السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغارة اليمنية ضد «القاعدة»... والدعم الأميركي

الغارة اليمنية ضد «القاعدة»... والدعم الأميركي
25 ديسمبر 2009 22:45
جريج ميلر واشنطن أعلنت الحكومة اليمنية أنها نفذت ضربات جوية يوم الخميس ضد ما يشتبه في أنه تجمع لأعضاء من "القاعدة"، مشيرة إلى أن رجل دين على علاقة بعملية إطلاق النار العشوائي التي شهدتها قاعدة "فورت هود" العسكرية في تكساس الشهر الماضي قد يكون من بين القتلى. وجاء في بيان صدر عن السفارة اليمنية في واشنطن يوم الخميس أن "مقاتلات يمنية شنت هجوما جويا" قبل الفجر على مبنى في الجزء الجنوبي من البلاد. أنور العولقي، وهو رجل دين كان على اتصال مع الطبيب المتهم بإطلاق النار على عدد من زملائه العسكريين في قاعدة "فورت هود" قبل تنفيذ الهجوم الشهر الماضي، والذي أشاد لاحقا بالمذبحة التي قُتل فيها ثلاثة عشر شخصا، هو من بين "الذين يُفترض أنهم كانوا في الموقع"، كما يقول بيان الحكومة اليمنية. غير أن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين أميركيين يقولون إنه من غير الواضح فعلا ما إن كان العولقي في الموقع المستهدَف. ويذكر أن العولقي مواطن أميركي ولد في ولاية "نيو ميكسيكو" وارتبط بمساجد في سان ديجو (ولاية كاليفورنيا) وفولز تشرتش (ولاية فرجينيا) قبل أن يشد الرحال إلى اليمن في عام 2002. وقد أشير إلى خطبه المتشددة والمتطرفة باعتبارها مصدر تحفيز قوي لمشتبهين في ارتكابهم سلسلة من المخططات الإرهابية المفترضة التي أُحبطت في الولايات المتحدة والخارج. وكانت تقارير إخبارية في اليمن أشارت إلى أن نحو 30 شخصا يُشتبه في انتمائهم لـ"القاعدة" قُتلوا في عملية يوم الخميس، والتي نفذها الجيش اليمني بدعم من الاستخبارات الأميركية. وقال بيان السفارة اليمنية إن الضربات كانت تستهدف "عددا من عملاء القاعدة اليمنيين والأجانب" الذين يُعتقد أنهم كانوا يخططون لهجمات في البلاد. ويذكر هنا أن الولايات المتحدة تعتبر اليمن مركزا مهما لـ"القاعدة" وتسعى لتحسين عمليات محاربة الإرهاب هناك. وفي هذا الإطار، قتلت القوات اليمنية 28 مقاتلا واعتقلت 17 آخرين في معسكر تدريب مفترض تابع لـ"القاعدة" في الجنوب الأسبوع الماضي. وفي هذه الأثناء، قال المتحدث باسم البنتاجون، بريان ويتمان، إن وجود "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية أصبح يشكل "تأثيرا مزعزعا للاستقرار في المنطقة"، مضيفا: "إننا ندعم بقوة الأعمال اليمنية ضد (القاعدة) في شبه الجزيرة العربية، والتي تطرح تهديدا إرهابيا خطيرا بالنسبة لليمن والولايات المتحدة والمصالح الإقليمية". ويذكر في هذا الصدد أن الولايات المتحدة زودت اليمن بـ70 مليون دولار من المساعدات العسكرية هذا العام. وقد شرعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" في تنفيذ ضربات في اليمن باستعمال طائرات "بريداتور" منذ 2002، حين أطلقت إحدى هذه الطائرات صاروخا على مركبة كانت تقل زعيم "القاعدة" قائد سنان الحارثي، الذي يشتبه في أنه العقل المدبر لتفجير المدمرة الأميركية "كول" قبل ذلك بعامين. وقد لقي الحارثي ومواطن أميركي مصرعهما في هذه العملية. بعض التقارير أشارت إلى أن الضربة الجوية كانت تستهدف منزلا تملكه عائلة العولقي على بعد نحو 200 ميل عن العاصمة صنعاء، لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن وجود رجل الدين ليس مؤكدا. وفي هذا الإطار، قال مسؤول عسكري أميركي طلب عدم لكشف عن اسمه: "إذا نالوا من العولقي، فإنه كان رجلا شريرا... ونعتقد أنه من الجيد أنهم لاحقوا هؤلاء الأشخاص. فنحن نوافقهم تماما". والواقع أن العولقي لم يكن معروفا خارج دوائر محاربة الإرهاب قبل الشهر الماضي، حيث اكتُشف أنه كان على اتصال عبر البريد الإلكتروني مع الرائد نضال مالك حسن، الطبيب النفساني في الجيش الذي وُجهت له 13 تهمة قتل بعد مقتل زملاء عسكريين في عملية إطلاق نار عشوائي، وذلك قبيل الوقت الذي كان محددا لإرساله فيه إلى الحرب في أفغانستان. غير أنه يشتبه في أن تعليمات العولقي أثرت على خمسة رجال وُجهت لهم العام الماضي تهمة التخطيط لهجوم في قاعدة "فورت ديكس" في نيوجرزي، كما تم إيجاد مواد منه بين أغراض متواطئين في الهجمات الانتحارية التي استهدفت نظام النقل الجماعي في لندن عام 2005. لكن رغم نبرة خطب العولقي، فإن خبراء الإرهاب يقولون إنه لا يعتبر شخصا منفذا؛ حيث يقول بروس هوفمان، الخبير في الإرهاب بجامعة جورج تاون: "قد يكون من المبالغة اعتباره شخصا يصنف ضمن خانة الأهداف عالية القيمة حتى يتم القضاء عليه بهذه الطريقة"، مضيفا: "في الماضي، كان هؤلاء دائما من الأشخاص الملطخة أياديهم بالدماء أو الأشخاص الذين يقومون بأدوار تنفيذية". وفي مقابلة أجريت مؤخرا ونشرت على أحد المواقع الإلكترونية، قال العولقي إن الرائد حسن بدأ الاتصال به منذ ديسمبر 2008 طلباً للنصح والإرشاد بخصوص التداعيات الدينية لقتل جنود زملاء؛ حيث يقول العولقي، حسب الجزيرة، إن حسن "كان يستفسر حول حكم قتل جنود وضباط أميركيين" منذ رسالته الإلكترونية الأولى... وكان سؤاله: هل ذلك مشروع؟". وتقول السلطات الأميركية إن حسن والعولقي تبادلا نحو 18 رسالة إلكترونية، وأن مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" كان على علم بالمراسلات قبل عملية إطلاق النار، لكنه خلص إلى أن استفسارات حسن مرتبطة ببحوثه كطبيب نفساني ولم يرَ ما يستدعي القلق. وبعد الهجوم، نشرت رسالة تُنسب إلى العولقي على موقعه الإلكتروني تشيد بما قام به حسن، وتقول إن الرائد كان "رجلا ذا ضمير حي لا يطيق عيش تناقض بين أن يكون مسلما ويعمل في جيش يحارب أمته". وعُنونت الرسالة بـ"نضال حسن قام بالأمر الصائب". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©