الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كييف ترفض «مهزلة» استفتاء الانفصال شرق أوكرانيا

كييف ترفض «مهزلة» استفتاء الانفصال شرق أوكرانيا
12 مايو 2014 00:13
اعتبرت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان أمس أن الاستفتاء على «الاستقلال» في شرق أوكرانيا يشكل «مهزلة إجرامية» مولها الكرملين، في إشارة لتوجه سكان مدينة سلافيانسك إلى مراكز الاقتراع للتصويت في استفتاء على الحكم الذاتي الذي دعا إليه الانفصاليون الموالون لروسيا والذي أكدت واشنطن وباريس أنها لن تعترف بنتائجه سلفا، وبينما سمع دوي انفجارات قوية جدا بالقرب من أماكن الاستفتاء قال رئيس إدارة شؤون الرئاسة في أوكرانيا إن القوات الأوكرانية «دمرت» قاعدة ونقاط تفتيش تابعة للانفصاليين ردا على هجمات على مواقعها زاعما أن العملية العسكرية في شرق البلاد ضد الإرهاب في مراحلها النهائية، كما عُثر أمس على جثة مدير شرطة مدينة ماريوبول شرقي أوكرانيا مشنوقا بعدما اختطفه انفصاليون خلال مواجهات شهدتها المدينة الجمعة الماضية. وبينما اتهم انفصاليو مدينة دونيتسك عناصر الصليب الأحمر الدولي بـ»التجسس»، ناشد الصليب الأحمر جميع الأطراف المعنيين بالأزمة الأوكرانية احترام حياد طواقمه الإنسانية. وقالت الخارجية الأوكرانية إن الاستفتاء «الذي أوحى به الكرملين ونظمه وموله»، يعد باطلا من الناحية القانونية، ولن يكون له أي تداعيات على وحدة أراضي أوكرانيا، وأكدت أن منظمي «هذه المهزلة الإجرامية انتهكوا الدستور والقوانين الأوكرانية». بدوره، اعتبر كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية سيرجي باشينسكي أن الاستفتاء «ليس أكثر من حملة إعلامية للتستر على الجرائم». ويأتي موقف السلطات المركزية بكييف متناغما مع المواقف التي عبر عنها عدد من الدول الغربية، فقد أكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها لن تعترف بنتائج التصويت. وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس بعيد وصوله إلى باكو في جولة تشمل عددا من دول القوقاز، بالاستفتاء الذي ينظمه الانفصاليون في شرق أوكرانيا واعتبره “ملغى وكأنه لم يكن». وقال الرئيس الفرنسي في تصريح صحفي إن «هذه الاستشارات الفعلية والمزورة لا معنى لها وهي ملغاة وكأنها لم تكن» معتبرا أن «الانتخابات الوحيدة الصالحة» هي الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا في الخامس والعشرين من مايو الحالي. وتابع هولاند «لا أريد أن أطلق عليها اسم استفتاء» مشيرا إلى أنه «لا توجد صناديق ولا مكاتب اقتراع ولا لوائح للناخبين» معتبرا أن هذه «الاستشارة لا وجود لها وهي غير شرعية وغير قانونية». وتنفي موسكو أي دور لها في الاضطرابات أو أي طموح لضم شرق أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي، ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق إلى تأجيل الاستفتاء المنظم في دونيتسك ولوغانسك. وشارك أكثر من سبعة ملايين أوكراني في استفتاء أمس الذي جرى تحت سيطرة أمنية لما يسمى «جيش شرق أوكرانيا» الذي شكله الانفصاليون، ومع غياب تام لقوى الأمن الأوكرانية. وتبدو نتائج الاقتراع محسومة بينما تتباين التقديرات بشأن نسبة المشاركة. وحرص الانفصاليون على تأكيد ثقتهم في نتائج التصويت، ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن رئيس لجنة الانتخابات رومان لياجين قوله إن «نسبة الإقبال ليست فقط كبيرة لكنها كاسحة». في المقابل، قالت وسائل إعلام موالية لأوكرانيا إن نسبة الإقبال ضعيفة. وسادت حالة من الارتباك بشأن ما الذي يجب أن يصوت الناس بشأنه على وجه التحديد، وكتب على بطاقات التصويت سؤال «هل توافق على استقلال جمهورية دونيتسك الشعبية؟» أو «هل توافق على استقلال جمهورية لوغانسك الشعبية؟» وفي حوض دونباس الغني بالمناجم لا يبدو كل السكان متحمسين لفكرة الانفصال عن أوكرانيا. فقد أشارت استطلاعات أوكرانية للرأي وآخر أجراه معهد بيو للابحاث الأميركي إلى أن سبعين بالمئة من سكان شرق أوكرانيا يعارضون التيار الانفصالي ويؤيدون وحدة أراضي أوكرانيا، مقابل 18 بالمئة يخالفونهم هذا الرأي. ويؤكد استئناف المعارك ليلا بالقرب من سلافيانسك أن التهدئة ما زالت بعيدة. وقد سمع دوي انفجارات عديدة وقوية جدا صباح أمس بالقرب من المدينة. واندلعت معارك جديدة في محيط سلافيانسك الذي تطوقه القوات الأوكرانية في إطار عملية واسعة «لمكافحة الإرهاب» بدأت في الثاني من الشهر الحالي، وأدت إلى مقتل أكثر من ثلاثين شخصا. واندلعت الاشتباكات حول برج للبث التلفزيوني على مشارف سلافيانسك قبل وقت قصير من بدء توجه الناخبين إلى مراكز الاقتراع، وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن دوي انفجارات عديدة وقوية جدا سمعت صباح أمس قرب المدينة. وعُثر أمس على جثة مدير شرطة مدينة ماريوبول شرقي أوكرانيا مشنوقا بعدما اختطفه انفصاليون خلال مواجهات شهدتها المدينة يوم الجمعة الماضي. وفي سياق متصل تتهم السلطات الأوكرانية القوى الانفصالية بعمليات التزوير المسبق لنتائج الاستفتاء، وقال وزير العدل بافلو بيترينكو إن قوات الأمن الأوكرانية اعترضت انفصاليين كانوا يحملون أوراق اقتراع موقعة سلفا وهو ما قد يعطي المنطقة أغلبية للأصوات المؤيدة للانفصال. وقال بيترينكو «على سبيل المثال تم ضبط حوالي 100 ألف، مما تسمى بطاقات اقتراع وعليها تصويت يؤيد استقلال جمهورية دونيتسك في سلافيانسك. وطبقا لقائمة الناخبين فإن عدد الناخبين في سلافيانسك 145 ألف صوت. يحاول الإرهابيون وقطاع الطرق تزوير نتائج ما يسمى بالاقتراع قبل أن يبدأ». وقال أيضا إن المسؤولين الذين شاركوا في الاستفتاء سيقدمون إلى المحاكمة. إلى ذلك أبلغ أولكسندر تيرتشينوف القائم بعمل رئيس أوكرانيا مواطني المناطق الشرقية التي تشهد انتفاضة موالية لروسيا بأنهم سيواجهون كارثة إذا صوتوا «بنعم» في الاستفتاء. في غضون ذلك جدد الانفصاليون في مدينة دونيتسك اتهام عناصر الصليب الأحمر الدولي الذين اعتقلوهم لبضع ساعات الجمعة بـ”التجسس» فيما ناشد الصليب الأحمر جميع الأطراف المعنيين بالأزمة الأوكرانية احترام حياد الطواقم الإنسانية، وقال مسؤول بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أوكرانيا ميشال ماسون في بيان بأن اللجنة الدولية «هي منظمة إنسانية محايدة ومستقلة». وأضاف «نوجه نداء إلى جميع الأطراف المعنيين أن يحترموا شعار الصليب الأحمر»، مشددا على أن المنظمة التي مقرها في جنيف «تعول على التعاون والتفهم الكاملين لجميع الضالعين في اضطرابات». وتابع “إذا لم يحصل ذلك فسيكون من الصعوبة بمكان بالنسبة إلينا أن نقوم بعملنا وأن نتعامل بالشكل الملائم مع حاجات ضحايا العنف». (عواصم ـ وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©