''عنابي دوري المحترفين غير''، حقيقة يدركها تماماً الجميع، فالوحدة يقدم عروضاً تجمع بين المتعة والفن الكروي الرفيع، ويضرب ''سمعة'' ورفاقه بقوة، وبعدد وافر من الأهداف، كما حدث في حفل العزف على لحن ''الرباعية'' في مباراتي الوصل والأهلي، ومن قبلها التعادل مع العنكبوت الجزراوي بعد أداء مقنع جداً من أصحاب السعادة خاصة في الشوط الثاني، ومن هذا المنطلق تصب الترشيحات لصالح الوحدة ليكون من أقوى المرشحين لحصد اللقب الأول لدوري المحترفين، والمشاركة في مونديال الأندية بأبوظبي·
وكان بديهياً أن يتحدث كابتن أحمد عبدالحليم مدرب الوحدة بكلمات تغلفها الثقة في قدرات لاعبيه عندما قال في حواره لـ ''الاتحاد'' إن الجولات الثلاث الأولى من الدوري تمثل بداية جيدة جداً بالنسبة للفريق، رغم أنها كانت سلاح ذو حدين نظراً لصعوبة المنافسين، بداية من الجزيرة بما له من امكانيات، والوصل بطل الثنائية في الموسم قبل الماضي، والأهلي بطل الكأس والسوبر، وخرج العنابي بأفضل المكاسب مما وضعه على الطريق الصحيح رغم أن الفريق عانى من لعنة الإصابات التي طاردت عددا كبيرا من العناصر الأساسية، كما يجب الوضع في الاعتبار أن 3 مباريات فقط من أصل 22 مباراة هذا لا يمثل أي شيء في ''عداد'' الدوري، فالمشوار ما يزال طويلاً، وطريق كرة القدم لاينتهي·
وأبدى حليم سعادته الكبيرة ليس لأن الوحدة عاد إلى سابق عهده وسطوعه في دنيا التألق، ولكن لأن مسؤولي الصرح الوحداوي الكبير في مقدمتهم سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئيس النادي وضعوا ثقتهم الكاملة في قدراته كمدرب، الأمر الذي منحه دافعاً لبذل كل الجهد من أجل رد الجميل للنادي، ومن حسن حظ لاعبي الوحدة أن مسؤولي النادي يحبون الفريق واللاعبين جداً، والجمهور يرتبط بعلاقة عشق بالقميص العنابي وهو ما شعر به منذ توليه المهمة، وكل هذا انعكس إيجابياً على الفريق·
وقال إنه كمدرب ليس غريباً على القلعة العنابية، فقد كان مدرباً لفريق 16 سنة، ولهذا تربطه علاقة قوية بـ90% من لاعبي الفريق الأول منذ الصغر، وعندما تولى المهمة وجد مساندة كبيرة من إدارة النادي والجمهور، كما أن اللاعبين كان لديهم الإصرار على إعادة الوحدة إلى المكان اللائق به بين أندية الدوري، وتضافرت كل هذه العوامل حتى خرج الفريق من أزمة الموسم الماضي·
وتابع حليم أن اللاعب يمثل العامل الأساسي في كرة القدم، ومن حظ أي مدرب أن يكون لديه عدد كبير وجيد من اللاعبين يكون لديهم الاستعداد لعمل شيء لناديهم وأنفسهم، وسماع كلام المدرب وتنفيذ كل ما يطلب منهم، فلا بد أن تتحقق الطموحات في النهاية، هذا موجود في نادي الوحدة، والعنابي يملك لاعبين جيدين، وظهر معدنهم الأصيل في المباريات الصعبة الأخيرة، ويتحلون بروح التحدي، وأصبح أصحاب السعادة يقدمون الكرة الجماعية المعروفة عنهم منذ سنوات طويلة ماضية، والأهم أن الوحدة يملك لاعبين مواطنين محترمين داخل الملعب وخارجه، وكم كانت سعادته كبيرة كمدرب عندما كان في زيارة إلى القاهرة، وعرف أن هولمان عندما تولى تدريب نادي الزمالك طلب من إدارة النادي التعاقد مع إسماعيل مطر، بوصفه لاعبا من طراز نادر، فضلاً عن موهبته الفطرية في المراوغة وصناعة الأهداف وإحرازها·
وأضاف: من الطبيعي أن ينافس الوحدة على كل البطولات، والفريق بشهادة المحللين والخبراء والمحايدين يملك أفضل مجموعة من اللاعبين الذين يتحلون بالمهارة والموهبة، وعندما استعاد الفريق الثقة بدأت النتائج الايجابية تتحقق، والإدارة تطالب الفريق بأن تكون أي بطولة هدفه الأول، ولقب دوري المحترفين من أولويات أهدافنا في الموسم الجديد، فالوحدة يهمه استعادة الألقاب الغائبة عن خزائنه، كما أن العنابي يهمه أن يكون أول ناد إماراتي يشارك في بطولة العالم للأندية، وهذا يتطلب تضافر كل الجهود، وبذل أقصى الجهد خاصة أن الإدارة توفر كل شيء، فالمهمة ليست سهلة لأن الأندية الأخرى تملك نفس الطموح، وتلعب على دور البطولة المطلقة في ''فيلم'' الدوري·
وحول ترشيحاته للفرق التي يمكن أن تنافس على اللقب قال حليم لا توجد أي ملامح، رغم أن الخبراء بدأوا الحديث عن الشكل العام للمنافسة، ولكن كرة القدم متغيرة، والطموح موجود عند كل الأندية، ويتمنى أن يكون اللقب وحداوياً، ولكن الفريق الذي يحافظ على أدائه ويتمتع بالاستقرار ستكون فرصته أكبر في الفوز بالبطولة، والحديث عن الترشيحات سابق لأوانه، وفارق النقاط متقارب، حتى الفرق التي لم تحصد إي نقطة حتى الآن من حقها أن تتحدث عن فرصتها في المنافسة·
وتطرق مدرب الوحدة إلى وجود عدد كبير جداً من لاعبيه في المنتخبات الوطنية وما يمثل ذلك من إجهاد لهم لتواصل المباريات وقال بصرف النظر عن أي شيء يعتبر من دواعي السعادة أن يقوم الوحدة بدوره الوطني، وسبق أن أشار سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان إلى أن هذا فخر لنادي الوحدة، فاللاعب طموحه الأكبر هو تمثيل منتخب بلاده، وقال حليم إن ما يهم الوحدة أن يبتعد شبح الإصابات عن لاعبيه الدوليين، ويحاول الجهاز الفني الدفع بعدد جديد من اللاعبين في بطولة كأس الرابطة·
عبدالرحيم في بلجيكا
وكان لابد من التطرق إلى إصابة النجم عبدالرحيم جمعة والكسندر والعيني، وقال حليم إن عبدالرحيم سوف يسافر إلى بلجيكا للاطمئنان على حالته، أما الكسندر فقد كان يعاني من ''بطحة'' في عظمة الأنكل، وهو في الطريق للعودة إلى الفريق، وكذلك العيني·
وفيما يتعلق باللاعبين الأجانب الذين لفتوا نظره أشار مدرب الوحدة إلى أن التشيلي فالديفيا مهاجم العين أثبت في أول ظهور له أنه لاعب مبدع، وبيانو الجزراوي جيد جداً، وأندرسون لاعب خطير وخبير، أما الوحداوي بنجا فهو لاعب تشعر معه أنه مولود في الإمارات، وهو أن لم يكن الأفضل، فهو من أفضل اللاعبين الأجانب، وبالنسبة للاعبين المواطنين فمهما قال عن لاعبي الوحدة، فشهادته مجروحة، فهو سعيد بهم، ومعجب بالجزراوي عبدالسلام جمعة ومعه محمد سالم لاعب الظفرة·
ظاهرة الأهداف
ولأن مباريات الدوري تهطل أهدافاً فقال أحمد عبدالحليم إن السبب يرجع إلى أن 90% من الأندية تعاقدت مع لاعبين مهاجمين وهدافين خاصة البرازيليين الذين يتمتعون بذكاء فطري، يضاف إلى ذلك الخطط الهجومية التي تلعب بها الأندية، ويقابل ذلك وجــــود غالبية مدافعي الأندية من المواطـــــنين، وإذا كانت المباريات تشهد دخول أهداف من أخطاء فليس من المدافعين ولكن من الفريق بأكمله، وفي مباراة الأهلي الأخيرة تلقى مرمى الوحدة هدفاً لسوء التقدير رغم أن الحارس علي ربيع كان نجم المباراة، وهو بالمناسبة من أفضل الحراس في الجولات الثلاث حتى الآن، وتعرض للظلم لعدم ضمه إلى المنتخب·
وحول تقيــــمه لدوري المحــــترفين قال حليم إن البطولة أصبحت تحظى بالمتابعة بجانب الاهــــــتمام الإعلامي غير المسبوق، والدوري أصبح ممتعاً وفيه كرة قدم جيدة، وتشهد المباريات الكثير من الأهداف، والكرة في النهاية أهداف، وينقص المســــــابقة الحضور الجماهيري إلى الملاعب، وتمنى حليم أن يكون الجمهور على مســــــتوى الحدث لأنه الوقود لبث الحــــماس في قلوب اللاعبين، وعندما تمــــتلئ الملاعب بالجمـــــاهير ســــوف يرتفع الأداء، وتزيد المباريات قوة وإثارة·
حكامنا لا يتعمدون الخطأ
و قال مدرب الوحدة إن الحكام في الإمارات لا يتعمدون الوقوع في الأخطاء لأنهم يتعاملون مع الأندية كسواسية، على العكس في بعض الدوريات حيث يكون هناك تحامل على الأندية الصغيرة لمصلحة الكبار، كما أن أخطاء الحكام واردة بصفة عامة لأنها جزء من كرة القدم والحكم يكون معذوراً لأنه يتخذ قراره في جزء من الثانية، على عكس من يشاهده في التليفزيون·
وأذكر واقعة حدثت في مباراة الوحدة والأهلي الأخيرة، فعندما أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه لاعبنا كريم العوضي قلت إنه يستحق الطرد، ولكن عندما تابعت تسجيل اللعبة في التليفزيون أدركت أن القرار لم يكن موفقاً لأن العوضي لم يلمس لاعب الأهلي أي انني كنت مع قرار الحكم لحظة حدوث اللعبة ولكن الحكم لم يتعمد طرد اللاعب، ولهذا لا بد أن نقبل القرارات وأقولها إن حكامنا جيدون وتبقى الأخطاء واردة·
لاعبو الإمارات لا يقلون عن أي محترف بأندية أوروبا
أبوظبي (الاتحاد) - أكد حليم أن الكرة الإماراتية تملك لاعبين لا يقلون في المستوى عن أي لاعب عربي وآسيوي أو حتى أفريقي محترف بأقوى وأشهر الأندية الأوروبية، ولا بد من منحهم الفرصة لرفع مستوياتهم والارتقاء بأدائهم الفني والبدني من خلال خوض تجربة الاحتراف بالخارج، مع أن سبب تمسك الأندية بلاعبيها يرجع إلى قلة الأعداد المتاحة من اللاعبين مقارنة بالدول العربية الأخرى·
لا تتسرعوا في الحكم على صفقات الأرقام الفلكية
أبوظبي (الاتحاد) - كان لا بد أن يتطرق الحديث إلى صفقات الأرقام الفلكية التي شهدها دوري المحترفين هذا الموسم، وقال بالنسبة للأرقام فلم تظهر حتى الآن، ولكن يقولون دائماً ''الغالي ثمنه فيه''، ولكن المؤكد أن هولاء اللاعبين سوف يقدمون ما يتناسب مع المبالغ التي دُفعت فيهم، وبالتالي لا يجب أن تصدر الأحكام المسبقة، خاصة أن المسابقة لم يمض منها إلا ثلاث جولات، وحتى يكون الحكم صحيحاً لا بد من الانتظار حتى نهاية الدور الأول·
السعودية وقطر الأقرب لتمثيل العرب في المونديال
أبوظبي (الاتحاد) - سألنا حليم الوحدة عن فرصة منتخبنا في باقي مشوار تصفيات المونديال، وترشيحاته بالنسبة للمنتخبات العربية، فقال الجميع يعرف أن الأبيض خسر أول مباراتين في التصفيات أمام كوريا الشمالية والسعودية، ولكن تبقى ست جولات تمثل 18 نقطة كاملة، ولأن كرة القدم لا تعترف بالأحكام المسبقة، فمن الممكن جداً أن يحقق منتخب الإمارات الفوز في المباريات التي تقام خارج ملعبه بداية من لقاء كوريا الجنوبية، ويتطلب هذا إعداد اللاعبين نفسياً وبدنياً، ولو حصل المنتخب على 11 أو 12 نقطة تكون أمامه فرصة احتلال المركز الثالث، ولكن المهم جداً أن تكون بداية العودة إلى النتائج الإيجابية في المباراة المقبلة، ولا بد أن يدرك لاعبونا أن مواجهة المنتخب الكوري ستكون صعبة جداً، ولكن الفوز ليس مستحيلاً، بشرط أن يستعيد الفريق روح وعزيمة بطل ''خليجي ·''18
وأضاف: أتمنى أن يكون الصعود لمونديال جنوب أفريقيا من نصيب المنتخبات العربية، ولكن المهمة تحتاج إلى جهود كبيرة؛ لأن المنافسين يملكون الحظوظ نفسها، وأقصد دول شرق آسيا، فالمنتخبان الياباني والكوري الجنوبي ومعهما أستراليا تملك كل عوامل الصعود، وأرى أن منتخب قطر يسير بخطوات ثابتة، والأخضر السعودي يملك خبرة التصفيات والمشاركة في نهائيات كأس العالم، ولذلك فهما مرشحان لتمثيل العرب في كأس العالم·
عمرو زكي نموذج مشرف
أبوظبي (الاتحاد) - قال مدرب الوحدة إن المصري عمرو زكي المحترف حديثاً في نادي ويجان الإنجليزي لكرة القدم نجح في إثبات ذاته وقدراته كلاعب متميز وهداف، فهو يمثل العرب أولاً وأخيراً، وأنا أشعر بسعادة كبيرة عندما يتحدث معي عن اللاعب خاصة أنه يلعب في أقوى دوري في العالم، بجانب أنه هداف المسابقة رغم أنه لا يلعب في أحد أندية القمة، وبهذا التألق رد عمرو زكي على كل من شكك في تجربه احترافه الأولى، فهو نموذج مشرف للاعب الكرة·
الزمالك ضحية التناحر الإداري
أبوظبي (الاتحاد) - بوصفه أحد نجوم ''البيت الأبيض''، كان لا بد أن يتطرق الحديث عن الشأن ''الزملكاوي''، وقال حليم إن الزمالك شأنه شأن أي ناد آخر إذا امتلك اللاعبين الذين يخلصون للقميص الذي يرتدونه، في ظل وجود الشعبية الجارفة، والقاعدة الجماهيرية الكبيرة لا بد أن تتحقق النتائج الجيدة، وبالتالي تأتي البطولات والألقاب، وأنا شخصياً لم أكن سعيداً بأداء بعض اللاعبين وطريقة تعاملهم مع النادي، كما أن اختيار بعض اللاعبين المحترفين كان خاطئاً بالأساس·
وأضاف: جمهور الزمالك يستحق كل التقدير؛ لأنه تحمل طويلاً، ولم يتوقف عن مساندة الفريق حتى في أصعب وأسوأ النتائج، على أمل إصلاح الحال، ولكن فترات التراجع امتدت أكثر من اللازم، فغابت البطولات، ولا بد من لتأكيد أن نادي الزمالك عانى كثيراً من الضعف والتناحر الإداري، فالإدارة كانت تهتم بنفسها على حساب الفريق، حتى اختيار اللاعبين الذين يتم التعاقد معهم لم يكن على أسس موضوعية ومدروسة، بدليل أن النادي يتعاقد مع لاعب ليشغل مركز يوجد فيه 5 لاعبين، في الوقت الذي يحتاج فيه الفريق إلى لاعب لمركز شاغر، والتخبط الإداري انعكس على الفريق وحدثت الإخفاقات·
عدد اليوم
