الأفلام التي لا تغيب عن ذاكرة السينما المحلية عديدة، ويمكن لنا أن نسرد مجموعة من العناوين التي أصبحت متداولة ومحفورة في وعي صناع السينما المحليين، ففي العام 1994 أخرج الشاعر والسينمائي مسعود أمرالله أول فيلم إماراتي يحقق شروط الفيلم الروائي القصير وبتكنيك بصري عال وسابق لزمنه، خصوصا وأن أمرالله اعتمد على مرجعية شعرية وثقافية وسينمائية خصبة، ومهمومة في ذات الوقت بسؤال الفن وغوايته لا بإجاباته الجاهزة، ويمكن القول أن كل الأفلام القصيرة الأخرى التي شهدتها الساحة المحلية كانت قد خرجت من معطف فيلم: ''الرمرام''، ومن الأفلام الأخرى التي يمكن ذكرها في هذا السياق يبرز فيلم ''طوي عشبة '' للمخرج المبدع وليد الشحي والذي قدم أفلاما أخرى تميزت بإخلاصها للصورة كمعبر رئيسي لتحقيق أفلام ذات جودة تعبيرية عميقة، توضحت معالمها في أفلام مثل: ''عناوين الموتى'' و''حارسة الماء'' والفيلم التسجيلي ''أحمد سليمان''، كما قدم عبدالله حسن أحمد أفلاما ذات بعد واقعي ولكنها لم تتخل عن البحث والتجريب في الطاقات الجمالية للفيلم القصير، فقدم أفلاما مثل: ''الفستان'' و''آمين'' و''عصافير القيظ'' و''تنباك'' وأخيرا فيلم ''سماء صغيرة'' بمشاركة المخرج عمر إبراهيم·
وقدم هاني الشيباني فيلم: ''جوهرة'' المشغول بعناية بصرية مرهفة، واقتحام جريء للتفاصيل المهملة في قصص الواقع البعيد والمغيب، أما سعيد سالمين الذي لقبه البعض بحاصد الجوائز فأستطاع من خلال أفلام حملت عناوين: ''هبوب''، و''عرج الطين'' و''بنت مريم'' أن يلفت الأنظار إلى موهبة سينمائية صاعدة بقوة في الساحة المحلية والخليجية، حيث استطاع أن يجهز لسيناريوهات وقصص أفلامه تلك العدة القوية والمتكاملة من الخيال الإخراجي والجهد الفني·
وهذه الحصيلة الوافرة من الأفلام القصيرة، دفعت البعض إلى مغامرة أكبر وهي تحقيق أفلام روائية طويلة، وارتداء قفاز التحدي لعرض هذه الأفلام في صالات السينما المحلية، ولكن لإعتبارات تتعلق بحداثة التجربة وقلة الإمكانيات والتسرع ونقص المعرفة بلعبة العرض التجاري، فإن جل هذه الأفلام التي وصلت إلى الرقم أربعة لم تستطع الصمود في الصالات، كما أنها لم تظفر بالنجاح المتوقع من قبل صناع هذه الأفلام· حملت هذه الأفلام العناوين التالية: ''حلم'' لهاني الشيباني''، و''عقاب'' ثم ''رمال عربية'' لمجيد عبدالرزاق، وأخيرا ''حنين'' لمحمد الطريفي· وهناك محاولات جادة وجديدة من قبل مخرجين آخرين لتجاوز المطبات التي مرت بها المحاولات الأولى لتقديم فيلم روائي طويل في الإمارات، حيث يستعد نواف الجناحي لتقديم فيلم ''الدائرة'' بتقنيات وأفكار توائم بين متطلبات العرض الجماهيري، وبين الشروط الفنية والقياسية للفيلم الروائي الطويل، وهناك مشروع آخر يعمل عليه حاليا المخرج علي مصطفى، بالإضافة إلى مشروع المخرج وليد الشحي، أما المخرج صالح كرامة فقد إنتهى فعليا من فيلمه ''حنة'' المزمع أن يقابل بحفاوة نقدية كبيرة، خصوصا وأن كرامة من الفنانين الذين يعملون بصبر وهدوء ودأب لا يتوقف من أجل تخطي المراحل السابقة في مشواره الفني والثقافي الطويل·
عدد اليوم
