احتار خبراء كرة القدم في مسمى مركزه في الملعب، فهو لاعب وسط ميدان يميل إلى الهجوم في المقام الأول، إلا انه يؤدي أدوار لاعب الوسط المدافع ببراعة في حالة فقدان فريقه للكرة، وبهذا المزيج الفريد أصبح تشافي هيرنانديز أفضل لاعب وسط في العالم في الوقت الحالي، وهو أفضل من يتحكم في إيقاع المباريات دون النظر إلى اسم وأهمية وقوة المنافس، واستحق مايسترو المنتخب الإسباني الحصول على لقب “سيد التمرير الدقيق”، حيث تشير الإحصائيات إلى انه يتمتع بنسبة التمريرات الأعلى مقارنة مع أي لاعب آخر في المونديال، فقد خرجت من قدمه 570 تمريرة خلال المباريات الماضية تجاوزت نسبة دقتها 81 %.
وعلى الرغم من براعة الثنائي الألماني شفاينشتايجر وخضيرة إلا أنهما فشلا في السيطرة على تحركات تشافي الذي أجبرهما على أداء دور المشاهد في الملعب، ليستحق الحصول على لقب أفضل لاعب في المباراة، ويبدو أنه عقد العزم على تكرار إنجاز يورو 2008 حينما قاد منتخب بلاده للفوز باللقب، والحصول في الوقت ذاته على لقب أفضل لاعب في البطولة.
تشافي الذي خاض مع منتخب بلاده 6 مباريات في المونديال لم يحصل على بطاقة صفراء واحدة، ولم يرتكب سوى 10 أخطاء بمعدل يقل عن الخطأين في المباراة الواحدة، وسيكون النهائي التاريخي بين إسبانيا وهولندا الأحد المقبل مناسبة خاصة لتشافي ليس لأنها نهائي الحلم الكبير فقط، بل لأنه خاض مباراته الدولية الأولى في 15 نوفمبر عام 2000 ضد المنتخب الهولندي.
بطاقة تشافي هيرنانديز تشير إلى انه من مواليد 25 يناير 1980 (30 عاماً) ولم يعرف طوال مسيرته الكروية نادياً سوى البارسا الذي بدأ أولى خطواته به قبل أن يتجاوز 11 عاماً، وانضم إلى فريقه الأول في عام 1998 ليشارك منذ هذا الوقت في 527 مباراة محرزاً 53 هدفاً، ويحصل معه على 13 بطولة أبرزها 5 بطولات للدوري الإسباني، ولقبان لدوري الأبطال الأوروبي، وعلى المستوى الدولي دافع عن ألوان منتخب بلاده في 93 مباراة دولية منذ عام 2000، وهو العام التالي لمشاركته مع منتخب إسبانيا تحت 20 عاماً في التتويج بلقب مونديال الشباب، ليواصل مسيرته الدولية الناجحة ويقتنص مع المنتخب الأول بطولة يورو 2008 للمرة الأولى في تاريخ الكرة الإسبانية، وها هو يقترب من معانقة المجد الأكبر بمنح إسبانيا لقبها المونديالي الأول على الرغم من صعوبة المهمة التي تتطلب التفوق على رفاق روبن وشنايدر في نهائي المونديال الأحد المقبل.
عدد اليوم
