الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البحراني يقدم الخراب والأمل في منحوتة حديدية واحدة

البحراني يقدم الخراب والأمل في منحوتة حديدية واحدة
13 يناير 2012
دبي (الاتحاد)- يقدم الفنان العراقي في معرضه “حب وحرب وحلم” عملا واحدا هو عبارة عن منحوتاته الحديدية يجمع من خلالها المتناقضات ويمزجها، كي تتفاعل في مناخات الحرب والخراب أساسا، حيث الأجواء السائدة من عنف ودمار، ولكن الغريب أن أجواء الحرب هذه تحيط بها “حاء الحب وحاء الحلم” من طرفيها، لتضع متلقي العمل الفني في مناخ يمكن القول معه إنه “من قلب العنف والموت يخرج الأمل”، حتى طريقة عرض العمل في مواجهة الأبراج يحيل إلى دلالات التناقض. معرض الحروف الثلاثة الذي يقام في “آرت سوا” في دبي ويستمر حتى الثامن عشر من يناير الجاري، يختصر المشهد العراقي خصوصا، والعربي والكوني عامة، حروف تتجمع لتصور العالم في لحظات معينة، لحظة ترفع منسوب الغبطة وهي تعلن الجمال نقيضاً للقبح، حيث الحب نقيضاً للحرب، والحلم نقيضاً لكل ما يغتال الأحلام والأماني. العمل دعوة لكي تنتصر الحياة على الموت، والتسامح على التعصب. العمل عبارة عن سيارة باللونين الأحمر والأبيض، لكنها تعرضت للقصف وانقلبت، في مشهد من مشاهد الحرب، لكن السيارة من جهة ثانية تخرج منها بالونات طائرة في إحالة إلى الفرح والأمل الذي ترمز إليه بالونات الطفولة. ويجعلنا عمل أحمد البحراني نتوقف برهة لمراجعة مساراتنا، ويجبرنا على التفكير في هذا الجنون الذي اخترناه للعيش كبشر. ومنحوتات أحمد البحراني في الغالب شخوص وكائنات وانعكاسات حياتية خصبة، تتعرى من ملامحها وتشكلها المشخص لتغزل بهندسية، فضاءها الخاص، محتضنة المكان، منفتحة على حيزها فيه والمتشكل في مخيلة الفنان، لتندس بأزليتها ضمن الملمح العام وهي عموما، كما يصفها ضياء العزاوي في تقديمه لأحد معارض الفنان، تعكس “جماليات تقطيع أوصال الشكل لكي يعيد توضيبه مرة أخرى من أجل خلق عوالم ذات لمحات مبهمة وخاطفة بالحرف العربي ومساراته الجمالية حيناً أو أشكال هندسية ذات أبعاد مستمدة من الطبيعة”. يعتبر النحات العراقي المولود في بابل 1965، المقيم في قطر، فنانا فاعلا ومرتكزا أساسيا في عملية التجريب، وتدوين لغة معاصرة في المفردة النحتية العراقية والعربية، فهو نحات نشيط وفنان يمتلك وعيا في التعامل مع الخامة، والقدرة على ترويض شراستها، خصوصا وأنه يتعامل مع مادة الحديد بكل صلابتها وقسوتها، لكنه ينجز أشكاله بديناميكية وألفة تمنح الخامة النحتية سياق الإيهام الشعري وانسيابية المفردة الموسيقية، محرضا صلابة الحديد على أن تتكشف بكيانات ندية أمام حكمة الفضاء. درس الفنان أحمد البحراني النحت في معهد الفنون الجميلة- بغداد، وتخرج منه سنة 1988، وهو لا يخفي تأثره بأساتذته من النحاتين العراقيين ومنهم عبد الرحيم الوكيل، شارك في العديد من المعارض في داخل العراق وخارجه، ومنها معرض الواسطي ومعرض النحت العراقي في اليمن وكذلك مشاركته في معارض عدة في قطر وبيروت والإمارات، وله الكثير من الأعمال النحتية المنجزة في عدة مدن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©