السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ركن خاص بالأطفال لنقل التراث إلى الصقارين الصغار

9 أكتوبر 2008 01:21
خصص معرض أبوظبي 2008 ركناً خاصاً بالأطفال في إطار الحرص على إحياء معالم تراث الآباء والأجداد ونقلها إلى الصقارين الصغار، حيث نظم عدداً من الفعاليات الترفيهية والتعليمية لتعريفهم برياضة الصيد بالصقور وأخلاقياتها عبر مشاركة شخصية ''حبور'' الكرتونية التي تم استحداثها لهذا الغرض· ويستقبل المعرض المستمرة فعالياته حتى يوم السبت المقبل الأطفال من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة الثانية ظهراً، ومن الساعة الرابعة حتى الثامنة مساء، ما عدا يوم الجمعة، الذي يقتصر عمله على الفترة المسائية فقط· ففي زاوية خصصت في المعرض لتنمية رياضة الصيد بالصقور والحفاظ على طرائدها، اجتمعت مؤسسات رسمية وأخرى مجتمعية للترويج لرياضة الصيد بالصقور، بما في ذلك نادي صقاري الإمارات، والمركز الوطني لبحوث الطيور، ومركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية الكائن بميسور في شمال المغرب، الذي يمثل أنموذجاً لنجاح الجهود الاستراتيجية التي تبذلها دولة الإمارات لزيادة وتعزيز أعداد الحبارى في الطبيعة من خلال زيادة أعداد طيور الحبارى المتكاثرة في الأسر· وذكر محمد البيضاني المدير الإداري في المركز الوطني لبحوث الطيور المشارك في المعرض أن الصيد بالصقور يعتبر جزءاً لا يتجزأ من تراث عريق يمتد إلى آلاف السنين، مشيراً إلى أن رياضة الصيد بالصقور أو ما يعرف محلياً بالقنص ليست مجرد رياضة أو هواية عادية، وإنما هي ''جزء لا ينفصم من تاريخنا وتراثنا''، حيث تعتبر شبه الجزيرة العربية من أقدم وأعرق المدارس المميزة في ممارسة الصيد بالصقور· وأكد البيضاني أن بقاء تراث الصيد بالصقور وضمان انتقال تراثه إلى الأجيال القادمة يعنيان بالضرورة ''ممارسة الصيد المستدام'' الذي اعتبره الوسيلة ''الأكثر فاعلية للمحافظة على الطبيعة والأنواع الطبيعية''· وغصّ ركن رياضة الصيد بالصقور بكثير من المنشورات التي تظهر جهود الدولة في اعتماد اليونسكو لرياضة الصيد بالصقور، إضافة إلى نشاطاتها في مجال المحافظة على هذه الرياضة وطرائدها· ولفت البيضاني إلى الجهود التي يبذلها المركز في الحفاظ على الحبارى الآسيوية، حيث تمكن العام الحالي من إكثار 980 فرخا في الأسر، علما أن الحبارى التي تم إعادة توطينها في الدولة وضعت في براري أبوظبي 12 عشا (28 بيضة)· فيما تمكن مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية الواقع بميسور من إنتاج 8232 فرخا، على أن يتم إطلاق حوالي 6160 مع نهاية العام الحالي، بحيث تمكن المركز المذكور من إنتاج 27 ألف حبارى خلال 12 عاماً من تأسيس المركز، فيما أطلق 17 ألف طير منذ عشر سنوات· وتم إنشاء مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية نتيجة الإيمان المشترك لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية بضرورة إقامة برنامج للحفاظ على حبارى شمال أفريقيا، وأثبت منذ تأسيسه مقدرة فائقة في التوفيق بين الحفاظ على نوع مهدد بالانقراض وهو الحبارى، مع بقاء تراث ثقافي عريق هو رياضة الصيد بالصقور، ما ساعد على زيادة المعرفة بالنظم البيئية في شرق المغرب والمساهمة في الحفاظ عليها· وتنتشر الحبارى في أكثر من 23 دولة، تحتوي بعض منها على مجموعات مهاجرة تهاجر لآلاف الكيلومترات لتصل إلى المناطق الدافئة في شبه الجزيرة العربية، ما يشي بالتأثيرات السلبية للصيد الجائر، ليس فقط في الدولة التي ترتكب فيها المخالفة، وإنما على امتداد نطاق الانتشار، بحسب البيضاني الذي شدد ضرورة اتخاذ ترتيبات إقليمية وعالمية، للتأكد من بقاء الحبارى على المدى الطويل· واستهدف ركن رياضة الصيد بالصقور التركيز على توعية الصقارين ومحبي هذه الرياضة وتعريفهم بمدى خطورة الصيد الجائر والتأكيد على أن بقاء هذه الرياضة مرهون أيضاً ببقاء الحبارى والحفاظ على بيئاتها، إضافة إلى استعراض البرامج والدراسات البحثية التي تم إجراؤها في مجال حماية الطيور وتكاثرها وبالأخص في مجال إكثار الحبارى وبرامج المحافظة عليها· ووفقا للمعايير الدولية، فإن الحبارى الآسيوية تصنف كنوع مهدد بالانقراض، وتعاني هذه الأيام من عدد من المهددات التي تدفع بها نحو الانقراض، خصوصا الصيد الجائر والتهريب والتجارة غير المشروعة وتناقص وتدهور المواطن الطبيعية، وهو ما يتطلب التعاون من الصيادين وفق البيضاني الذي دعا إلى الالتزام باللوائح والقوانين المحلية والدولية، وإيجاد بدائل لتدريب الصقور، ومنح طيور الحبارى الفرصة للتكاثر سيما وأنها مهددة بالانقراض وأعدادها تشهد تدهوراً حاداً في البرية· وقال إن أهمية برنامج إكثار الحبارى في الإمارات يكمن في إيجاده بدائل للصقارين لصيدها حماية للأعداد البرية من الحبارى ووقف عمليات تهريبها، فضلاً عن دعم الأعداد البرية من خلال حقنها بمجموعات تم إكثارهــــا في الأســــر· وينتظر أن تسهم المشاركة في معرض الصيد والفروسية في تمتين التواصل بين الصيادين، وتبادل المعلومات عن مناطق وجود الحبارى ومؤشرات نجاح الإكثار، وتوعيتهم بالفترات التي لا يجوز فيها صيد الحبارى وهي مواسم الإكثار، وتعريفهم بنتائج الدراسات التي يقوم بها المركز ومعرفة آخر الأخبار عن رحلات صيدهم، سيما وأن المعرض يشهد إقبالاً من قبل دول الخليج العربي التي يقبل مواطنوها على رياضة الصيد بالصقور
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©