السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العين «زعيم» الدوري للمرة العاشرة في «ليلة بنفسجية»

العين «زعيم» الدوري للمرة العاشرة في «ليلة بنفسجية»
28 ابريل 2012
صلاح سليمان (العين) - حسم العين لقب بطولة دوري المحترفين لكرة القدم لموسم 2011 - 2012 قبل ثلاث جولات من ختام المنافسات، بفوز “مثير” على الجزيرة 2 - صفر في المباراة التي شهدها ستاد طحنون بن محمد بالقطارة مساء أمس في ختام مباريات الجولة الـ19 للبطولة، وذلك بعد أن رفع رصيده إلى 46 نقطة وزاد الفارق بينه وبين الشباب أقرب منافسيه إلى 10 نقاط، ليحقق “الزعيم” اللقب رقم 10 في تاريخ بطولة الدوري من خلال الفوز رقم 10 على ملعبه هذا الموسم دون خسارة نقطة واحدة على أرضه، وهو اللقب الذي يعود إلى أحضان جماهير “البنفسج” بعد غياب 7 سنوات من غياب الدرع. وحضر مباراة أمس 15187 متفرجاً. أحرز هدفي العين ياسر القحطاني في الدقيقتين 9 و21 ليقود “البنفسج” إلى تحقيق اللقب الكبير في مباراة كان العين هو الأفضل خلالها من كافة الوجوه، حيث فرض أسلوبه على المباراة وكان بإمكان لاعبيه تسجيل العديد من الأهداف، في حين كان “الفورمولا” في أسوأ حالاته ليخسر اللقب الذي يحمله منذ الموسم الماضي، وذلك بعد أيام قليلة من احتفاظه بلقب بطولة الكأس، ليضرب الفريقان موعداً مبكراً تحدد منذ الآن على لقب بطل “السوبر” في بداية الموسم المقبل بين بطلي الدوري والكأس. كانت بداية المباراة مؤشراً سريعاً على رغبة الفريقين في تحقيق الفوز بالنقاط الثلاث، في ظل سعي العين للتتويج رسمياً باللقب العاشر في تاريخه، دون انتظار الجولات الثلاث الأخيرة، وسعي الجزيرة للتمسك بالأمل في الاحتفاظ باللقب وتأكيد جدارته بالحصول على بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة قبل أيام، وهي دوافع كبيرة تكفي لتخرج المباراة في مستوى فني رائع وندية كبيرة بين الفريقين. كان “الزعيم” هو صاحب المبادرة الهجومية من خلال هجمة منظمة بين هلال سعيد وياسر القحطاني وعلي الوهيبي، لكن دفاع “الفورمولا” نجح في إنقاذ الموقف، وظهر اعتماد العين من البداية على طريقته المعروفة 4 - 2 - 3 - 1 أو 4 - 4 - 1 - 1، من أجل استغلال قدرات كل لاعبيه الهجومية بطول الملعب بحثاً عن الفوز، في حين لعب الجزيرة من البداية بطريقة 4 - 2 - 3 - 1 مع الاهتمام بغلق منطقة الوسط لمنع لاعبي العين من بناء الهجمات. وحاول لاعبو العين “تنويع” طريقة بناء الهجمات من العمق والجانبين، ومن خلال الكرات الطويلة والتمريرات القصيرة السريعة والعرضيات أيضا بهدف ضرب التنظيم الدفاعي للجزيرة، ولم ينتظر جمهور العين كثيراً، حيث نجح ياسر القحطاني في إحراز هدف بطريقة مهارية رائعة في الدقيقة 9 بعد تمريرة من هلال سعيد وصلت إلى أسامواه جيان، ثم إلى القحطاني الذي راوغ ولعب الكرة “لوب” من فوق الحارس علي خصيف لتهتز شباك حامل اللقب مبكراً، ولتزيد المباراة سرعة وإثارة وسخونة، في ظل صعوبة استسلام “الفورمولا”، وأيضاً صعوبة تفريط “الزعيم” في نقاط التتويج. وبعد الهدف، لم تتوقف النزعة الهجومية “العيناوية”، بل استمرت محاولات لاعبيه لهز شباك خصيف مجدداً، الأمر الذي أصاب لاعبي الجزيرة بالارتباك، خاصة في ظل قدرة لاعبي العين على اللعب بديناميكية كبيرة وتبديل مراكزهم، وهو ما جعل مهمة مراقبتهم صعبة للغاية بطول وعرض الملعب، خاصة علي الوهيبي والقحطاني ورادوي. في الدقيقة 16، كانت أول محاولة “جزراوية” على مرمى داود سليمان حارس العين من خلال تسديدة دلجادو التي مرت عرضية دون وجود من يدخلها المرمى، ثم كانت تسديدة إبراهيما دياكيه القوية فوق العارضة في بداية حقيقية لظهور “الفورمولا” هجومياً، في حين كان رد “البنفسج” من خلال تسديدة رادوي من ضربة حرة مباشرة أنقذها علي خصيف بصعوبة، حيث أصبحت المباراة بعد ذلك “مفتوحة” بدرجة أكبر. في الدقيقة 21، زاد ياسر القحطاني من تفوق فريق العين، واقترابه من الإمساك بدرع الدوري بتسجيل الهدف الثاني له وللعين من متابعة جيدة للكرة التي سددها أسامواه جيان، وارتدت من يد الحارس علي خصيف لتجد قدم ياسر القحطاني التي تعيدها إلى الشباك، وهو ما جعل مهمة الجزيرة أكثر صعوبة في مواجهة “طوفان” الهجوم “العيناوي”، الذي كان أكبر كثيراً من قدرات لاعبي دفاع الجزيرة، وقوتهم في محاولة منع وصول الكرة إلى منطقة الجزاء. وأمام محاولات العين الهجومية المستمرة لم يجد لاعبو وسط الجزيرة ومهاجموه فرصة لشن هجمة منظمة باتجاه مرمى داود سليمان، وذلك بسبب وجود “فجوة” بين لاعبي الوسط والمهاجمين جعلت أوليفييرا وباري في “جزيرة معزولة” بعيداً عن أحداث اللقاء مع الحصار المفروض عليهم من مهند العنزي، وإسماعيل أحمد وفارس جمعة وأمامهم هلال سعيد، الذي ظل يقوم بالدورين الدفاعي والهجومي بطريقة “فريدة” ويكمل كل الأدوار بنجاح، ويسهل مهمة زملائه. تحسن أداء الجزيرة نسبياً بعد الدقيقة 35، لكن ذلك لم يكن كافياً لتشكيل الخطورة على مرمى العين، وإن ضاعت فرصة من أمام رأس دلجادو في الدقيقة 39 بعد كرة عرضية أخطأ تقديرها، وظلت كل المحاولات بلا تأثير سواء التسديدات بعيدة المدى أو الكرات العرضية، أو محاولات الاختراق من العمق في ظل التنظيم الجيد لدفاع العين وقوة لاعبيه في التعامل مع كل محاولة “جزراوية” حتى لو كانت بلا خطورة حقيقية لمنع حدوث أي مفاجأة، وظلت الدقائق الأخيرة كما هي دون حدوث أي تغيير حتى انتهى الشوط الأول بتقدم العين 2 - صفر. مع بداية الشوط الثاني، لعب صالح بشير بدلاً من علي عباس وخالد سبيل بدلًا من سالم مسعود في صفوف الجزيرة في محاولة من البرازيلي كايو جونيور مدرب الفريق تعديل التنظيم في الدفاع والوسط لسد الثغرات، ودعم المهاجمين، بعد تعذر عمل ذلك في الشوط الأول كاملًا، لكن التبديلين لم يغيرا في طريقة لعب الجزيرة أي شيء، ولم يحدثا التطور المطلوب في ظل تفوق لاعبي العين في كل أرجاء الملعب وفي المهام الدفاعية والهجومية. هدأ إيقاع اللعب في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني عما كانت عليه الحال في الشوط الأول، وذلك بعد أن فقد لاعبو الجزيرة الحماس والرغبة في التعويض مبكراً، وأيضاً حاول لاعبو العين “قتل” المباراة من خلال التمرير العرضي المتكرر والاحتفاظ بالكرة لأطول وقت ممكن، وهي طريقة يكون الهدف منها تصدير الإحباط للفريق المنافس، مع محاولة إنهاء الهجمة بلعبة سريعة كالتي فعلها عمر عبدالرحمن بتسديدة خاطفة مرت بجوار القائم الأيمن للجزيرة في الدقيقة 57، أو التي لعبها أسامواه جيان بضربة رأس من عرضية ياسر القحطاني في الدقيقة 62 وأنقذها علي خصيف حارس الجزيرة. تعمد لاعبو العين تهدئة اللعب وفرض الأسلوب الذي يرغبون فيه مع الاعتماد على التحول السريع إلى الهجوم رغم عدم وجود أي مقاومة من لاعبي الجزيرة بطول الملعب وعرضه، حيث انتشر “العيناوية” بشكل رائع، وظل بإمكانهم زيادة عدد الأهداف لو أرادوا ذلك، ولكنهم لعبوا بأقل مجهود بعد مرور ربع ساعة من هذا الشوط. لعب سكوكو بدلاً من ياسر القحطاني في صفوف العين في الدقيقة 66 في إطار رغبة الروماني كوزمين مدرب الفريق تنشيط الصفوف، ومنح القحطاني راحة بعد تحقيق المطلوب منه، ودفع جونيور مدرب الجزيرة باللاعب علي مبخوت بدلًا من دلجادو على أمل زيادة القوة الهجومية وتعديل النتيجة، لكن الهجوم ظل في مصلحة العين، حيث ضاعت العديد من الفرص من لاعبيه سكوكو وأسامواه ورادوي، وذلك في ظل تألق علي خصيف حارس الجزيرة، خاصة في كرة أسامواه من انفراد تام في الدقيقة 75. أصبحت المباراة من جانب واحد طوال الشوط الثاني في ظل الاستسلام التام من لاعبي الجزيرة للخسارة وعدم قدرتهم على مجاراة قدرات لاعبي العين الأسرع والأكثر مهارة وحماساً ورغبة في تحقيق الفوز، وقد يكون الجزيرة قد تعرض للإجهاد بعد خوضه مباراة نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة أمام بني ياس قبل أيام، وهو ما جعله صيداً سهلًا للاعبي العين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©