الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كلثم صالح تسرد أسراراً وخفايا وعوالم في نَفَس شبابي جديد

كلثم صالح تسرد أسراراً وخفايا وعوالم في نَفَس شبابي جديد
28 ابريل 2012
تحاول الكاتبة كلثم صالح أن تمزج بين المذكرات والرواية في عملها الإبداعي الأول “جميرا Made in” من خلال حكايات صغيرة بطلتها الساردة نفسها تقدمها كلثم صالح عن فتاة تعيش حياتها. قسمت كلثم صالح حكاياتها في كتابها الصادر عن دار كتاب في الإمارات، إلى عدد من الثيمات المتنوعة بين “مذكرة تحت الغبار” و”قصة بداية مذكراتي” و”ثلاث مراحل” و”عام أخير بين جدران المدرسة” و”جميرا Made in” و”موبايل أم هاتف متحرك؟” و”صنف جديد.. كائن جديد” و”مراهقة سارة المبكرة” حتى آخر الحكايات وهي “كيف لنا أن نهرب من الموت؟”، وفي مجملها فإنها تصل إلى خمس وعشرين حكاية، يكاد يكون الرابط بينها هي شخصية الساردة ذاتها التي قدمت حكاياتها بضمير المتكلم، بالإضافة إلى العوالم المتشابهة التي عاشتها حكاياتها. إنها حكايات فتاة من منطقة جميرا في دبي خطّت بيدها تلك المذكرات النابعة من مراهقتها ومغامراتها مع تطور شخصيتها، وبذلك يضم هذا السرد توجهاً كاملاً لجيل جديد يعيش الحياة برمتها وبحسب قول المؤلفة “إن قصص الكتاب حقيقية استقتها من الواقع وجمعتها من أناس مختلفين تحت إطار يوميات فتاة واحدة هي الساردة ذاتها”. تلخص “مذكرة تحت الغبار” قصة الساردة التي تقول “بدأت الحكاية في ذلك اليوم، خرجت منهكة القوى من السكن الجامعي، وكالعادة استقلت الحافلة للعودة إلى المنزل”. وتواصل الساردة وصف كيفية صعودها للحافلة وسرد ما جرى لها حين ارتطمت قدمها بصندوق أسفل المقاعد وكان مغبراً، حيث بدأت بمسح الغبار عن الصندوق حيث كان الصندوق كتاباً كبيراً ذا صفحات كثيرة وهنا تصف لون غلافه، وتبدأ في سرد حكايتها معه. وتتولد حكاية ثانية من الحكاية الأولى، حيث حصلت الساردة على كتاب مغبر وحينها تبدأ “قصة بداية مذكراتي” وهي تكملة للحكاية الأولى، حين تبدأ الساردة في قراءة ما يحمله الكتاب. تتخلى الساردة الأولى “في القصة الأولى” عن السرد وتبدأ الساردة الثانية صاحبة المذكرات حيث تضطلع بالسرد من “قصة بداية مذكراتي” في عملية تسليم سردي من الأولى إلى الثانية التي كتبت هذه المذكرات حيث تقول في “قصة بداية مذكراتي”: “بعد أن أشعلت الإنارة الخافتة في غرفة نومي الدافئة، سرحت في تفاصيل رسوم ورق الجدران”. ومن هنا يمكن أن نوزع العمل بأكمله على قسمين الأول ويحمل قصة واحدة والثاني يحمل 24 قصة. بعد “قصة بداية مذكراتي” نقرأ “ثلاث مراحل” وتقول في استهلالها “بدأت شخصيتي في التبلور والتشكل في بداية مراهقتي” وتتعرض الساردة الثانية للمذكرات إلى المراحل الثلاث تلك وهي “الجموح والمراهقة” و”التمكن والغرور” و”الاتزان والنضوج”، وهنا نشعر بأننا إزاء نص قصصي يتضمن قراءة نفسية للشخصية الساردة حيث تصف نفسها. تحكي الساردة الثانية في حكاية “عام آخر بين جدران المدرسة” كيف تفتحت عيناها على روح المكان والتفاؤل، ولنلاحظ هنا أن الساردة الأولى التي عثرت على المذكرات كانت طالبة جامعية “خرجت منهكة القوى من السكن الجامعي” بينما الساردة الثانية صاحبة أو كاتبة المذكرات لا تزال طالبة في المدرسة “عام أخير بين جدران المدرسة في القسم الأدبي”، حيث تعيش مع الطالبات من جيلها وفي عمرها. هذه الكتابة وبهذا العمر تبدو مهمة لفهم حياة هذا الجيل وأسراره وذلك ما نجده في حكاية “جميرا Made in” حيث تواصل الساردة الكاتبة حكايتها مع المكان. (جميرا داري ومرتع طفولتي، لا تعوضني عنها كنوز العالم). وتصف الساردة الثانية برج العرب وبالم ستريت وتتوغل كثيراً في عوالم هذا الحي في دبي، وتلتقط الساردة حكاية الموبايل أم الهاتف المتحرك وتهريبه بين الفتيات. هذا العالم الذي تتناوله كلثم صالح، يبدو غائباً عن تناولاتنا القصصية، ولذا من الضروري معرفة أسراره وخفاياه ومصطلحاته. وتبدأ الشخوص في الظهور بالمذكرات، حيث تظهر صديقة الساردة “إيمان” الطالبة معها في المدرسة يوم دخلتا معاً في حكاية الهاتف المتحرك الممنوع في المدرسة، وتبدأ لعبة المذكرات تدخل إلى أسرار الفتيات في عالمهن المغلق، وتتوالى الحكايات في هذه القصص التي حملتها مذكرات الساردة الثانية وعلاقتها بالمكان الذي هو الجميرا وكيف تعيشه الفتيات بروح عصرية. تلعب كلثم صالح على شكل المذكرات، حيث عثرت الفتاة الجامعية على مذكرات فتاة في المدرسة، لكن كيف جاءت وكيف حصل ذلك، كل هذا لم تصفه لنا الروائية، ثم إن التسلسل الحكائي ليس فيه أي تلاعب في الزمن ولم تقدم شكلاً جديداً، غير أنها محاولة أولى مهمة لكاتبة تضع نفسها على طريق الكتابة الطويل. في هذا الكتاب الذي يحمل حكايات نجد أسراراً وخفايا وعوالم بعيدة عن مشاهداتنا اليومية، في نَفَس شبابي جديد لا بد من الاطلاع عليه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©