الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النهائي المبكر يعوض «دوربان» عن خسائرها في المونديال

النهائي المبكر يعوض «دوربان» عن خسائرها في المونديال
8 يوليو 2010 22:05
اقترب الموعد ولم يعد يفصلنا عن معرفة البطل سوى يومين عندما تتجه أنظار العالم بأسره إلى مدينة جوهانسبرج “أرض الذهب” والتي سوف تتوج البطل الذهبي وهي التي اختارت أن يكون فارسها جديداً لم يسبق له أن رفع هذه الكأس الأغلى من قبل إما هولندا أو اسبانيا. أمس الأول كانت المباراة التي اعتبرها البعض هي النهائي الحقيقي لهذا المونديال مواجهة تجمع اسبانيا وألمانيا، وعلى الرغم من أن هذا الحديث فيه الكثير من الإجحاف بحق الفريق البرتقالي والذي كان الوحيد الذي يحقق ستة انتصارات متتالية في هذه البطولة، ولكن قد يكون في هذا الحديث الكثير من الصحة، وعلى الرغم من أن اسبانيا لم يسبق لها أن بلغت هذا الموضع من قبل ولكنها تبدو مرشحة فوق العادة لمعانقة اللقب، أما هولندا فهي التي وصلت إلى المباراة النهائية مرتين من قبل وخسرت فيهما أمام المانيا والأرجنتين وتريد هذه المرة أن تكون الثالثة ثابتة. كانت المباراة معركة حقيقية أقيمت في دوربان المدينة المطلة على البحر، وحظيت بمتابعة جماهيرية كبيرة، يتقدمهم عدد كبير من الشخصيات الهامة من بينهم ثلاثة رؤساء دول، ولأنها كانت المواجهة الثانية بين الفريقين بعد لقائهما الأخير في المباراة النهائية لكأس أمم أوروبا قبل عامين في فيينا، فقد كان الجميع ينتظر هذه المباراة، كما كان الاهتمام الكبير من الصحف ووسائل الإعلام في يوم المباراة وأفردت لتغطيتها صفحات كثيرة، وتحدث البعض عن مباراة هي الأقوى في مونديال جنوب أفريقيا. وبعيداً عن ملعب المباراة فقد انتشرت الجماهير العاشقة لكرة القدم في كل الأماكن المخصصة للجماهير وتسابق الجميع للحصول على أماكنهم في حدائق المشجعين وأماكن المشاهدة العمومية في مختلف مدن جنوب أفريقيا، وانقسمت الجماهير إلى نصفين حيث توزعت شعبية الفريقين على الحاضرين. حضرت الجماهير الأسبانية والألمانية لتقتسم جميع الأماكن التي تعرض المباراة في جوهانسبرج وفي ساحة الميلروس حيث الشاشات العملاقة والمطاعم الراقية، كانت الجماهير تتواجد منذ ساعة مبكرة لكي تحصل على الأماكن المميزة، ولكن كانت المفاجأة في أن كل الطاولات محجوزة قبل المباراة بيوم، وظل بعض المشجعين يحاولون اقناع أصحاب المطاعم بالحصول على أي مقاعد لكن دون فائدة، واضطر عدد كبير من هذه الجماهير مشاهدة المباراة واقفة. لم تخلو المشاهدة الجماعية للمباراة من قبل جماهير الطرفين من روح المرح والدعابة والمناوشات البسيطة التي لا تفسد للود قضية حيث كانت الجماهير الأسبانية تذكر الألمان بالمباراة النهائية لكأس أمم أوروبا التي أقيمت قبل عامين وفاز فيها الأسبان بهدف نظيف وتوجوا فيها بكأس أوروبا للمرة الثانية، بينما كانت الجماهير الألمانية ترفع أياديها بعلامة الأصابع الأربعة، في إشارة صريحة إلى المسيرة التي خاضها الفريق قبل الوصول إلى الدور نصف النهائي واكتساحه استراليا ومن ثم إنجلترا ثم الأرجنتين بالأربعة، وفي النهاية كانت الغلبة للأسبان وتحقق لهم الفوز بنفس نتيجة المباراة النهائية لكأس أوروبا قبل عامين. على الرغم من حساسية المباراة وقيمة الفوز فيها فقد تحلت الجماهير بالروح الرياضية العالية، وعندما كانت الهجمة لمصلحة أسبانيا فقد كان المشجعون الأسبان يقفون ويصرخون بأعلى أصواتهم بينما يكون الألمان في وضعية السكون، والعكس يحدث عندما تكون الهجمة لمصلحة المانيا، وعندما سجل بويول هدف المباراة الوحيد كانت الجماهير الأسبانية تقفز من الفرح وتطلق أصوات “الفوفوزيلا”، بينما ظلت الجماهير الألمانية في حالة من الصمت واكتفت ببعض الصرخات والتشجيع في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة التي كانت تشهد هجوماً ألمانياً من أجل تسجيل هدف التعادل وهو ما لم يحدث. توافد الزوار كانت المواجهة بين اسبانيا والمانيا في البطولة هي المباراة الكبيرة ويبدو أن الكثير من الناس كانوا ينتظرون هذه المباراة، ولذا فكان الطلب على تذاكرها تجاوز العدد المطلوب بل وكان من الصعب الذهاب إلى دوربان لمتابعة المباراة فكل الطائرات ممتلئة، وفي حال الذهاب بالسيارة فالرحلة تستغرق خمس إلى ست ساعات وحينها سيكون من المفترض المبيت، وهذا الشيء أيضاً غير ممكن فقد امتلئت فنادق دوربان عن بكرة أبيها بالزوار الذين جاءوا لمتابعة المباراة. وتقول مديرة السياحة في دوربان إن الكثيرين حاولوا الحصول على غرف في فنادق دوربان في اللحظات الأخيرة، وأشارت إلى أن هذه الطلبات كانت من جوهانسبرج وكيب تاون بالإضافة إلى طلبات من الخارج. وقال لي عامل في أحد مكاتب السفريات في جوهانسبرج إن جميع الذين يأتون إلى المكتب وكل الاتصالات الهاتفية الواردة تستفسر عن مقاعد إلى دوربان أو فنادق للإقامة، وبطبيعة الحال جميع الردود تكون سلبية على اعتبار أنه لا توجد مقاعد على الطائرات، كما لا توجد أماكن شاغرة في الفنادق، وأضاف أن هذا الشيء يصادفه في هذا المجال للمرة الأولى منذ 25 عاماً، وهي الفترة التي قضاها في مجال السياحة والسفر. كما شهدت دوربان خلال الأيام الماضية حركة تجارية نشطة حيث ازدحمت المطاعم والمقاهي بالضيوف الذين جاءوا من أجل مشاهدة العرض الكبير، كما أزدهرت تجارة المحلات وخاصة تلك المقامة للمشجعين حيث توافد الكثير من المشجعين الأسبان والألمان من أجل الحصول على الهدايا التذكارية ولوازم التشجيع الخاصة بكل فريق. زحمة طيران يبدو أن دوربان التي كانت تشتكي منذ بداية البطولة من قلة الإقبال على فنادقها ومطاعمها وسياحتها قد وجدت ضالتها في الوقت الضائع ولقيت في مباراة اسبانيا والمانيا خير تعويض عن خيبة الأمل السابقة، وكانت الأنباء التي جاءت من هناك تتحدث عن المطار الجديد الذي لم يكن فيه سعة كافية لاستقبال العدد الكبير من الزوار والطائرات الخاصة فتم الاستعانة بالمطار القديم وهو في الأساس كان معداً ليكون جاهزاً للعمل كحل بديل. كانت العملية في غاية الحساسية حيث كانت الطائرات تهبط في المطار الجديد لتنزل الركاب ثم تتوجه إلى المطار القديم وتربض هناك إلى حين موعد إقلاعها التالي، وقال كولين نايدو أن ما بين 30 إلى 40 طائرة رابضة في المطار القديم وهي في الغالب طائرات خاصة عائدة إلى كبار الشخصيات ورجال الأعمال والمشاهير، وتمت الاستعانة بالمطار القديم لكي يستوعب هذه الطائرات على اعتبار أنها لا تحتاج إلى الكثير من المساعدة عندما تهبط في المدرج. عودة الطائرات في نفس الوقت لم يتم السماح لثلاث طائرات تحمل المشجعين من الهبوط في المطار لعدم وجود السعة الكافية وتم إعادة هذه الطائرات من حيث جاءت حيث عادت طائرتان إلى جوهانسبرج وطائرة إلى كيب تاون، كما لم يتم السماح لطائرة رابعة قادمة من كيب تاون بالهبوط في المطار وظلت في الجو لمدة تسعين دقيقة قبل أن يتم السماح لها بالهبوط وكانت تحمل مشجعين لديهم تذاكر المباراة والمشكلة أن هذا التأخير غير المتوقع جعلهم يصلون إلى الملعب مع بداية الشوط الثاني للمباراة. وعلى الرغم من الازدحام غير المتوقع فقد قامت الجهات المختصة بجهود كبيرة وتم التخطيط لهذه المباراة بشكل رائع ولم تحدث أي مشاكل تعرقل نزول الركاب وإنهاء اجراءاتهم في المطار حيث قامت الطائرات بالأمس في العودة إلى المطار الجديد وقامت بتحميل الركاب الذين جاءوا على متنها وإعادتهم إلى الأماكن المختلفة التي جاءوا منها. الزحف إلى جوهانسبرج مع نهاية مباراة اسبانيا والمانيا بدأ الجميع يتجه إلى جوهانسبرج حيث ستقام المباراة النهائية لكأس العالم وستكون المدينة على موعد مع التاريخ، وفي مشهد لم يمر عليها من قبل حيث سيكون الجميع في المدينة ينتظرون الحدث الأهم والمباراة النهائية لأهم فعالية رياضية على سطح الأرض. وبدأت الاستعدادات في المدينة مبكراً للزحف الجماهيري المتوقع حيث استنفرت المدينة كل جهودها استعداداً لاستقبال الزوار وخصوصاً أن من بينهم سيكون عدد كبير من كبار الشخصيات الذين سيحضرون النهائي الكبير. وكان الأمر غاية في الصعوبة أن يحصل المرء على غرفة فندقية في جوهانسبرج خلال الأيام الماضية وتحولت العملية إلى شبه المستحيلة هذه الأيام في ظل العدد الكبير من السياح الذين قد لا يتمكنون من حضور المباراة التي لن تتسع لأكثر من 90 ألف متفرج ولكنهم لا يريدون أن يضيعوا اللحظة ولذا فهم يتواجدون لكي يعيشوا الأجواء المحيطة ويصبحوا جزءا من الحدث الأهم في القارة الأفريقية
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©