الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تركيا والأكراد.. على الأرض السورية

2 سبتمبر 2016 20:58
تقدم ثوار سوريون مدعومون من تركيا والولايات المتحدة، نحو المواقع الكردية المدعومة من الولايات المتحدة أيضاً في سوريا يوم الاثنين الماضي، فيما حذر وزير الخارجية التركي الأكراد، وطالبهم بالتراجع «فوراً» إلى شرق نهر الفرات. وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد على حث البنتاجون حلفاء الولايات المتحدة على وقف الاقتتال، وإعادة تركيز جهودهم على محاربة تنظيم «داعش»، واصفاً الاشتباكات بـ«غير المقبولة». لكن بحلول مساء الاثنين، قال ثوار سوريون، إنهم عبروا نهر الساجور، على بعد نحو 14 كيلومتراً شمال بلدة منبج الخاضعة للمقاتلون الأكراد، بينما أعلن متحدث كردي أن الثوار بلغوا النهر، لكنهم لم يعبروه. وقد تصاعد التوتر في المنطقة منذ أن عبرت الدبابات التركية، المدعومة بالطائرات الأميركية والتركية، الحدود إلى شمال سوريا الأسبوع الماضي وسيطرت على بلدة جرابلس التي كانت خاضعة لسيطرة «داعش»، وخلال الأيام التالية، اتجه ثوار من «الجيش السوري الحر» جنوباً وغرباً لاستهداف «داعش»، ولكنهم كانوا يشتبكون مع مقاتلين أكراد. ويوم الاثنين، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مناطق جنوب جرابلس تعرضت لقصف مكثف من القوات التركية، إضافة إلى اشتباكات بين الثوار والمليشيات الكردية. وفي الأثناء، طالبت واشنطن «وحدات حماية الشعب»، الجناح العسكري للحزب الكردي السوري الرئيسي، بالتراجع إلى شرق نهر الفرات، وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً قد عبَرت النهر، وانتزعت السيطرة على منبج، الواقعة على بعد 40 كيلومتراً إلى الجنوب من جرابلس، من «داعش» الشهر الماضي. ويلحّ مسؤولو «وحدات حماية الشعب» على أن مقاتليهم عادوا إلى الضفة الأخرى من النهر، لكن تركيا ووكلاءها يقولون إنهم لم يفوا بوعدهم. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو يوم الاثنين: على «وحدات حماية الشعب» أن تعبر إلى شرق نهر الفرات بشكل فوري مثلما وعدت الولايات المتحدة وقالت إنها ستفعل، مضيفاً: «وإذا لم تفعل ذلك، فإنها ستصبح هدفاً لنا». وهكذا، تجد الولايات المتحدة نفسها اليوم عالقة بين مطالب حليفين مهمين؛ فتركيا حليف مهم في «الناتو»، والمقاتلون الأكراد لعبوا دوراً محورياً في حمل «داعش» على التراجع في منبج وقبهلا «عين العرب»، على أن أكثر ما تخشاه واشنطن هو أن تصرف هذه الاشتباكات الموارد والتركيز عن محاربة «داعش»، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كُربي يوم الاثنين: «إن الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية لا تساعدنا في التقدم بخصوص جهود محاربة داعش». غير أنه بموازاة مع دعمها للمطالب التركية بتراجع كردي، تحرص الولايات المتحدة في الوقت نفسه على عدم استعداء «قوات سوريا الديمقراطية». وفي هذا السياق، قال بيتر كوك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية: «إننا أيضاً ندعم دعماً كاملاً (قوات سوريا الديمقراطية) في جهودها الرامية لدحر (داعش)»، مضيفا: «لقد أثبتت (قوات سوريا الديمقراطية) أنها قوة يمكن التعويل عليها، ودعمنا لها في قتالها ضد (داعش) متواصل وسيتواصل. إنها تقاتل باستماتة وتقدم تضحيات من أجل تخليص سوريا من هذا التنظيم البغيض». ويوم الاثنين، أعلن مجلس جرابلس العسكري، الذي أنشأته «قوات سوريا الديمقراطية»، أن مقاتليه سينسحبون إلى مناطق جنوب نهر الساجور، وليس شرق الفرات، مثلما تريد تركيا. وقال المجلس في بيان له: «إننا نعلن انسحاب قواتنا إلى الجنوب، إلى نهر الساجور، حقناً لدماء المدنيين، وحتى لا تكون لهم (تركيا والثوار السوريين) أي ذريعة لاستهداف البلدات والمدنيين»، لكن هذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من المواجهات مع تركيا ووكلائها السوريين في منبج ومحيطها. وفي الأثناء، نفى شروان درويش، المتحدث باسم المجلس العسكري المحلي، التابع للأكراد، تقارير تفيد بأن «وحدات حماية الشعب» ترسل تعزيزات إلى البلدة من أجل التصدي لتركيا ووكلائها». وقال: «لدينا خطوط دفاعنا، ونحن مستعدون للدفاع عن منبج». أما أبو إبراهيم، أحد قادة «الجيش الحر»، فتوقع قتال «وحدات حماية الشعب»: «لا نعرف ما إن كانت وحدات حماية الشعب تلقى مزيداً من التعزيزات في منبج، لكن ما نعرفه هو أنها لم تنسحب من المنطقة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©