الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تباين أداء البورصات العالمية مع استمرار القلق من الأزمة المالية

10 أكتوبر 2008 00:34
سادت التقلبات أسواق المال العالمية أمس بعد رفع أسعار الفائدة في عدد من الاقتصادات الكبرى أمس الأول، ورغم الدعوة إلى الهدوء التي أطلقها مسؤولون دوليون، وعشية مواعيد مالية كبرى في واشنطن· وحذت كوريا الجنوبية وتايوان أمس حذو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) والبنوك المركزية في أوروبا وكندا والصين في خفض أسعار الفائدة في محاولة لتخفيف حدة الأزمة المالية· وبعيد التاسعة بتوقيت جرينيتش حققت بورصتا لندن وباريس ارتفاعا بنسب قاربت 3%، في حين ارتفعت بورصة فرانكفورت بنسبة 2,5%· وقال ريك زوانفيلد المتعامل في ''ايه·اف·اس'' للسمسرة في امستردام: ''الأسواق لا تتحول للصعود، إنها تنتعش فقط من الخسائر الجسيمة التي رأيناها في وقت سابق من هذا الأسبوع، ومعنويات السوق لم تتحسن فعليا''، وأضاف ''تخفيضات الفائدة خطوة في الاتجاه السليم لوقف النزيف، ولكن هذا لن يكون كافياً، على الحكومات الأوروبية أن تتحرك معاً بشكل سريع وحاسم''· أما بورصة طوكيو فخسرت 0,5% غداة خسارتها التاريخية التي سجلتها أمس الأول وبلغت 9,38%، وعلى غرار طوكيو التي أغلق فيها مؤشر نيكي 225 أمس على خسارة 45,83 نقطة (0,50%) ليسجل 9157,49 نقطة بعدما تذبذب طيلة جلسة التداول صعوداً وهبوطاً، ساد الهدوء الحذر باقي الأسواق المالية الآسيوية· وخسرت بورصة شنغهاي 0,84% وبورصة تايبي 1,45%، أما بورصة سيدني فخسرت 1,50% وبورصة نيوزيلنده 0,13%، وبالمقابل كسبت بورصة هونج كونج 3,3% عند الإغلاق، وبورصة سيول 0,64%، واستفاد متصيدو الفرص من هبوط الأسعار لشراء الأسهم بأسعار متدنية، أما في جاكرتا فظلت التعاملات المالية معلقة بعد انهيار البورصة أمس الأول بنسبة 10%· وكتب خبراء الاقتصاد في ''براكليز كابيتال'' في مذكرة إلى زبائنهم أن ''الأسواق لا تزال متشككة حيال التنسيق الدولي لمواجهة مشاكل النظام المالي''، متوقعين أن يبقى عدم الاستقرار مسيطراً على البورصات العالمية في الأيام المقبلة· وبعد الصدمة الإيجابية التي نتجت عن إعلان ستة مصارف مركزية غربية كبرى خفض نسبة الفائدة الرئيسية وإعلان لندن عن خطة إنقاذ مصرفي عملاقة، عمد المسؤولون الماليون في كبرى الاقتصادات العالمية إلى طمأنة المستثمرين ولكن من دون الإفراط في التفاؤل· وحذر وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون أمس الأول من أن ''بعض المؤسسات المالية ستفلس'' رغم الخطة الأميركية لإنقاذ المصارف التي دخلت حيز التنفيذ الجمعة الماضية، داعياً إلى التحلي بالصبر في مواجهة تقلبات الأسواق ''التي لن تنتهي قريباً''· من ناحيته، اعتبر المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية والنقدية جواكين الكونيا أنه لاتوجد ''حلول فورية ولا سهلة'' للازمة المالية العالمية، مشيداً في الوقت عينه بالخطوة التي أقدمت عليها المصارف المركزية الكبرى· وبدوره، طمأن حاكم المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه المستثمرين، مؤكداً أن الخفض العاجل لمعدلات الفائدة هو ''دلالة ثقة بالأسواق''، وأضاف أن ''التشاؤم المفرط سيئ للغاية''، مشدداً على أن أهمية هذه الإجراءات يجب ألا تقاس ''على مقياس التطورات الآنية'' للأسواق· ولعل أبلغ مؤشر على التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق هو ما حصل في العاصمة الروسية حيث قفزت بورصتا موسكو ''ار تي اس'' و''ميسكس'' الخميس نحو 12% للأولى و15% للثانية بعيد الساعة 08,30 بتوقيت جرينيتش وأصبحتا على وشك تعويض الخسائر التي منيتا بها أمس الأول· وعلق التداول لساعة واحدة في بورصة ميسكس أمس بسبب ارتفاع الاسعار بنسبة زادت عن 10%، وكانت البورصتان علقتا التداولات الأربعاء بعدما خسرت الأولى 11,25% والثانية 14,35%· وتبدو نهاية الأسبوع في واشنطن حافلة بالمواعيد، فالمسؤولون الماليون في الدول الصناعية السبع الكبرى (المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان) سيلتقون اليوم لبحث سبل ''تعزيز جهودهم الجماعية'' في مواجهة الأزمة على ما قال بولسون· وتنتظر الأسواق المالية بفارغ الصبر البيان الختامي الذي سيصدر عن هذا اللقاء والمتوقع عند الساعة 22,45 بتوقيت جرينيتش اليوم· وعززت تراجع أسواق المال العالمية التوقعات السلبية للاقتصاد العالمي التي أعلنها صندوق النقد الدولي والتي استشرف فيها توقفاً جذرياً لمعدلات النمو التي لن تزيد عن 0,1% في الولايات المتحدة وعن 0,2% في منطقة اليورو العام المقبل· ومن جهة أخرى، ستتواصل عمليات إعادة هيكلة النظام المصرفي في أوروبا، وفي ايسلندا وضعت الدولة يدها على أكبر مصرف في البلاد، ومع هذا التأميم لمصرف كوبثينج أصبحت المصارف الثلاثة الرئيسية في الجزيرة التي تشهد أزمة مالية حادة، جميعها تحت سيطرة الدولة· ومن ناحيتها، قررت بلجيكا وفرنسا ولوكسمبورج ضمان مصرف ديكسيا الفرنسي-البلجيكي للسماح له بالاقتراض من الأسواق، وذلك بعدما تم تأميمه جزئياً الأسبوع الماضي·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©