الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

20 قتيلاً بينهم 12 جندياً بهجومين لـ «القاعدة» في حضرموت وصنعاء

20 قتيلاً بينهم 12 جندياً بهجومين لـ «القاعدة» في حضرموت وصنعاء
12 مايو 2014 10:07
عقيل الحلالي (صنعاء) قُتل 20 يمنياً، بينهم 12 جندياً وأربعة مدنيين وأربعة مسلحين، وأصيب آخرون أمس بهجومين لعناصر من تنظيم القاعدة استهدفا مقر الشرطة العسكرية في حضرموت ودورية أمنية في العاصمة صنعاء، بينما هزت انفجارات متزامنة مساء أمس حي «المنصورة» وسط مدينة عدن الساحلية، كبرى مدن الجنوب، دون أن تخلف إصابات بشرية أو مادية. وذكر مصدر أمني رسمي أن الانفجارات ناجمة عن تفجير عبوات ناسفة واستهدفت مركزاً للشرطة ومبنى تابعاً للاستخبارات في حي «المنصورة»، حيث تنشط جماعات «الحراك الجنوبي» الانفصالي، فيما أعلنت وزارة الداخلية تفكيك ثلاث عبوات ناسفة زرعت في مركز للشرطة في بلدة «مودية» وسط محافظة أبين المجاورة لعدن، موضحة في رسالة نصية عبر الجوال أن العبوات الناسفة المفككة «كانت معدة للتفجير». وذكر شهود عيان لـ «الاتحاد» أن انتحارياً فجر أمس سيارة ملغومة كان يقودها أمام مبنى الشرطة العسكرية في مدينة المكلا عاصمة حضرموت، مشيرين إلى أن الانفجار أسفر عن مصرع الانتحاري وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود، غالبيتهم بسبب تهدم أجزاء من مبنى المؤلف من طابقين. وأفادوا بسماعهم دوي تبادل إطلاق نيران داخل ساحة مبنى الشرطة العسكرية بعد التفجير مباشرة. وأغلقت قوات أمنية محيط مبنى الشرطة العسكرية في منطقة «جول مسحة» شرق مدينة المكلا الساحلية، بينما هرعت سيارات الإسعاف إلى المنطقة لنقل الجرحى وانتشال ضحايا من وسط أنقاض المبنى. وقال مصدر طبي في مستشفى ابن سيناء الحكومي بالمدينة لـ «الاتحاد»، إن طوارئ المستشفى استقبل جثث تسعة جنود ومدني، بالإضافة إلى أكثر من 15 جريحاً من الجنود، إصابة بعضهم حرجة. وقال مصدر أمني في حضرموت لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، إن 12 جندياً ومدنياً قتلوا وأصيب 15 جندياً في «هجوم إرهابي» استهدف مقر الشرطة العسكرية في المكلا. وقال مصدر أمني آخر لـ «رويترز»، إن التفجير الانتحاري «هجوم ثأري من جانب تنظيم القاعدة» في أعقاب عملية شنها الجيش اليمني ضد عناصر التنظيم محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين.وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد أعلنت في وقت سابق أمس، مصرع ثلاثة إرهابيين وجرح رابع في هجوم استهدف في وقت مبكر أمس نقطة تفتيش أمنية مرابطة في جولة «المصباحي» التي تبعد مئات الأمتار إلى الغرب من القصر الرئاسي جنوب العاصمة. وأضافت في رسالة أخرى للصحافيين عبر الجوال، أن ثلاثة مدنيين قتلوا في هذا الهجوم، وهو الثاني الذي يستهدف نقطة التفتيش نفسها بعد مصرع ثلاثة جنود في اعتداء وقع يوم الجمعة الماضي، ونسب إلى «إرهابيين». وتم أمس في العاصمة صنعاء تشييع جثامين الجنود الثلاثة وجنديين قتلا بمواجهات أخيرة في محافظة البيضاء في مراسيم عسكرية جنائزية، تقدمها رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، اللواء الركن أحمد الأشول.وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الإلكتروني مصرع عنصرين في تنظيم القاعدة «على أيدي القوات المسلحة والأمن» في العملية العسكرية الأخيرة على معاقل تنظيم القاعدة في الجنوب، ليرتفع إلى 100 عدد قتلى التنظيم في هذه العملية التي تعد الثانية بعد الهجوم الكبير للجيش على المتطرفين في محافظة أبين مطلع 2012. وقال مصدر عسكري مسؤول، إن الإرهابي يحيى بارويس والإرهابي أبو محمد الحضرمي قتلا في العمليات الأخيرة، مشيراً إلى أن الحضرمي قتل في محافظة حضرموت دون إضافة تفاصيل أكثر بشأن عملية قتله، باستثناء إصابة زميل له ويدعى سعيد باوزير بجروح «بالغة». وأكد مصدر آخر في الجيش اليمني «مقتل وجرح المئات من عناصر تنظيم القاعدة» في العملية العسكرية التي انطلقت يوم 29 أبريل الماضي واستهدفت خصوصاً معاقل التنظيم في بلدة «المحفد» في محافظة أبين وبلدات جنوبية في محافظة شبوة. وذكر المصدر أن «العشرات من قيادات التنظيم غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية» لقوا مصرعهم في هذه العملية التي قال إنها نجحت في طرد المتطرفين من تلك المناطق. وأضاف: «تمت السيطرة على الكثير من الأسلحة والمعدات والمعامل التي كانت تستخدم لصنع المتفجرات وإعداد السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة»، مشيراً إلى فرار «العديد من العناصر الضالة» إلى مناطق مجاورة عدة. ودعا المصدر العسكري قوات الجيش والأمن والسكان المحليين في المحافظات المجاورة لمناطق المواجهات في أبين وشبوة إلى «أن يحكموا الحصار والسيطرة بهدف القبض على تلك العناصر والتصدي لها ومنع تسربها إلى محافظات أخرى». وعززت الأجهزة الأمنية انتشارها في مدينة عدن الساحلية الجنوبية غداة هجوم بقنبلة يدوية استهدف منزل الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي في حي «خور مكسر» شرقي المدينة. وقال سكان لـ «الاتحاد» إن مجهولين ألقوا قنبلة يدوية على منزل هادي، ما أدى إلى إصابة جنديين من أفراد حراسة المنزل الرئاسي الذي لم تلحقه أضرار تذكر.وبحسب مصادر محلية، فإن حراسة منزل هادي اعتقلت لاحقاً شخصين للاشتباه بتورطهما في الهجوم الذي تزامن مع مهاجمة مسلحين كانوا على متن سيارة لا تحمل لوحات مرورية، مدير شؤون ضباط الشرطة في عدن، العقيد علي ثابت محمد.وقال مصدر أمني محلي لـ «الاتحاد»، إن العقيد ثابت لم يصب بجروح جراء الهجوم، بينما لاذ المهاجمون بالفرار. ووجه وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، لدى زيارته أمس الوحدات الخاصة وقوات التدخل السريع، بتعقب وملاحقة بقايا العناصر الإرهابية أينما وجدت. وقال: «ستظل القوات المسلحة والأمن القوة الضاربة بيد الشعب وتقف على مسافة واحدة من المكونات السياسية والحزبية كافة»، مؤكدا أن الجيش لن يسمح «لأي كان أن يخل بالأمن والاستقرار أو الإضرار بمصالح الوطن وممتلكات الشعب». من جهتها، أمرت وزارة الداخلية اليمنية بتشديد الإجراءات الأمنية الاحترازية في المحافظات الساحلية «لمنع تسلسل المقاتلين المتشددين القادمين من الصومال إلى الأراضي اليمنية»، حسبما أفاد مركز الإعلام الأمني الحكومي.وأوضح أن وزارة الداخلية وجهت خصوصاً مصلحة خفر السواحل بتشديد الرقابة على السواحل «لضبط أي تحركات أو عناصر مشبوهة»، والتدقيق في هويات اللاجئين الأفارقة الذين ينزحون منذ سنوات إلى اليمن عبر البحر. وعزا مركز الإعلام الأمني الحكومي هذه التوجيهات إلى تقارير استخباراتية أشارت إلى «احتمال تسرب عناصر متشددة من الصومال إلى اليمن لمؤازرة تنظيم القاعدة» الذي خسر معاقله في الجنوب.وكشفت الداخلية اليمنية في بيان آخر عن مخطط لتنظيم القاعدة في «تجميع عناصره الإرهابية الفارة» من المعارك في محافظتي أبين وشبوة، في خمس محافظات هي إب، البيضاء، لحج، مأرب، والعاصمة صنعاء. وقالت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني، إن تنظيم القاعدة سيستخدم عناصره التي ستتجمع في هذه المحافظات في تنفيذ اغتيالات و«عمليات إرهابية تستهدف المنشآت العسكرية والأمنية والمهمة». وأكدت أنها «اتخذت الإجراءات كافة والتدابير الأمنية اللازمة لإفشال هذا التوجه القاعدي من خلال تعزيز الأحزمة الأمنية بالمحافظات المذكورة»، من بينها تعزيز التعاون والتنسيق الأمني، وتبادل المعلومات بين الإدارات الأمنية في هذه المحافظات. وقالت مصادر محلية في محافظة حضرموت، إن عشرات من مقاتلين تنظيم القاعدة «يحاولون الوصول إلى بلدة القطن (وسط حضرموت)» عبر سلسلة جبلية وعرة تربط بين حضرموت وشبوة. وأكد سكان في منطقة «الضليعة» في بلدة «دوعن» القريبة من محافظة شبوة، لـ «الاتحاد»، مشاهدتهم عشرات من عناصر تنظيم القاعدة يجتازون جبال المنطقة ويعتقد أنهم في طريقهم إلى بلدة القطن، مشيرين إلى أن قوات عسكرية وأمنية مدعومة بمليشيا محلية تحركت صوب المناطق الجبلية لملاحقة عناصر القاعدة ومنعها من الوصول إلى «القطن» التي تشكل بعض مناطقها ملاذاً للمتطرفين منذ سنوات. وعلى صعيد متصل، حذرت مصادر أمنية وقبلية في محافظة البيضاء من تسلسل عناصر تنظيم القاعدة إلى المحافظة المرتبطة بحدود برية مع محافظتي شبوة وأبين. وكشف مدير أمن محافظة البيضاء، العميد عادل الأصبحي عن تقارير أمنية «تشير إلى تدفق عناصر من تنظيم القاعدة إلى بعض مناطق المحافظة». وقال الأصبحي، لوكالة «خبر» اليمنية الخاصة، إن الأجهزة الأمنية «تقوم بإجراءات مشددة» لملاحقة المتطرفين الوافدين، لكنه أشار إلى قصور في هذا الجانب «بسبب قلة الإمكانات المتوافرة لدى الأجهزة الأمنية في المحافظة» التي قال إن بعض المناطق تمثل ملاذاً للجماعات المتطرفة. وأضاف: «رغم انتشار التنظيم إلا أنه لم يستطع السيطرة على مديرية واحدة في المحافظة»، حسب قوله. إلا أن وجيهاً قبلياً محلياً قال لـ «الاتحاد» إن تنظيم القاعدة بقيادة الزعيم القبلي المحلي، عبدالرؤوف الذهب، «يسيطر فعلياً على منطقة قيفة» التي تضم أربع مديريات وأجزاء من مديرتين تقع جميعها في الجزء الغربي لمحافظة البيضاء. وقال الوجيه القبلي، طالباً عدم الكشف عن هويته: «يقدم قائد التنظيم الذهب نفسه بديلاً عن الدولة في حل الخلافات بين المواطنين، مستنداً إلى قوة السلاح وإرهاب العامة»، مضيفاً أن الذهب الذي تولى قيادة التنظيم بعد مقتل شقيقه قائده في غارة جوية العام الماضي، «يطلب من المتخاصمين الحضور إليه في مقره في بلدة المناسح للبت في خلافاتهم». ولفت إلى أن المناطق الخاضعة لنفوذ الذهب هي مديريات «ولد ربيع»، «القرشية»، «الشرية»، وأجزاء من مديرتي «صباح» و«رداع»، والأخيرة على ثاني كبرى مدن محافظة البيضاء. واستغرب الوجيه القبلي اقتصار العملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة على محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، مشيراً إلى أن محافظة البيضاء مرتبطة بحدود برية مع ثماني محافظات ولا تبعد كثيراً عن العاصمة صنعاء، «ما يجعلها موقعاً استراتيجياً لتنظيم القاعدة» لشن هجمات على رجال الجيش والأمن والأجانب في البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©