الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأبيض» يقهر «الساموراي» بصلابة الدفاع وفاعلية الهجوم

«الأبيض» يقهر «الساموراي» بصلابة الدفاع وفاعلية الهجوم
2 سبتمبر 2016 22:36
عمرو عبيد (القاهرة) حصد «الأبيض» أول ثلاث نقاط في التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2018 بروسيا، بفوز تاريخي كبير ومهم جداً على اليابان في عقر دار الأخير 2 - 1، ليفتتح الأبيض المشوار الحاسم لحلم المونديال بالتغلب على أحد كبار المنافسين في المجموعة الثانية ضمن التصفيات الآسيوية، ويحتل المركز الثاني بفارق الأهداف عن أستراليا قبل المواجهة التي ستجمع بينهما بعد أيام قليلة. الأبيض قدم مباراة جيدة جداً، نجح في قلب النتيجة بعد التأخر بهدف مباغت من خطأ دفاعي في التمركز أثناء ركلة ثابتة حرة، ليحولها إلى فوز بهدفين رائعين للنجم الكبير والهداف الأول للمنتخب، أحمد خليل، من ركلتين ثابتتين أيضاً، في مباراة حسمتها الركلات الثابتة. الفوز كان رائعاً ومهماً في بداية رحلة التأهل إلى المونديال، لكن الأروع أنه جاء خارج الديار وأمام منافس عنيد وقوي وأحد كبار المرشحين للتأهل إلى النهائيات، بالإضافة إلى نجاح الأبيض في تعديل النتيجة وتحسين الأداء والتغلب على أخطاء الشوط الأول، فردياً وتكتيكياً، ولعب المنتخب بشكل نموذجي واقعي، يعرف المطلوب منه ويصل إليه بنجاح، وكان الشوط الثاني، رغم صعوبته، هو الأفضل للإمارات بعدما نفذ هجماته المرتدة ببراعة خطف بها هدف التقدم والفوز، وأظهر صلابة دفاعية هائلة عوضت بعض هفوات الشوط الأول ومنحت المنتخب ثقة كبيرة بأن القادم سيكون أفضل. الأبيض ترك الاستحواذ الأكبر على الكرة لمصلحة الكمبيوتر الياباني، صحيح أن الأمر كان إجبارياً في بداية اللقاء ونهايته، بسبب سعي اليابان للتسجيل مبكراً ثم حاجتهم إلى إدراك التعادل في نهاية الأمر، ولكن التمركز الدفاعي، الذي بدأ من خط الوسط، هو العامل الإيجابي الذي منح الأبيض نقاط المباراة، وظهرت شخصية المنتخب بعد تأخره مبكراً ووجود بعض الثغرات الدفاعية في وسط الملعب وعلى الأطراف، لكنه سرعان ما عاد بالنتيجة إلى التعادل ثم ظهرت بوادر التحسن الدفاعي شيئاً فشيئاً، خاصة نهاية الشوط الأول حيث نجح الأبيض في الحفاظ على الكرة والتقدم إلى الأمام رويداً رويداً مع منع اليابان من الاستمرار في الحالة الهجومية إلى حد كبير. وكان طبيعياً أن يقدم الأبيض أداء أفضل في بداية الشوط الثاني مثلما أنهى الأول بقوة، واستطاع التقدم مبكراً بهدف ثانٍ زاد من توتر المنافس وأفقده توازنه وتركيزه، وهو ما بدا واضحاً أكثر على تحركات وعصبية المدير الفني للمنتخب الياباني، خليلودزيتش، ومع التقدم في وقت المباراة، كان «الأبيض» قادراً على زيادة الأهداف لكن التسرع أضاع عدة هجمات مرتدة واعدة، وفي الوقت ذاته. الأرقام والإحصاءات أكدت ذلك، حيث البداية ستكون مع حارس المرمى الرائع، خالد عيسى، الذي أمسك وأبعد 8 تسديدات على مرماه من إجمالي 9 محاولات دقيقة، بنسبة نجاح تبلغ 89%، ومنها تصديات إعجازية لبعض الكرات من داخل الـ6 ياردات والرأسيات القريبة القوية، وقدم عيسى ردة فعل مبهرة مع سرعة التحرك والتصدي لتلك الكرات. أمر آخر أبلى فيه خالد بلاء حسنا للغاية، خاصة في الشوط الثاني، وهو التعامل بحسم مع الكرات العرضية، حيث نجح في إبعاد 7 تمريرات خطيرة بخروج موفق واستخدام مميز لقبضة يده، مقابل إخفاق في كرة واحدة عوضه سريعاً بإلقاء جسده أمام التسديدة الثانية في الهجمة ذاتها، وهو ما صنع فارقاً كبيراً لمصلحة الأبيض خاصة مع إجراء مقارنة سريعة لما حدث في الشوط الأول من تسديد لاعبي اليابان لثلاث كرات بين القائمين والعارضة كلها كانت بالرأس من العرضيات والألعاب الهوائية، ومنها جاء الهدف الأول أيضاً، وفي الشوط الثاني لم يتكرر هذا الأمر بالكثافة ذاتها أو الخطورة ذاتها، وهو ما يعتبر نجاحاً واضحاً للحارس والدفاع والمدير الفني، مهدي علي، بعدما فطن لتلك الثغرة ونجح في الحد من خطورتها بنسبة كبيرة. ولأن الدفاع في مثل هذه المباريات يكون عليه العبء الأكبر والعامل الأكثر تأثيراً في نتيجتها، فكان تحسن حال الدفاع المبكر من خط الوسط، خاصة من جانب خميس إسماعيل، وهو أحد أبرز لاعبي الوسط المدافع مع المنتخب مؤخراً، وتألق خميس بشدة في قطع واستخلاص الكرات ومنع التمريرات بالإضافة إلى تصديه لتسديدات وعمل حائط ناجح في توقيت متميز، واستخلص خميس 23 كرة كأغزر لاعبي الأبيض في هذا الأمر. دفاع الأبيض، خاصة منطقة القلب، ظهر مفككاً في بعض فترات الشوط الأول المبكرة، وجاهد اليابانيون في محاولة إحداث الخلخلة بالتمرير المستمر بين قلبي الدفاع وارتكاز الوسط والتحرك دون توقف من دون كرة، ومع تراجع في التغطية العكسية من قبل ظهيري منتخبنا، ظهرت الهفوات وحدثت الخطورة، خاصة من الاختراق أو العرضيات العكسية يميناً ويساراً، لكن كما ذكرنا فقد انقلب الوضع تماماً في الشوط الثاني، وكان لدخول وليد عباس فضل كبير في ذلك، بالإضافة إلى تركز مهند سالم وإسماعيل أحمد في الصعود عالياً لمنع العرضيات وتشتيتها بقوة مع حسن استغلال ارتفاع قامتهما مقارنة بلاعبي اليابان، ونجح مهند في قطع 22 كرة، و18 كرة أخرى بوساطة إسماعيل، بالإضافة إلى النجاح في التصدي لخمس تسديدات لم تمر بين أجساد وأقدام لاعبينا. وكان التدرج بالكرة سليماً للغاية بعد إحراز خليل هدف التعادل وعودة الثقة والهدوء للمنتخب، ومع الهدف الثاني، سار الأمر بصورة مثالية، في ظل وجود عموري وعامر في وسط الملعب، ورغم فقدانهما الكرة عدة مرات، 6 كرات من عموري و5 من عامر، نتيجة الضغط العكسي من المنافس ووجودهما أحياناً بشكل فردي دون مساندة، لكنهما كانا محطة ارتكاز ونقل مهمة للغاية، ومرر عموري 50 كرة، مقابل 43 لعامر، وهما الأغزر بين صفوف المنتخب، وزاد الأمر إيجابية قدرة عامر على التمرير الصحيح الدقيق في أضيق المساحات وبشكل سريع، ساهم في حرمان الكمبيوتر الياباني من الاستمرار في الهجوم بشكل مكثف مبالغ فيه، ومرر عامر الكرة بدقة 93% وهي نسبة عالية، كما مرر عموري بدقة 80% وهو أمر مقبول جداً في ظل الضغط الكبير الذي نفذه لاعبو الساموراي على لاعبنا المهاري الموهوب خوفاً من تمريراته القاتلة في الهجمات المرتدة السريعة. إفساد 14 غزوة يابانية القاهرة (الاتحاد) توغل منتخبنا هجومياً ثلاث مرات فقط داخل منطقة الجزاء اليابانية، لكنها كانت كافية لإحداث خطورة تكفي لتحقيق الفوز، في حين تحمل الدفاع عبئاً هائلاً بالتعامل مع 14 تسديدة من داخل المنطقة، بنسبة 63% من إجمالي محاولات المنتخب الياباني. رئة تنفس خط المقدمة القاهرة (الاتحاد) كان إسماعيل الحمادي رئة مهمة للأبيض في التنفس الهجومي، صنع هدفاً بقتالية هائلة مكنته من انتزاع الكرة من بين أقدام ثلاثة لاعبين ليحصل على ركلة جزاء صحيحة، بالإضافة إلى تحركاته السريعة في نقل الهجمات، وزاد عليها دقة تمريراته المهمة في مثل هذه المباريات المضغوط فيها منتخبنا دفاعياً، خاصة في ظل رغبة جنونية من جانب اليابان للعودة إلى المباراة بعد التأخر، ومرر الحمادي 16 كرة بدقة 94%، ليكون الأفضل بين كل لاعبي الأبيض. هدفان بفعالية 50% القاهرة (الاتحاد) قدم هجوم «الأبيض» فعالية كبيرة، ومن خلال 4 محاولات دقيقة على المرمى، أحرز الأبيض هدفين، بفاعلية 50%، مقارنة بنسبة 40% لمصلحة اليابان، وشكل الثلاثي، خليل ومبخوت وعموري، أغلب القوة الهجومية الخطيرة، حيث كان هداف المنتخب هو أغزر اللاعبين محاولة على المرمى، وسدد 4 كرات، منها 2 بين القائمين والعارضة، سكنتا الشباك، بفاعلية 100%.. تلاه مبخوت بتسديدتين إحداهما كادت أن تكون هدفاً، وسدد عموري مرتين خارج المرمى، لكن الأخيرة حادت عن القائم الأيسر الياباني بمعجزة ليضيع هدف آخر مؤكد. 15 هجمة من العمق القاهرة (الاتحاد) نجح الأبيض في تشكيل الخطورة عبر الهجوم من العمق، والذي صنع من خلاله 15 هجمة لتكون هي الجبهة الأغزر والأخطر في الوقت ذاته، وهو ما قد يفتح المجال للحديث عن ضرورة تحسن الأطراف هجومياً في قادم المرات، خاصة عندما يلعب الأبيض وسط جماهيره. وكان الالتزام الدفاعي من جانب طرفي المنتخب ضرورياً، في ظل خطورة جناحي اليابان، خاصة الأيسر الذي زادت هجماته في الشوط الثاني، لكن أحسن مهدي علي صنعاً بإشراك محمد فوزي لإغلاق تلك الجبهة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©