكثيف برامج «التربية المرورية» في المراحل التعليمية
28 ابريل 2012
دبي (الاتحاد) - دعا تربويون وأمنيون إلى تكثيف برامج التثقيف والتوعية المرورية في مختلف المراحل التعليمية وفي الأنشطة، وسط تلميحات إلى حضور التربية المرورية في المناهج وغيابها عن الأنشطة المدرسية، إضافة إلى تشديدهم على أهمية تفعيل دور أولياء الأمور في التوعية المرورية. وأكدت الشيخة خلود القاسمي مديرة إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم أن عدداً من المواد الدراسية لمختلف المراحل التعليمية تتناول جوانب عدة من التربية والثقافة المرورية والأمنية بشكل عام. ولفتت إلى أن موضوع التربية المرورية لا يتم إلا من خلال تضافر الجهود مع مختلف الجهات والأطراف المعنية بالموضوع. فالرسالة التي تحاول التربية أو الشرطة أو وزارة الداخلية تعميمها يجب أن تصل للطالب وولي الأمر ومدير المدرسة بشكل صريح ومفهوم، من خلال تناول لغة واحدة مشتركة. وتساءلت عن مدى نفع توعية الطالب بعدم العبور من الأماكن غير المخصصة للمشاة أو تجاوز الحد الأقصى للسرعة على الطريق إذا كان ولي الأمر نفسه يقوم دوماً بهذه التجاوزات أمام أولاده. بدوره، لفت اللواء المهندس محمد سيف الزفين مدير الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي إلى أن الشرطة تنظم على مدار العام العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة والحملات التوعوية في المدارس ومراكز ذوي الإعاقات، بهدف نشر الثقافة المرورية والأمنية، مشيراً إلى أن أي توسع في هذا المجال على صعيد المدارس بشكل خاص يحتاج إلى أن تقوم وزارة التربية والتعليم نفسها بطرح المبادرات التي تراها مناسبة في هذا المجال. وشدد اللواء الزفين على ضرورة أن تتحمل الأسر مسؤوليتها لأن الأطفال والمراهقين لا يمكنهم تقدير مواطن الخطر على الطريق جيداً ويحتاجون إلى من يرشدهم ويعتني بهم، لافتاً إلى أنه العام الماضي تم تسجيل خمس ضحايا لا تزيد أعمارهم على 11 عاماً أثناء قيادتهم سيارات. ولفت إلى أنه هناك مظاهر مختلفة تقف وراء بعض الحوادث المرورية، منها سماح الوالدين، خصوصاً الأمهات، لأبنائهم المراهقين أو الأطفال بقضاء المهام الصغيرة بالسيارة، مثل الشراء أو توصيل الأشقاء إلى المدرسة، على اعتبار أنه لن يتعرض لضرر طالما أنه لم يخرج للطرق الخارجية السريعة. وأشار إلى أن ترك مفاتيح السيارات في مكان مكشوف يحفز الأطفال على استخدامها للتظاهر والتباهي بين رفاقهم، ما يؤدي إلى حدوث مشاكل، لأن الطفل يعتقد أنه يستطيع القيادة لمجرد مشاهدته والده أو شقيقه الأكبر أو والدته أثناء القيادة. وعبّر عدد من مديري المدارس في دبي عن أهمية تعزيز التوعية المرورية بين الطلبة، خصوصاً بعد التجاوزات التي تشهدها الطرقات في العديد من إمارات الدولة وتودي بحياة الشباب المواطن. واعتبر محمد حسن مدير مدرسة محمد بن راشد النموذجية للتعليم الثانوي أن التوعية المرورية أصبحت من المواضيع التي يجب أن تُطرح بشكل طارئ في مختلف المرافق المدرسية والأكاديمية في الدولة. واعتبر أن الطلبة خصوصاً في المرحلة الثانوية ربما يكونون الأكثر عرضة لمخاطر الطرقات نظراً لتأثرهم بكل ما يشاهدونه سواء على شاشة التلفاز أو على الشبكة العنكبوتية. وقال إن حماس المراهقين والشباب يجعلهم ينساقون بسرعة وراء المخاطر والمغامرات سواء كانت على حساب أمنهم أو أمن الآخرين. وقال إنه يجب على وزارة التربية والتعليم تنظيم أنشطة وفعاليات خاصة بالتربية المرورية في المدارس الحكومية وعدم الاكتفاء بالمعلومة المرورية الواردة في الكتب الدراسية. واعتبر منصور شكري مدير مدرسة دبي الثانوية أنه على وزارة التربية والتعليم ترسيخ ثقافة التوعية المرورية ليس فقط من خلال المناهج فقط، وإنما من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات الجاذبة للطلبة بحيث لا يشعرون بأنهم مُجبرون على المشاركة. وقال إن هذا الأمر غاية في الأهمية، إذ يجب مخاطبة عقل المراهق ودفعه إلى المشاركة بنفس الحماس الذي تثيره فيهم ركوب المخاطر. ولا يعتقد شكري أن زيادة جرعة التوعية والتربية المرورية في المناهج قد تؤثر إيجاباً على سلوك الطالب، إذ يمكن أن ينفر العديد من الطلاب منها فقط لكونهم مضطرين إلى دراستها ومذاكرتها، مشيراً إلى أن الوصول إلى الطلبة من خلال الأنشطة الحماسية هي الطريق الأفضل لتوعيتهم. مدارس بلا حوادث في إطار نشر التوعية والثقافة المرورية بين طلبة المدارس من أجل الحد من حوادث دهس الأطفال، نظم قسم التوعية المرورية بالإدارة العامة للمرور محاضرات توعوية تحت عنوان “مدارس بلا حوادث”. وتتناول المحاضرات قواعد وإجراءات السلامة المتبعة عند ركوب الحافلات المدرسية وأثناء النزول منها، وعند عبور الطريق، ودور رجل المرور في تنظيم حركة السير وفك الاختناقات المرورية. وتهدف هذه المحاضرات إلى الوصول إلى نفوس شريحة الأطفال من أجل رفع مستوى الوعي المروري لديهم باعتبارهم من أكثر الشرائح تضرراً من حوادث الدهس. سلامة الطلبة بدورها، تطبق “مواصلات الإمارات” منهجية واضحة للسلامة المرورية الطلبة المنقولين في حافلاتها تحمل اسم “استراتيجية طريق السلامة” لتحديد أدوار كل الأطراف المسؤولة عن سلامة الطلبة خلال رحلة نقلهم اليومية، وهي مقسمة إلى ثلاثة أدوار: دور الأسرة من المنزل إلى ما قبل صعود الطالب إلى الحافلة، وكذلك من نزوله ولغاية وصوله للمنزل، ثم دور المؤسسة منذ صعود الطالب إلى الحافلة وذهابه إلى المدرسة، والعكس، ثم دور المدرسة عند نزول الطالب من الحافلة إلى المدرسة، ولدى خروجه منها لغاية وصوله إلى الحافلة، وهي استراتيجية حققت نجاحاً ملموساً في تحقيق درجات عالية من السلامة للطلبة. كما أطلقت المؤسسة العديد من المشروعات والمبادرات المجتمعية للاهتمام بالسلامة مثل: “القاعدة الذهبية لاستخدام الحافلة المدرسية”، و”التقييم الشامل لتوفر عناصر السلامة في المدارس الحكومية”، و”جائزة مواصلات الإمارات للسلامة والتربية المرورية”. وتطبق مواصلات الإمارات أعلى معايير السلامة في هذا الشأن، من خلال الشهادة التي حصلت عليها في مجال (السلامة والصحة المهنية OHSAS 18001). وأنشأت المؤسسة وحدات إدارية متخصصة في مجال السلامة في كافة مواقعها بالدولة، كما أن لديها فريقاً رئيسياً متخصصاً بالسلامة وفرقاً فرعية في جميع الفروع. وتتعاون المؤسسة بشكل مكثف مع إدارات الشرطة والمرور والدفاع المدني (وزارة الداخلية)، وهيئات الطرق والمواصلات، والبلديات في الدولة لتطبيق برامج السلامة وتوعية المجتمع. وأما بخصوص حدود السرعة المعتمدة فهي 80 كيلومتراً في الساعة، وقد صنعت هذه الحافلات لكي تسير بهذه السرعة، ولا يمكن للسائق أن يتجاوزها. نموذج مروري أعدت إحدى المدارس الحكومية بالتعاون مع قسم التوعية في إدارة المرور قرية مصغرة ومعرضا بهدف توعية الأطفال بأهمية الالتزام بقواعد السلامة المرورية. واحتوت القرية على الكثير من المجسمات تضمنت مفترقات طرق، ولوحات وعلامات إرشادية، وتقاطعات، وإشارات ضوئية، إضافة إلى مجموعة من الأطفال يقودون مركبات صغيرة مخصصة للقرية المرورية. وتم توجيه بعض النصائح والإرشادات المتعلقة بكيفية القيادة للأطفال وفق القواعد والأنظمة المرورية المتبعة على الطريق، مثل كيفية الاقتراب من ملتقيات الطرق، وكيفية دخول الصندوق الأصفر، والالتزام بخط السير الإلزامي، إضافة إلى كيفية عبور المشاة للطريق. كما أنشأت أيضاً المكتبة المرورية التي تحتوي على العديد من الكتب والقصص المرورية المتنوعة المخصصة للأطفال. استثمار الإجازة وأطلقت إدارة المرور أيضاً مبادرة “شرطي المرور الواعد” التي تنفذ خلال فترة الصيف، إذ يعدّ استثمار فترة الإجازة بشكل جيد وببرامج مفيدة، وتفعيل برامج الرعاية الطلابية، أمرين مهمين للحد من الظواهر السلبية التي تبرز في فترة الصيف، ودرء الخطر عن الشباب، وهو ما يقع في سلم أولويات الأجهزة الأمنية والمؤسسات التعليمية. ويتم في هذه المبادرة توزيع الطلاب المشاركين على الإدارات الفرعية للتعرف عن كثب على مهام تلك الإدارات، وتعريفهم بالقواعد والإرشادات المرورية التي تضمن سلامة مستخدمي الطريق من الوقوع في الأخطاء التي غالباً ما ينتج عنها حوادث مرورية، إضافة إلى تزويد الطلاب بالمعارف والمهارات والخبرات التي تفيدهم في الحياة المجتمعية، وتحميهم من التعرض للحوادث المرورية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©