الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الإنسان الأول عاش في إنجلترا قبل 800 ألف عام

9 يوليو 2010 00:07
أكدت دراسات بريطانية أن الإنسان الأول نجح في التأقلم مع مناخ شمال أوروبا البارد وضبابها وسكن هذه المنطقة منذ 800 ألف عام. وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة “نيتشر” أمس الأول فإن اكتشاف 78 قطعة أثرية بالإضافة إلى شظايا من أحجار الصوان بالقرب من هابيسبرج في شرق إنجلترا أثبتت وجود الإنسان في بريطانيا قبل 100 ألف عام مما كان متوقعاً. وشكلت هذه القطع مجالاً لدراسة تاريخية مولها المتحف البريطاني خلصت إلى أن هابيسبرج كانت أقدم مستعمرة في شمال أوروبا. وكان العلماء يعتقدون سابقاً أن البشر عاشوا خلال العصر الجليدي الأخير أو البليستوسيني (الممتد بين 1,8 مليون و780 ألف سنة) تحت خط عرض 45، نتيجة الاعتقاد بأن انخفاض درجات الحرارة حال دون هجرة الإنسان الأول إلى الشمال. وكان العلماء ينقبون في المواقع التي تتمتع بمناخ مداري أو متوسطي أو مداري جاف. وساد اعتقاد بأن التجمعات البشرية كانت محصورة في جنوب جبال البيرينيه والألب. ولكن عمليات التنقيب التي أعيد تنظيمها وتوجهت في عام 2005 إلى منطقة باكفيلد (شرق إنجلترا) اكتشفت آثاراً بشرية تعود إلى 700 ألف عام. ويوضح البروفيسور كريس سترنجر مدير الأبحاث حول أصول الإنسان في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، أن لهذه الاكتشافات معاني مهمة فيما يخص فهم سلوك الإنسان الأول وتأقلمه وحياته. ومعرفة تاريخ وكيفية استعمار الإنسان الأول لأوروبا بعد هجرته لأفريقيا قبل 1,8 مليون سنة. وتبين هذه الاكتشافات الجديدة أن الرجل الأول نجح في معايشة المناخات القاسية ودرجات الحرارة المنخفضة إلى ما دون الصفر. وقال نك أشتون من المتحف البريطاني والمدير المساعد في مشروع التنقيب إن “الأدوات المكتشفة والمصنوعة من الصوان بالغة الأهمية”. ولا يعود ذلك إلى كونها أقدم من الاكتشافات الأخرى، بل لأنها تزودنا ببيانات حول بيئة (ذلك العصر) وتؤمن لنا صورة واضحة حول نباتاته ومناخه”. وأضاف أن “ذلك يثبت معايشة الرجل الأول لمناخ أشد برداً من المناخ الحالي”. ففي فصل الصيف كانت تتراوح درجات الحرارة بين 16 و 18 درجة مئوية، أما في الشتاء فكانت تنخفض إلى ما دون 3 درجات تحت الصفر. وخلال العصر الجليدي، كانت الغابات تغطي جزءاً كبيراً من أوروبا الشمالية في حين تختلف كثافتها بحسب نمو الكتل الجليدية. أما النباتات والحيوانات التي تصلح للأكل فكانت نادرة وتأتي متفرقة هنا وهناك، في حين كانت فترات النهار قصيرة ودرجات الحرارة المنخفضة في الشتاء تزيد من صعوبة حياة الإنسان الأول. وفي ذلك الوقت كانت هابيسبرج تقع على مجرى قديم لنهر التايمز، اختفى مع مرور الأيام.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©