الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دموع الألمان

دموع الألمان
8 يوليو 2010 22:07
عاشت المدن الألمانية برلين، دريسدين، كولون، ميونيخ، ليلة حزينة وبائسة بكل معاني الكلمة مساء أمس الأول، عندما خسر منتخب الماكينات أمام الماتادور بهدف مقابل لا شيء في نصف نهائي كأس العالم، إنها ليلة شبيهة بالتي عاشتها العاصمة وباقي المدن قبل 4 سنوات بالضبط عندما ودع المانشافت نصف النهائي في النسخة الماضية بألمانيا أمام إيطاليا، ولكن الحزن في هذه المرة كان أكبر، ولما لا فقد قدم المنتخب عروضا استثنائية هذه المرة، واشتهر بعزف الرباعيات أمام أستراليا، وإنجلترا، والأرجنتين، وكلها منتخبات عنيدة، وقوية، وقدم وجها مختلفا هذه البطولة، وكانت كل المؤشرات تؤكد بأنه سيتجاوز عثرة النسخة الماضية، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهيه السفن في تلك الليلة عندما أعطتهم الكرة وجهها القبيح، وغاب فن الماكينات، وتاه اللاعبون في الملعب خصوصا في الشوط الثاني، وتوالت عليهم هجمات الماتادور من كل إتجاه، وظهر الفريق مكشوفا، مأزوما، غائبا عن الوعي، بلا قائد. المشهد كان مؤسفا، والخوف تسلل إلى نفوس كل عشاق الماكينات بداية من الدقائق الخمس الأولى، والذهول سيطر على الجماهير التي احتشدت لمتابعة المباراة عبر الشاشات العملاقة في الميادين العامة في مدن ميونيخ، ودريسدن، وكولون، وبرلين، وبون، وبدأ الخوف يتحول إلى فزع مع بداية الشوط الثاني، والفزع يتحول إلي رعب في الربع ساعة الأخير بعد أن منى مرماهم بهدف بويول، باتت الدقائق تمر كالثواني، ولا جديد، وبدأت الدموع تنهمر من الأعين خوفا وقلقا وأملا، واختلطت مشاعر الألم بالأمل والحزن بالهلع، ومع صافرة النهاية إنطلقت المسيرات الحزينة من الميادين إلي المنازل، وانطلقت صيحات الفتيات، ودموع الفتيان الصامتة، وآهات الرجال، وضاع الحلم الكبير الذي طالما تعلقوا به، ورواه اللاعبون من عرقهم في المباريات السابقة، وسقته المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل من أعذب كلمات الأمل والثقة ، والدعم خصوصا عندما وقفت خلف الفريق في مباراة الأرجنتين في الملعب، والتحمت بالجماهير العادية، وارتفع مع كلماتها سقف الطموح لتجاوز نصف النهائي، والرد على الخسارة القاسية التي تجرعها الفريق نفسه قبل عامين في نهائي كأس أمم أوروبا أمام الماتادور، وذهب الجميع إلى بيوتهم غير مصدقين ما حدث لهم، إنها 90 دقيقة من الأسف، والحسرة، والألم، و17 دقيقة من الهلع والرعب، بعد أن مني مرماهم بالهدف الأول. وبعد أن انفض السامر، وخلت الميادين والشوارع من مظاهر الأمل، والاحتفاليات، حاول الجميع أن يهربوا من الحسرة إلى النوم، ولكنهم لم يتمكنوا، فلم ينم أحد من وقع الخسارة، وظلت الأحزان ترافقهم حتى الصباح، وستبقى آثارها حتى المونديال القادم بالبرازيل في عام 2014 .
المصدر: ديربن - ميونيخ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©