السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جنرال إليكتريك تسعى لإحياء الفحم

جنرال إليكتريك تسعى لإحياء الفحم
2 سبتمبر 2016 20:24
ترجمة: حسونة الطيب درجت جنرال إليكتريك، واحدة من أكبر شركات توريد معدات محطات توليد الكهرباء في العالم، منذ عدة سنوات، على التقليل من شأن مستقبل الفحم وسط التحديات التي تواجهها السلعة من قضايا تتمثل في ارتفاع التكلفة وتلوث البيئة. وبدلاً من ذلك، اتجهت الشركة لتطوير الغاز كوقود للمستقبل. لكن ساهم عدد من العوامل مثل، دخول الشركة في الأسواق العالمية البعيدة وحاجتها الماسة للنمو عقب الأزمة المالية، في دفعها لتغيير الاستراتيجية التي كانت تنتهجها في البداية. ويؤكد مديرون في جنرال إليكتريك، أنه من الممكن جني أرباح لعقود مقبلة من محطات توليد الكهرباء القائمة حالياً وتزويدها بمعدات تتلاءم مع القوانين التي تقضي بخفض الانبعاثات الكربونية وتطلعات المرافق لزيادة معدل العائد. وضاعفت الشركة تقريباً عدد التوربينات الكبيرة العاملة في محطات الفحم لما يزيد على 1500 حول العالم، مستغلة عملية الاستحواذ على شركة «ألستوم» في العام الماضي مقابل 10 مليارات دولار. وأعلنت الشركة نيتها بناء محطات تعمل بالفحم في بعض الدول النامية مثل الهند وبعض دول جنوب شرق آسيا، حيث يشهد طلب الكهرباء تنامياً سريعاً، وتنعدم موارد الطاقة الأخرى أو ترتفع تكلفتها. ورغم أن الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، انتقصا من حصة الفحم السوقية، فإن إنتاج الفحم العالمي من الكهرباء، ربما يزيد بنحو 23% خلال العام 2040، عنه في 2014، وفقاً لما أكدته إدارة معلومات الطاقة الأميركية. ويجيء ثلثا النمو في محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم، من وحدات بدأت مزاولة عملها في كل من الهند والصين، بصرف النظر عن تقلص استخدام الفحم في أوروبا وأميركا. ودأبت الشركة لسنوات عديدة في التأكيد للمستثمرين بأن حقبة الفحم في طريقها للانتهاء وأنه ينبغي عليهم التركيز على الغاز. وراهنت جنرال إليكتريك في منتصف الألفية الثانية، على الجهود الكبيرة التي بذلتها إدارة الرئيس بوش لإنشاء محطات تعمل بالطاقة النووية، لكنها لم تر النور. وفي عام 2005، أطلقت الشركة حملة «إيكو ماجينيشن»، التي تحض على استخدام التقنيات النظيفة مثل، التوربينات التي تعمل بالغاز الطبيعي ومحركات الطائرات ذات الكفاءة الأكبر. وتتبع الشركة في الوقت الراهن سير الطلب، حيث توفر التيار الكهربائي المستدام لملايين الناس في الهند ودول أخرى وللمرة الأولى في بعض الحالات. وفي غضون ذلك، تشكك الشركات المنافسة، في مقدرة الفحم الذي تصنفه في المرتبة الثالثة بعد الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي. وحقق «جنرال إليكتريك بور»، ثاني أكبر فرع للشركة الأم بعد الفرع العامل في صناعة محركات الطائرات، عائدات بنحو 21,49 مليار خلال العام الماضي، أي ما يساوي 20% من مجموع مبيعات الشركة الصناعية. وتُعول جنرال إليكتريك، في تحقيق جزء كبير من نموها المتوقع باستخدام الفحم، على تطوير محطات الكهرباء القائمة، بما فيها العاملة في أميركا وأوروبا، والتي تحل بعد الغاز فيما يتعلق بالكفاءة، لكنها مهمة للغاية بالنسبة للشبكة لتتخلى عنها وربما تكلف مبالغ طائلة في حالة استبدالها بتوربينات الغاز. وتغير تفكير الشركة عقب الأزمة المالية العالمية، حيث كانت تركز قبلها على نشاط توربينات الغاز، نظراً لما يتميز به من أرباح عالية. وتصل توربينات الغاز مرحلة الاحتراق عند درجة حرارة عالية، ما يوفر فرص بيع قطع الغيار وعمليات الصيانة. أما الفحم وبما يتطلب من درجة حرارة منخفضة ودورة إحلال طويلة، ليس بتلك الجاذبية. وتحول تفكير الشركة نظراً لضعف النمو الذي ظل يعانيه الاقتصاد العالمي على مدى نصف العقد الماضي. وتسعى الشركة في الوقت الحالي، وراء النمو حيثما كان، لسبب واحد يتمثل في رغبتها في تطوير عمليات الفحم. ويتطابق ذلك مع وجهات نظر جنرال إليكتريك التي تسوقها ليطمئن المستثمرون الذين شككوا في فاعلية صفقة ألستوم، التي ساعدت في تعضيد موقف الشركة في قطاع الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة. كما مكنت الصفقة الشركة من تقليص تكاليف الادخار، في نفس الوقت الذي تسعى فيه وراء تحقيق النمو، حيث يتم بناء المحطات في الهند وماليزيا ودول أخرى. ومن الضروري المحافظة على استمرار عمل مصانع توربينات الفحم في ألستوم على مدى السنوات القليلة المقبلة، لتحقيق الخفض المستهدف لتكاليف الادخار بنحو 3 مليار دولار. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©