الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التقنية الكبيرة تتسابق لجمع البيانات

شركات التقنية الكبيرة تتسابق لجمع البيانات
21 يناير 2017 20:08
ظل محور الثروة وقوة التأثير في قطاع التقنية، يدور حول من يفرض سيطرته على نشاطي البرامج والأجهزة التي تعمل عليها هذه البرامج. أما الآن، فقد أصبحت البيانات التي يتم جمعها بكميات ضخمة، والتي تمثل كل شيء تقريباً من الذكاء الاصطناعي إلى التسوق الإلكتروني، تشكل بؤرة تركيز قطاع التقنية. ويتساءل الأكاديميون وصانعو القرار، خصوصاً في أوروبا، عما إذا كانت شركات الإنترنت الكبيرة مثل، «جوجل» و«فيسبوك»، تخطط لاستخدام مصادر بياناتها كحاجز ضد الداخلين وعمليات الابتكار الجديدة. وخضعت «جوجل» و«فيسبوك» و«آبل» و«أمازون» و«مايكروسوفت» خلال السنوات القليلة الماضية، لتحقيقات حول عمليات تتعلق بالتهرب الضريبي والقرصنة الإلكترونية ومكافحة الاحتكار. لكن خلال السنوات المقبلة، ربما ينصب تركيز المنظمين حول العالم، على من لديه القدرة على السيطرة على نوعية البيانات، في الوقت الذي تصارع فيه الحكومات للفهم والسيطرة على شركات التقنية الأميركية الكبيرة. وأصدرت المفوضية الأوروبية ومجلس اللوردات، تقارير في السنة الماضية بخصوص شركات منصات رقمية، تلقي الضوء على الدور المهم الذي يلعبه جمع البيانات وتحليلها وتوزيعها، في خلق وتشكيل الأسواق. وفي الوقت الذي يسعى فيه المنظمون الحكوميون لسبر غور الحقبة الجديدة من المنافسة على البيانات، أدركوا أنه ليس من السهولة إقامة الحجج العادية لمكافحة الاحتكار. على سبيل المثال، لا شك في أن استخدام المزيد من البيانات لتحسين الخدمة للمستخدمين واستهداف الإعلانات بدقة أكثر، يعود بفوائد كثيرة. ويرى بعض الخبراء أنه وفي خضم مثل هذا السوق المحتدم المنافسة، ربما تفقد خصوصية المستهلك الشيء الكبير من الحماية. وتتشابه المخاوف الناجمة عن المنافسة، مع التي شهدتها تسعينيات القرن الماضي حول البرامج و«مايكروسوفت». ويتلخص القلق في أنه في حين تجذب شركات الإنترنت الكبيرة المزيد من المستخدمين والمعلنين، وبالتالي تجمع مزيداً من البيانات، يحول تأثير الشبكة القوي والفعال دون انتقال المستخدمين والمعلنين بعيداً عن المنصة الرقمية، مثل ما هو الحال في «جوجل» عند البحث أو «فيسبوك» في شبكات التواصل الاجتماعي. وينعكس تصاعد أهمية البيانات في الاختراقات العلمية التي تم تحقيقها في مجال الذكاء الاصطناعي ونشاط البرامج. وتكتسب حزم معينة من البيانات، قيمة كبيرة بالنسبة إلى الشركات العاملة في هذه التقنيات. ومن الأمثلة الرئيسية شراء «مايكروسوفت» موقع «لينكد إن»، الشبكة التجارية الاجتماعية، مقابل 26,2 مليار دولار في السنة الماضية. ويعتقد ساتيا ناديلا، المدير التنفيذي لـ«مايكروسوفت»، أن صفقة «لينكد إن»، تشكل ركيزة أساسية في أهداف الشركة على المدى الطويل للدفع بعجلة الإنتاجية والعملية التجارية وليصبح السوق الرقمي التي تعرف كيفية الحصول على الوظائف وبناء الخبرات وتسويق العمل وإنجازه. وتراهن «آي بي إم» أيضاً بشدة على البيانات في المستقبل، حيث ركزت صفقات الاستحواذ في قطاعات معينة، مثل شراء «تروفين هيلث»، التي تملك بيانات ما يزيد على 200 مليون مريض مقابل 2,6 مليار دولار. وتشير تقديرات «آي بي إم»، إلى أن 70% من البيانات العالمية، ليست متوفرة على الشبكة العامة، لكن في قواعد بيانات خاصة، لحماية الخصوصية أو الأسرار التجارية. وتهدف استراتيجية الشركة، إلى إضافة البيانات التي حصلت عليها، لبيانات العملاء ومن ثم استخدامها لتدريب برنامج «واتسون» للذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات تتضمن مساعدة الباحثين الطبيين واكتشاف طرق جديدة لمعالجة الأمراض. وفي «جوجل» تعمل البيانات على دعم توجه الشركة في برامج الأعمال التي تعتمد على الحوسبة السحابية، لتعضد سنوات من العمل الذي تم إنجازه في محرك البحث والخدمات الأخرى التي تقدمها الشركة لعملائها والتقدم الذي أحرزته مؤخراً في مجال التعرف على الصور والصوت وترجمة اللغات. وعلى سبيل المثال، تخطط «جوجل» لإطلاق برنامج خدمي لتحسين الحصول على الوظائف وعمليات التوظيف، بيد أنه ما زال تحت التجربة. وتتضمن بيانات البرنامج أكثر من 17 مليون وظيفة شاغرة وملفات شخصية وسير ذاتية لما يزيد على 200 مليون شخص. انترناشيونال نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©