الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعيد البادي يطارد «مدن ونساء»

سعيد البادي يطارد «مدن ونساء»
3 سبتمبر 2016 11:46
إيمان محمد (أبوظبي) على امتداد 331 صفحة يتنقل بطل رواية «مدن ونساء» للإماراتي سعيد البادي، بين أكثر من 36 مدينة موزعة على قارات العالم، إما بحثاً عن حبه الضائع وإما هرباً من قوى استخباراتية تتهمه بالإرهاب. الرواية الفائزة بجائزة الإمارات للرواية هذا العام مناصفة في فئة الرواية الطويلة، هي الثانية للبادي بعد «المدينة الملعونة» يمكن تصنيفها ضمن أدب الرحلات لكثرة المعلومات الجغرافية والتاريخية ولغتها التقريرية، وعن ذلك يقول المؤلف لـ«الاتحاد»:«الرواية كانت في الأصل رحلة حول العالم وفضلت أن أضفي عليها بعض الإثارة والتشويق بدلاً من تقديم معلومات تسجيلية، فصار لها بعد عاطفي إنساني، ولمواكبة العصر أضفت جزءاً يتعلق بمكافحة الإرهاب». ورغم أن بطل الرواية يعلن باستمرار سوء أحواله المادية ووقوعه في الإفلاس، فإنه يستمر في التنقل عبر العالم، ليفوق عدد المدن التي زارها عدد المدن التي تظهر في رواية «80 يوماً حول العالم»، ويقول البادي مفسراً هذا التناقض: «صحيح أن البطل مفلس لكنه يجد عملاً في أكثر من مدينة، وهي وظائف بسيطة مثل بائع أو مترجم أو في فرقة موسيقية أو واعظ ديني، وهذا يمكن أن يحدث من دون الحاجة إلى تصاريح أو تعقيدات مهنية». ويرى المؤلف أن التنقل بين هذا العدد من المدن ليس مستحيلاً، بل ربما فيه ضرب من الصعوبة ويقول: «من المعروف أن التنقل بين المدن الأوروبية سهل باستخدام القطار أو الباص، وكذلك الأمر في الساحل الشرقي من الولايات المتحدة، فالبطل استخدم كل وسائل النقل بما فيها البدائية، وتنوعت ما بين ظهر حمار أو سفينة إلى طائرة بوينج 777». ويلاحظ القارئ أن رحلات البطل الطويلة تفتقد أي إحساس بالزمن، وعن ذلك يقول البادي: «كان الأمر مقصوداً لتجنب الدخول في متاهة زمنية، فالرابط بين الرحلات والشخصية هو البحث عن الحب الضائع، ثم مطاردة المخابرات له». العديد من مفاصل الرواية يكتنفها الغموض واللامنطقية، مثل سبب افتراق الحبيبين وعدم وجود تواصل بينهما، ثم لقائهما مصادفة وتدبير الحبيبة المسبق لجواز سفر مزور له ليهرب من الاستخبارات الأميركية التي تطارده لاتهامه بالمشاركة في عملية إرهابية في لندن، فيما تنتهي الرواية دون أن نعرف مصير الفتاة وكيف عرفت أمر الاستخبارات، غير أن البادي يرى أن الغموض مطلوب في العمل الروائي خاصة أن قصة الحب كانت منتهية في الفصل الأول، وكانت الحبيبة تظهر في وجدان البطل فقط ولا تظهر حقيقة إلا في مشهد واحد، ويقول: «انتهت أهمية الحب الضائع بالنسبة إلى البطل في الوقت الذي وصل إلى السلام الداخلي والأمان، فهو كان يبحث عنها في كل امرأة تحمل صفة منها». استفاد المؤلف من عمله السابق كصحفي وتغطيته الحرب على العراق العام 2003 في استدعاء تفاصيل محزنة للصراع الدولي هناك بطريقة ومضات سريعة، تجنباً للدخول في معالجات سياسية قد تخرج من سياق القصة الأساسية كما يقول. يستقر البطل في قرية فقيرة في شرق آسيا يسميها الأهالي «بويستا ديل سول» أي غروب الشمس بالإسبانية، فتتحقق نبوءة العرافة التي قالت له بداية رحلته إنه مطارد باللعنات وعلية الاتجاه غرباً أو نحو غروب الشمس! حالياً يعمل البادي، كما يقول، على نص أدب رحلات عن زيارته فلسطين ويركز فيها على مشاهداته في الأقصى، وعلى نص روائي جديد يستعيد فيه بعض شخصيات رواية «المدينة الملعونة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©