الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا تحيي ذكرى الانقلاب الفاشل على أردوغان

تركيا تحيي ذكرى الانقلاب الفاشل على أردوغان
16 يوليو 2017 02:00
أنقرة (وكالات) شارك الرئيس التركي طيب أردوغان وأعضاء من المعارضة، أمس، في مراسم لإحياء الذكرى الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت العام الماضي في لحظة من الوحدة الاحتفالية خيمت عليها ظلال حملات التطهير الشاملة التي تهز المجتمع منذ ذلك الحين.  وكان التجمع في البرلمان واحداً من أوائل التجمعات المقررة في مطلع الأسبوع لإحياء ليلة 15 يوليو عندما نزل ألوف المدنيين غير المسلحين إلى الشوارع لتحدي الجنود المتمردين الذين قادوا دبابات وطائرات حربية وقصفوا البرلمان في محاولة للاستيلاء على السلطة.  ولقي أكثر من 240 شخصاً حتفهم قبل إحباط الانقلاب في استعراض للإرادة الشعبية التي أنهت على الأرجح عقوداً من التدخل العسكري في السياسات التركية. ولكن إلى جانب موجة النزعة القومية، فإن الأثر الأكبر للانقلاب كان تلك الإجراءات الصارمة بعيدة المدى.  وجرت إقالة نحو 150 ألف شخص أو إيقافهم عن وظائفهم في الخدمة العامة والقطاع الخاص، كما اعتقل أكثر من 50 ألف شخص للاشتباه في صلتهم بالانقلاب. وقالت الحكومة أمس الأول، إنها أقالت سبعة آلاف آخرين من أفراد الشرطة وموظفي الحكومة والأكاديميين للاشتباه في صلتهم برجل الدين فتح الله جولن الذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب.  وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم بينما كان أردوغان وأعضاء من أحزاب المعارضة يتابعون: «لم يتخل شعبنا عن السيادة لأعدائه وتمسك بالديمقراطية حتى الموت.. هؤلاء الوحوش سينالون بالتأكيد أشد عقوبة بموجب القانون».  ويقول منتقدون ومنهم منظمات حقوقية وبعض الحكومات الغربية، إن أردوغان يستخدم حالة الطوارئ التي أعلنت بعد الانقلاب لاستهداف شخصيات معارضة بمن في ذلك الناشطون الحقوقيون والسياسيون الموالون للأكراد والصحفيون.  وكان حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد ممثلاً من قبل نائب رئيس الحزب، حيث إن زعيمي الحزب في السجن، وكذلك أعضاء محليين من منظمة العفو الدولية وقرابة 160 صحفياً، حسبما أفادت لجنة حماية الصحفيين.  وخلال المراسم التي أقيمت بالبرلمان، ندد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض بما وصفه بتقويض الديمقراطية في أعقاب المحاولة الانقلابية. وقال كمال قليجدار أوغلو «هذا البرلمان الذي صمد أمام القنابل عفا عليه الزمن وتبددت سلطته»، في إشارة إلى استفتاء أبريل الذي فاز فيه أردوغان بفارق ضئيل ومنحه صلاحيات تنفيذية واسعة.  وأضاف: «في العام الأخير دمرت العدالة. وبدلاً من التسوية السريعة، فرضت حالة طوارئ دائمة». واختتم قليجدار أوغلو هذا الشهر «مسيرة العدالة» التي استمرت 25 يوماً قطع خلالها مسافة 425 كيلومتراً من أنقرة إلى إسطنبول للاحتجاج على اعتقال نائب برلماني من حزب الشعب الجمهوري. ورغم أن وسائل الإعلام الموالية للحكومة تجاهلت إلى حدٍ كبير المسيرة، فإنها بلغت ذروتها في تجمع حاشد في إسطنبول احتجاجاً على إجراءات الحكومة.  وقبيل حلول يوم 15 يوليو ذكرى الانقلاب الفاشل، قدمت وسائل الإعلام التركية تغطية كبيرة للمحاولة الفاشلة التي وقعت العام الماضي، وبثت بعض القنوات تغطية مستمرة لشبان وأمهات يواجهون جنوداً مسلحين ودبابات في إسطنبول. وقتل 249 شخصاً عندما أرسل فصيل متمرد من الجيش دبابات إلى الشوارع، واستخدم الطائرات الحربية في محاولة للإطاحة بأردوغان بالقوة بعدما أمضى الأخير عقداً ونصف عقد في السلطة. إلا أنه تم إحباط المحاولة في غضون ساعات بعدما أعادت السلطات تجميع صفوفها، ونزل الناس إلى الشوارع دعما لأردوغان الذي اتهم أتباع حليفه السابق -الذي بات حالياً بين ألد أعدائه - فتح الله جولن بتدبير المحاولة. وفي خطاب أمس الأول، قال أردوغان «من الآن فصاعداً، لن يكون هناك شيء كما كان قبل 15 يوليو»، واصفاً التاريخ بـ«نقطة تحول» في تاريخ بلاده. وبهذه المناسبة، امتلأت شوارع إسطنبول بلافتات ضخمة صممتها الرئاسة تضم لوحات تعكس الأحداث الرئيسة التي وقعت ليلة المحاولة الانقلابية، بما في ذلك استسلام الجنود الانقلابيين، تحت شعار «ملحمة 15 يوليو». إلا أن البعض انتقد اللافتات التي رأوا فيها تقليلاً من شأن الجيش التركي. وليلة المحاولة الانقلابية، وضعت المعارضة التركية الخلافات السياسية جانبا وتضامنت مع أردوغان. إلا أن موقفها هذا تغير منذ استفتاء 16 أبريل، إذ اتهم معارضو أردوغان الرئيس بالسعي إلى إقامة حكم الرجل الواحد واعتقال أي شخص يعبر عن معارضته له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©