الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تحذر من سباق تسلح نووي في المنطقة

الإمارات تحذر من سباق تسلح نووي في المنطقة
9 أكتوبر 2008 01:22
حذرت دولة الإمارات العربية المتحدة من سباق تسلح نووي في المنطقة، وشددت على ضرورة الالتزام بالشفافية والمعايير الدولية لتأكيد سلمية البرامج النووية· ودعت دولة الإمارات خلال الجلسة الافتتاحية لحلقة نقاشية للجمعية البرلمانية لحلف الناتو في أبوظبي أمس في قصر الإمارات بعنوان ''الشرق الأوسط والتحديات العالمية''، إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة واحترام مبادئ القانون الدولي والالتزام بالشرعية الدولية لتفادي الاضطراب وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط· وقال سعادة عبد العزيز عبدالله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي في كلمته بالجلسة الافتتاحية التي حضرها أكثر من 50 برلمانيا وشخصية رسمية يمثلون أكثر من 15 دولة تابعة لحلف الناتو ونظرائهم من دول الشرق الأوسط والبحر المتوسط فضلا عن منظمات عالمية وحكومية وأكاديمية ومدنية وإعلامية، ''إن منطقتنا ليست بمنأى عن التحديات العالمية؛ بل إن كلَ الأزمات والقضايا الدولية تلقي بتأثيراتها القوية على مستقبلها، مشير إلى أن عدم الاستقرار الأمني في الشرق الأوسط يؤثر في مجريات الأحداث العالمية·'' واعتبر رئيس المجلس الوطني الاتحادي في تصريح لـ ''الاتحاد''، أن اختيار الإمارات لإقامة هذا المؤتمر ''عالي المستوى'' واستضافتها لبرلمانيين في حلف الناتو يعد اعترافا بمنهجية وسياسة الدولة ودورها في ترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة· وقال إن المؤتمرين أشادوا بدور الإمارات ومنهجيتها وشجعوها على الاستمرار في هذا النهج لتكون نموذجا يحتذى به للدول الأخرى· ورأى الغرير أن المؤتمر يسهم في إيصال رسالة مهمة مفادها أن القضية الفلسطينية تعتبر احدى الركائز الأساسية لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، ويتوجب إيجاد حلول جذرية سريعة لها، مجددا التأكيد على ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية، والضغط على إسرائيل لوقف عمليات الاستيطان· وأضاف: إذا كانت إسرائيل جاهزة للسلام فالعرب جاهزون للسلام أيضا ودولة الإمارات تدعم إقامة دولة فلسطينية وتطالب بانسحاب إسرائيل إلى حدود ·1967 وفي مسألة الملف النووي، ربط الغرير بين تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والحد من الانتشار النووي· وقال: نحن لا يمكن أن نسمح ونقبل بالانتشار النووي من قبل جميع الدول بما فيها إسرائيل وإيران، ولا بد من تطبيق القرارات الدولية من دون ازدواجية على جميع الدول· وأكد الغرير اهتمام الدولة بتحقيق الأمن والاستقرار في العراق والسودان وأفغانستان وغيرها، متوقعا أن يسهم وجود البرلمانيين ''الكبار'' في الإمارات بتحقيق نتائج إيجابية نظرا لما تتمتع به حلف الناتو من نفوذ قوي· واعتبر أن البرلمانيين الحاضرين باستطاعتهم التأثير على دولهم وتبني موقف الإمارات لصالح الاستقرار والأمن في المنطقة· وقال: نحن ننتهز فرصة تواجدهم على أرض الدولة لنعبر عن تجربتنا وفلسفتنا ورغبتنا في الإمارات بالتعريف بوجهة نظرنا كعرب على صعيد القضية الفلسطينية· وعلى صعيد آخر، أشار الغرير إلى أن قضية الجزر الإماراتية أثيرت في كلمات المؤتمرين ''ولمسنا تفهمهم لموقف وأسلوب دولة الإمارات في حل القضية عبر استخدام الحق القانوني والمفاوضات المباشرة مع إيران، والطلب منها الجلوس على طاولة واحدة للتفاوض من أجل إيجاد حل للقضية''· وقال الغرير، خلال كلمته بالمؤتمر، إن العلاقة التبادلية المتشابكة بين الشرق الأوسط والتحديات العالمية عبرت عنها العديد من تقارير وأنشطة الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي ''التي كثيرا ما انتابها القلق من اضطراب الأوضاع في الشرق الأوسط''· وأشاد بتنظيم مثل هذا النوع من المؤتمرات الساعية إلى توثيق الصلات والتعاون مع الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي· ورأى أنها تسهم في بلورة رؤية مشتركة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط· وأعرب عن أمله في أن يلقى المؤتمر متابعة من القائمين عليه للوصول إلى أهدافه المبتغاة في مزيد من التعاون بين الجانبين· وتناول الغرير في كلمته أمام المؤتمر رؤية الدولة في نقطتين، عدم تطبيق قرارات الأمم المتحدة أو مبادئ القانون الدولي أو الشرعية الدولية التي تعتبر سببا للاضطراب وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وموضوع تأييد الدولة ''بقوة'' لنزع أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط، وبخاصة الأسلحة النووية منها· وقال متسائلا: ''كيف يمكن لقوى المجتمع الدولي ومؤسَسات الشرعية الدولية أن تعجز حتى الآن عن تطبيق قراري الأمم المتحدة 242 و 338 الداعيين إلى انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة سنة ·1967 وكيف لا تجد وسيلة لتطبيق القرار 181 ذي الصلة بإقامة الدولة الفلسطينية؟'' وأضاف: ما هو مصير التقارير والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومختلف مؤسسات الشرعية الدولية بشأن وقف مشاريع الاستيطان الإسرائيلي، أو ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من مصاعب معاناة· وكيف لمجلس الأمن المسؤول عن إدارة الأمن الدولي، وكذا حلف الناتو أحد مصادر القوى الدولية أن يعجزا عن وقف الجرائم الإسرائيلية التي يندى لها الجبين الإنساني· وفي موضوع نزع أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط، أكد الغرير تأييد الدولة ''بكل قوة'' نزع هذه الأسلحة، وبخاصة النووية منها· وقال ''في ذات الوقت نحذر من أنَ حيازة دولة واحدة لمثل هذا النوع من الأسلحة سيدفع حتما دولا أخرى إلى السعي لامتلاك الأسلحة النووية وهو أمر مرفوض تماما· وأعرب عن القلق ''من سباق نووي قادم إلى المنطقة أو من خلال تقبل السلاح النووي الإسرائيلي كأمر واقع في المنطقة''· وأضاف ''إنَ الأسلحة النووية الإسرائيلية يجب أن تعامل دوليا بذات الكيفية للأسلحة النووية لأي دولة في المنطقة· وفي سياق آخر، أشار الغرير إلى التجربة البرلمانية في الإمارات ووصفها بأنها ''نامية وتتطور بإيقاع متلاحق ومتناسب مع تطور أوضاعنا السياسية''، مشيرا إلى أنها جاءت وفقا لرؤية صاحب الســــمو الشــــ0يخ خليفـــــة بــــن زايــــد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتعكس تطلع المجلس ليكون سلطة داعمة ومرشدة وموجهة لأعمال الحكومة· وأضاف: كشأن كل أمم العالم في الإصلاح السياسي، فإنَ مجلسنا خطا خطوة هامة بانتخاب نصف أعضائه على أن تستكمل خطوات الإصلاح السياسي تباعا بتوسيع دائرة المشاركة السياسية· وقال إن المجلس الوطني الاتحادي نجح في أداء دوره التشريعي من خلال إرساء منظومة قانونية متطورة تسهم بفعالية في التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده الدولة· ونوه بإسهام أعضاء المجلس بفعالية في المناقشات البرلمانية التشريعية من خلال دراساتهم وأفكارهم وتحليلاتهم التشريعية التي تنتشر في الكثير من برلمانات دول حلف الناتو، لافتا إلى أن المجلس لم يترك شأنا عاما أو قضية تهمُ مواطني الدولة إلا ومارس فيها دوره الرقابي تحقيقا للمصلحة العامة· وأكد أن الدور الرقابي للمجلس ''لا يهدف إلى تصيد الأخطاء الحكومية أو إثارة الزوابع السياسية التي تؤدي إلى عدم الاستقرار في علاقات السلطات الدستورية ببعضها بعضا، إنما ينطلق من العرف البرلماني بدفع الحكومة وتشجيعها لتقديم أفضل ما لديها للتغلُب على العوائق والمشكلات المجتمعية''· وأعرب عن سعي المجلس إلى الانفتاح على مختلف التجارب البرلمانية الدولية من أجل تطوير آدائه البرلماني ودوره الدستوري في مجتمعه· من جهته ألقى معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني كلمة في الجلسة الافتتاحية للملتقى أكد فيها أهمية التشاور والتعاون بين الدول، حيث تلعب دولة الإمارات دورا رياديا في هذا المجال على المستويين الاقليمي والدولي· وجدد قرقاش التزام الإمارات ببناء جسور الثقة والشراكة بين دول العالم وتشجيع ثقافة الحوار· وأشار إلى أن توجه الدولة واضح ويتمثل في تحقيق الاستقرار ونشر ثقافة السلام وتمكين الإنسان وتطويره· وشدد على سياسة الدولة الخارجية التي تعتمد سلوك طريق الدبلوماسية واعتماد النقاش البناء مع جميع الأطراف· وقال قرقاش في تصريح لـ''الاتحاد'' إن أهمية المؤتمر تكمن في إقامته على أرض الدولة بحضور مجموعة من برلمانيي الدول المنضوية في حلف الناتو، وتناولهم مواضيع وقضايا حية وعالمية تتعلق بشؤون دول الناتو والمنطقة وتتقاطع في جوانب عدة وحساسة· وأشار قرقاش إلى أن المؤتمر يشكل فرصة ''طيبة'' لمناقشة هذه المسائل ومتابعتها، والتعرف على مواقف دولة الإمارات في سياستها الخارجية ''المتزنة والداعية إلى التعــــــاون في المنطقــــــة والتي تصبو إلى عكس المـــــــرآة التي تمثلها الدولة كنموذج يتسم بالاستقرار والتنمية''· وكان قرقاش رأى في كلمته وفي معرض رده على أسئلة المشاركين، أن العالم يمر بفترة تحولية مهمة سواء من الناحية السياسية أو الاستراتيجية أو المالية ما يستدعي أن يتداول الناس القضايا الاستراتيجية والقضايا العامة لفهم ما الذي يجري في النظام العالمي، مشيرا إلى أن الأزمة المالية الحالية يكتنفها كثير من التشويش· ونوه معاليه بالبلاغات العميقة والقديمة التي تربط حلف الناتو بدول الشرق الأوسط معربا عن تطلع المنطقة لتعزيز العلاقات أكثر فأكثر مستقبلا لمواجهة التحديات· وتطرق إلى الوضع في أفغانستان وباكستان· وأشار إلى أن دولة الإمارات تدرك التزاماتها لمساعدة أفغانستان وتوفير الأمن لشعبها، مذكرا بأن الإمارات لديها قوة لحفظ السلام في هذا البلد إلى جانب تقديم المساعدات الإنسانية عبر مؤسساتها الإنسانية· ثم تطرق قرقاش إلى العلاقات مع إيران التي وصفها ب''الناضجة'' من منطلق القواسم والمفاهيم المشتركة، لكنه لفت إلى نقاط الاختلاف بين البلدين، مشيرا إلى احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث· وقال: خلال 70 عاما لم تحد دولتنا عن موقفها الأساسي ونظرتها بضرورة الوصول إلى حل إما عبر المفاوضات أو عبر التحكيم الدولي· وأشار إلى الملف النووي بالقول إن لكل دولة الحق في امتلاك المشاريع النووية السلمية، لكنه شدد على ضرورة التزام الشفافية والمعايير الدولية التي تحول دون تحول هذه المشاريع إلى انتاج أسلحة نووية· وقال إن عدم الالتزام بهذه المبادئ من شأنه أن يطلق سباقا للتسلح في المنطقة التي لا تحتمل المزيد من التدخل في شؤونها الداخلية· وحول الحرب على الارهاب، قال معاليه إن المجتمع الدولي بأسره أدان ويدين الارهاب، مشيرا إلى ضرورة التركيز على التسامح وتطوير النظام التعليمي وتحدي الفقر واحترام أفكار ومعتقدات الناس وفهم ثقافة وحضارة الآخر· وأردف إن أحدا لا يود أن يرى نزاعات أخرى تنشب في المنطقة بل ينبغي أن يتطلع الجميع نحو المستقبل ونحو منطقة خالية من الحروب· وأشار إلى ضرورة تطبيق القانون الدولي، كما أشار إلى ضرورة تعزيز دور المرأة في مجتمعاتنا، وقال: إننا فخورون بما أنجزناه على هذا الصعيد· وأكد قرقاش تطلع الإمارات إلى امتلاك برنامج نووي سلمي· وأشار إلى أن الدولة تدرس تبني هذا البرنامج وفق المعايير الدولية الشفافة داعيا الدول المعنية إلى الاطلاع على هذا البرنامج· وألقى رئيس الجمعية البرلمانية لحلف الناتو خوسيه ليلو كلمة شكر فيها الحكومة الإماراتية على جهودها في تنظيم هذا الحدث في أبوظبي التي تحتل مكانة هامة على الخارطة العالمية· وأكد أن هذه الفعاليات ستساهم في تعزيز العلاقات بين دول الحلف ودول مجلس التعاون الخليجي· وأشار ليلو إلى أن علاقة الحلف بهذه المنطقة تتسم بأهمية كبرى نظرا لتقارب وجهات النظر في الموضوع الأمني وتحقيق تكامل برلماني مع مبادرات الحلف الأطلسي، معربا عن أمله في أن تفضي هذه الحلقة النقاشية في أبوظبي إلى توسيع النقاش لتتخطى أجندة الحلف· جلسات اليوم الأول وركزت جلسات اليوم الأول من الحلقة النقاشية على مسألة تحسين مستوى الأداء السياسي في منطقة الشرق الأوسط والتوجه الخليجي العام حول تحديات أمن الطاقة· وشارك فيها مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، ومديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة السلام العالمية ''كارنيج أندومنت'' مارينا أوطوي· وترأس أحمد بن شبيب الظاهري، الجلسة الثانية من فعاليات اليوم الأول، التي تناولت تحديات أمن الطاقة وانعكاساتها على منطقة الخليج العربي· ويسلط المشاركون الضوء في اليوم الثاني (اليوم) على الموضوع الأمني في دول مجلس التعاون الخليجي، والدور التي يمكن أن تلعبه دول حلف الناتو في هذا المجال، بالإضافة إلى المبادرات والعقبات التي تعيق الحوار الثقافي بين منطقة الشرق الأوسط على نحو عام ومنطقة الخليج على نحو خاص ودول حلف الناتو· ومن أبرز المشاركين في هذه الجلسات رئيس المفتشين السابق للأمم المتحدة في العراق سكوت ريتر، ونائب مدير إدارة الشؤون الدفاعية والاقتصادية والسياسية وإدارة السياسات الأمنية في المقر الرئيسي لحلف الناتو مايكل غول، والممثل الدائم للدولة لدى منظمة الطاقة الدولية والموفد الخاص لدى اللجنة الدولية للتعاون النووي السفير حمد الكعبي· وتعقد هذه الحلقة النقاشية بالتنسيق مع وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني بهدف نشر الوعي السياسي في المنطقة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©