قتل 11 شخصا على الأقل بينهم أربعة أطفال أمس في هجومين بقنبلتين استهدفا الشرطة في العاصمة الباكستانية وإقليم الحدود الشمالية الغربية المضطرب· وفيما اعلن الجيش الباكستاني أنه ألحق ''خسائر فادحة'' من خلال ضربات جوية في وادي سوات، قتل خمسة مدنيين بينهم نساء وأطفال قتلوا جراء قذيفة دمرت منزلهم في بلدة متا في الوادي عينه·
وأصيب خمسة ضباط عندما فجر انتحاري سيارته داخل أحد مقار الشرطة في إسلام أباد· ونجح الانتحاري في اختراق الطوق الأمني عند البوابة الرئيسية للمبنى واصطدم بسيارته بالمبنى المكون من ثلاثة طوابق وتستخدمه شرطة مكافحة الإرهاب ثكنة ومركزا لعمليات الاستجواب·
وقال أصغر رضا جاردازي قائد شرطة إسلام آباد للصحفيين بموقع الانفجار ''لقد عثرنا على أشلاء من جثة يمكن أن تكون خاصة بالشخص الذي يشتبه في أنه هو المفجر الانتحاري''· ولم يكن هناك سوى عدد قليل من ضباط الشرطة داخل المبنى المكون من ثلاثة طوابق بعد نشر فرقة كبيرة العدد من قوات الأمن في العاصمة إسلام آباد لحراسة نواب من البرلمان كانوا يعقدون اجتماعا مغلقا مع القيادة العسكرية للاطلاع على تطور الأوضاع فيما يتعلق بأعمال العنف التي ينظمها مسلحون إسلاميون في المناطق الواقعة على طول الحدود الأفغانية وإقليم الحدود الشمالية الغربية·
وفي حادث منفصل، انفجرت قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق بالقرب من مركبة للشرطة تقل عددا من السجناء إلى السجن المحلي بمنطقة خواجا أوبا التابعة لمنطقة دير بإقليم الحدود الشمالية الغربية· وقال غلام محمد ضابط شرطة بالإقليم إن الانفجار أسفر عن مقتل أربعة من عناصر الشرطة وثلاثة من السجناء·
وتزامن الانفجار مع مرور حافلة مدرسية تقل عددا من تلميذات المدارس ما أدى إلى مقتل أربعة منهن· وقال مسؤولون في المستشفى المحلي إن معظم المصابين الـ 15 من عناصر الشرطة والأطفال· وأعربوا عن خشيتهم من ارتفاع حصيلة القتلى لأن معظم المصابين في حالة خطيرة·
من جانب آخر أفاد مسؤول في اجهزة الامن الباكستانية ان الضربات الجوية التي شنها الجيش الباكستاني ألحقت خسائر فادحة في صفوف المسلحين في شمال غرب البلاد· واستهدفت الضربات الجوية مواقع المسلحين في بيوشار وهي بلدة في وادي سوات الذي يشهد معارك وعمليات قصف كثيفة منذ عدة اشهر·
وقال المسؤول في الاجهزة الامنية ان ''مروحيات وطائرات قتالية استهدفت مواقع للمتمردين في بيوشار ملحقة بهم خسائر فادحة· لكن لا تتوافر حصيلة على الفور''· وأوضح المصدر ان ''الهجوم الجوي اتى كليا على المنشآت المستهدفة''·
وفي حادث منفصل اعلن مسؤول امني آخر ان خمسة مدنيين بينهم نساء واطفال قتلوا جراء قذيفة دمرت منزلهم في بلدة متا في الوادي عينه، خلال المعارك بين المتمردين والجيش· ولم يوضح المسؤول أيا من الطرفين أطلق القذيفة· وكان ناشطون في حركة طالبان أضرموا الاربعاء النار في مدرسة ابتدائية رسمية في بلدة قبال في وادي سوات ايضا، على ما أوضح مسؤولون في الاجهزة الامنية·
وكان مولانا فضل الله وهو زعيم مجموعة من مقاتلي طالبان الباكستانيين قريبة من القاعدة سيطر قبل سنة على وادي سوات السياحي قبل ان يطرده الجيش·
رئيس المخابرات يطلع البرلمان على تهديدات طالبان
إسلام آباد (د ب أ) - أبرزت وسائل الإعلام الباكستانية ومسؤولون أمس التقرير الذي بدأ الرئيس الجديد لجهاز المخابرات الرئيسي في باكستان (آي إس آي) استعراضه أمام نواب البرلمان أمس الأول حول المخاطر التي يشكلها المسلحون في إقليم الحدود الشمالية الغربية، حيث يستخدمون الأطفال مقاتلين ومنفذين للتفجيرات الانتحارية·
وقال الليفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا الذي عين رئيساً للجهاز الاسبوع الماضي أمام جلسة مغلقة مشتركة للبرلمان بمجلسيه إن المسلحين يقومون بعمليات ''غسيل مخ'' للأطفال لاستخدامهم في عمليات القتل·
ونقلت صحيفة ''جانج'' التي تصدر باللغة بالأوردية أن عرض التقرير تضمن لقطات فيديو وصوراً تظهر أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 14 عاماً يحملون أنواعاً عدة من الأسلحة· وقد سقطت نائبة برلمانية مغشياً عليها لدى عرض لقطة لطفل في العاشرة من عمره يذبح شخصاً بسكين·
وجاء عرض التقرير بناء على طلب من الرئيس آصف علي زرداري سعياً للتوصل إلى إجماع وطني على الحرب ضد مسلحي ''طالبان'' و''القاعدة'' الذين كثفوا هجماتهم الانتحارية ضد قوات الأمن والأماكن العامة والقادة السياسيين·
ويعد هذا التقرير الثالث من نوعه الذي يشهده البرلمان الباكستاني منذ عام 1974 عندما رتب رئيس الوزراء آنذاك ذو الفقار علي بوتو لإذاعة مختصر التقرير على النواب· وفي الجلسة الثانية التي عقدت عام 1986 ناقش النواب الوضع في أفغانستان قبل التوقيع على اتفاق جنيف للسلام الذي مهد الطريق لانسحاب القوات السوفييتية من البلاد·
وتمت دعوة 17 شخصاً غير برلماني لحضور الجلسة بينهم رئيس حزب الرابطة الإسلامية - جناح نواز، رئيس الوزراء السابق نواز شريف·
عدد اليوم
