الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارب لاستخلاص الفوسفور من المياه العادمة

تجارب لاستخلاص الفوسفور من المياه العادمة
29 ابريل 2013 20:43
أبوظبي (الاتحاد) - في الوقت الذي يواصل فيه الإنسان التنقيب عن الموارد الطبيعية على سطح الأرض وفي باطنها، لاستغلالها في مناحي حياتية عدة، نجد العلماء يبذلون جهودهم للبحث واكتشاف مصادر بديلة، مثل اكتشاف الوقود المتجدد والمستدام، لكن هناك مصدرا طبيعيا آخر معرضا للنضوب والاختفاء وهو الفوسفور، والذي سوف يسبب غيابه نتائج خطيرة على الحياة المعاصرة في يومنا هذا، لأن الفوسفور يعتبر عنصرا مهما في مقومات الحياة على سطح الأرض، فهو يساعد الكائنات الحية على تحويل المواد الغذائية إلى طاقة، وكذلك يعتبر عنصرا أساسيا من عناصر الحمض النووي، كما يدخل الفوسفور في صناعة الرلكترونيات وأعواد الثقاب، وحتى في مستحضرات منظفات الشعر. إنتاج الأسمدة وقد تحدث في هذا الجانب المهم من المصادر الطبيعية، الدكتور جينس إيجبي شميدت، أستاذ في برنامج الهندسة الكيميائية في معهد مصدر، قائلاً: من الاستخدامات المهمة لعنصر الفوسفور هو استخدامه بشكل رئيسي في إنتاج الأسمدة الزراعية، فهو يعوض النقص في جودة التربة، ويساعد في تحويل الأراضي القاحلة إلى أراض منتجة، كما يسهم في زيادة إنتاج مجموعة واسعة من المحاصيل، وتشير التقديرات في الوقت الحاضر، إلى أن احتياطيات صخور الفوسفات، والتي تحتوي على عنصر الفوسفور التي تشكل المادة الخام الرئيسية لصناعة الأسمدة، قد تستمر 50 عاما فقط، وحيث إن هذه الاحتياطيات تتناقص بانتظام، فإن الأسعار سوف تزداد، وقد ارتفعت بالفعل بنحو 800 بالمائة في العقود الأخيرة، مما سبب ارتفاعا في تكلفة المواد الغذائية في كثير من الدول، خاصة في تلك الدول التي لا تكون فيها التربة خصبة. مصادر أخرى ومن أجل مواجهة هذا التهديد لعنصر الفوسفور، كما يقول الدكتور شميدت، يقوم الباحثون في معهد مصدر بالعمل للحصول عليه من مصادر أخرى، فهم يحاولون استكشاف وسائل لجمع وإعادة تدوير الفوسفور، من مصادر بديلة مثل النفايات المنزلية أو المياه العادمة المنزلية، وتعد أبوظبي حاليا من بين أعلى الدول المنتجة للنفايات البلدية الصلبة في العالم، وذلك بنسبة خمسة كيلوجرامات للشخص الواحد يوميا، وتشغل المواد العضوية ثلاثة أرباع هذه الكمية، بالإضافة إلى الارتفاع الملحوظ في منسوب إنتاج الإمارة لمياه الصرف الصحي. ويكمل شميدت: في الوقت الحالي تذهب النفايات المنزلية إلى المكب، ولا يعاد تدوير الفوسفور الموجود في مياه النفايات المنزلية، ويشكل الفوسفور الموجود في هذه النفايات خطرا على الحياة المائية، في حال انتهى إلى البحيرات والأنهار الجوفية أو مياه الخليج العربي، وهو أمر ربما غفل عنه الكثيرون، كما يمكن أن يشكل خطرا على مياه الأنهار الجوفية والبحار، ويمكن أن يسبب الفوسفور نموا مفاجئا للحياة النباتية المائية نتيجة وفرة المواد الغذائية، وهذه النباتات بدورها يمكن أن تخنق الأسماك وتجعل المياه سامة لاستخدام الإنسان، لكن يمكن مواجهة هذا الخطر وجعل المياه صالحة للاستعمال، وذلك بتوفير مصدر جديد للوقود الحيوي والأسمدة. إنتاج الوقود الحيوي يحاول فريق معهد مصدر تطوير طريقة خاصة بدولة الإمارات، لتحقيق هذا الهدف، حسبما أوضح الدكتور شميدت، أن هذه الطريقة تعتمد على استخدام الميكروبات لتحويل النفايات إلى وقود حيوي، مما ينتج عنه بقايا غنية بالفوسفور، والغاز الحيوي الناتج من هذه الطريقة مشابه للغاز الطبيعي، ويمكن أن يستخدم كبديل له، كما يمكن إضافة الإيثانول الحيوي إلى البترول العادي، وفي نفس الوقت يمكن استخدام البقايا الفسفورية كمصدر آمن ومنخفض التكلفة للأسمدة المصنعة محليا، بالإضافة إلى إنتاج الوقود الحيوي والأسمدة والنفايات الأكثر أمانا، مشيرا إلى أن هذا البحث سوف يسهم في دعم قيادة إمارة أبوظبي، في مجال تطوير التقنيات القائمة على الموارد المتجددة والمستدامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©