قدم الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس قسم الدراسات والنشر في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي محاضرة بعنوان: ''الثقافة العربية- الراهن والرهانات'' باستضافة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بحضور عدد من المثقفين والصحفيين والمهتمين بالفكر والأدب·
واستهل عبداالعزيز محاضرته بالحديث عن أهم مفاصلها التي تمحورت حول مفهوم الثقافة بوصفه مدخلاً أولياً في محاولة البحث عن الهوية الثقافية للإنسان العربي منذ مجيء الإسلام الذي قدم جواباً سماوياً لمعضلات التشكل الذهني العربي، ثم تطرق إلى الثنائيات في الفلسفة العربية والإسلامية وإلى مفاهيم ابن رشد لخلق كيمياء تواشج بين الثنائيات في كتابه ''فصل المقال بين الحكمة والشريعة والاتصال''·
وبحث المحاضر في سؤال حول الجاهلية ومكونها الذهني في العقل العربي المعاصر، وعن الثقافتين العالمية والشعبية والعلاقة بالآخر الإنساني ودور البنية المؤسسية في الثقافة العربية وفي تساؤل ملح إلى اين تتجه الثقافة العربية·
شخّص عمر عبدالعزيز حالة واقع الثقافة العربية المعاصرة ضمن حدود مزدوجة أشار إليها بوضوح، وهي التماهي مع الآخر إلى حد التأثر به أو رفضه رفضاً عدمياً، وتناول الحاكمية العربية بالشرح والتفصيل، واصفاً الملكية التاريخية بالنمطية غير القادرة على التصالح مع طبيعة ثقافة المجتمع ووجوده المتغير، أما الحاكمية الجمهورية العربية فقد وصفها بالجمهورية الغائبة عن المعنى الدقيق لهذا المصطلح·
وقال: إن الثقافة العربية صادرة عن بعد واحد ثم بعدين ثم أبعاد متعددة، وأشار إلى الواحدية الثقافية في مراحلها الأولى عبر الانتقال من نمط اجتماعي وفكري معين إلى آخر ملتزم·
حرص الدكتور عبدالعزيز على أن يناقش الثلاثية التي افترضها في محاضرته وهي ''الواحدية/ الثنائية/ التعددية'' في الثقافة العربية وتنقلها التتابعي في هذه التحولات· ولفت الباحث إلى استنتاج اعتبره هاماً وهو ''التشابك غير الحميد مع التاريخ، كما يقول: والتاريخ هذا يحمل معنى الذات والموضوع والأناء الآخر والوعي والوجود، ففي كل هذه المتواليات نشتبك مع التاريخ اشتباكاً عسيراً، فلا نستطيع الانزياح إلى الأمام، بل إن الاجتهادات الكبرى التي قدمها ابن رشد والفارابي وابن حزم الأندلسي والكندي وابن عربي مازالت متوارية وراء رماد التخلف وتدوير أسوأ تجليات الماضي وتجسيد القيم الرفيعة ذات الصلة بالإنسان وكينونته·
قدم المحاضر الأديب الشاعر الفلسطيني أنور الخطيب الذي أشار إلى مساهمات الدكتور عمر عبدالعزيز كرئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي في الشارقة ومدير تحرير مجلة ''الرافد'' في تفعيل دور الثقافة وأهميته في المجتمع عبر كتبه ومساهماته الدراسية·
عدد اليوم
