الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أم البطل».. هدية شريفة فاضل لابنها الشهيد في حرب أكتوبر

«أم البطل».. هدية شريفة فاضل لابنها الشهيد في حرب أكتوبر
30 ابريل 2015 21:40
القاهرة (الاتحاد) «ابني حبيبي يا نور عيني، بيضربوا بيك المثل، كل الحبايب بتهنيني، طبعاً ما أنا أم البطل، يا مصر، ولدي الحر أتربى وشبع من خيرك، أتقوى من عظمة شمسك، أتعلم على ايد أحرارك، أتسلح بإيمانه واسمك».. مقدمة الأغنية الشهيرة «أم البطل»، التي غنتها شريفة فاضل، ونعت فيها ولدها، الذي استشهد في حرب السادس من أكتوبر 1973، وهو ابنها من زوجها الكاتب والمخرج والمسرحي الشهير السيد بدير. وأسهم ما تشهده مصر منذ ثورة 25 يناير من عمليات إرهابية تطال الشباب في عودة الأغنية لموقع الصدارة، حيث تسيل معها دموع أمهات مصر مع كل حرف تعاطفاً مع موقف كل أم يستشهد ابنها. ثنائي الوطنية كتبت الأغنية الشاعرة نبيلة قنديل ولحنها زوجها الموسيقار علي إسماعيل، علماً بأن الكثيرين يعتبرانهما نموذجاً لثنائي الوطنية المتحمسة، وكتبت نبيلة أيضاً «حلاوة شمسنا»، و«هاتوا الفوانيس»، و«سبحة رمضان»، و«أهه جه ياولاد»، وخلدتها السينما بأغاني فيلمين من أهم أفلام يوسف شاهين هما «الأرض» بأغنية «الأرض لو عطشانة»، و«العصفور» بأغنية «رايحين راجعين شايلين في إيدنا سلاح»، وهي الأغنية التي كتبت ولحنت قبل نصر أكتوبر في نبوءة تحققت. وتتوقف شريفة فاضل عند «أم البطل»، وتقول: «سيطر عليَّ الحزن بعد استشهاد ابني، وبعد 3 أشهر طلبت من صديقتي الشاعرة نبيلة قنديل، أن تكتب أغنية عن أم بطل، لأن كل الأغنيات كانت تغنى للمقاتلين، وسألتني: هل أكتبها عن أم شهيد؟ قلت لها: لا، أريدها أن تصل لأمهات كل الأبطال الذين شاركوا في حرب أكتوبر، من استشهد منهم ومن نجا». جملة موسيقية تقول: دخلت نبيلة غرفة ابني الشهيد لدقائق، ثم خرجت وفي يدها ورقة بكلمات الأغنية، التي هزتني بشدة وشعرت بأنها تعبر عني بالفعل، فقط طلبت منها تعديل شطرة «بيضربوا بيك المثل» لأنني رأيتها غير مناسبة، لكنها تمسكت بها وكان زوجها علي إسماعيل حاضراً معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله وعاد في اليوم التالي بلحن شديد الإتقان، لم أطلب تعديل جملة موسيقية منه، وفي اليوم الثالث كنت بماسبيرو لتسجيلها، فرحب رئيس الإذاعة وقتها بالأغنية، وأمر بدخولي الاستديو فوراً». وكشفت عن أنها بمجرد أن غنت المقطع الأول سقطت من شدة التأثر، وتكرر الموقف، حتى سمعت المطربة فايزة أحمد التي كانت موجودة بالاستديو مصادفة تخاطبها قائلة:» لو مش قادرة تغنيها، بتغني ليه؟» وأن هذه الجملة زادتها إصراراً على أن تنهيها في مرة واحدة، وأن تسجيلها لم يستغرق أكثر من ساعات. وأشارت إلى أن «بابا شارو» رئيس الإذاعة اعترض بعد تسجيل الأغنية على بطء الإيقاع ما جعل الأغنية حزينة جداً، وأنه طلب من الملحن تسريعه ليحمس الجنود على الجبهة، وأنها رغم عدم رضاها عن الإيقاع السريع للأغنية، فقد سجلتها، كما أراد رئيس الإذاعة، وأنها كانت تبطيء الإيقاع نسبياً حين تغنيها في الحفلات، لأن البطء يمس إحساسها بشدة، وأنها كانت تفضل أن تختتم بها حفلاتها حتى تستطيع إكمالها من دون بكاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©